المغرب يفرض كلمته في الكرة العربية.. نهائي كأس العرب بتوقيع مغربي خالص

حمل نهائي كأس العرب بصمة مغربية واضحة، بعدما فرضت الكرة المغربية نفسها بقوة على المشهد الختامي للبطولة، سواء بتأهل المنتخب المغربي رسميًا إلى النباراة النهائية، أو عبر الحضور اللافت للمدرسة التدريبية المغربية التي تقود منتخب الأردن، الطرف الثاني في النهائي، ليصبح المشهد عربيًا بطابع مغربي خالص داخل الملعب وخارجه.

وواصل المنتخب المغربي عروضه القوية في البطولة، بعدما تجاوز منتخب الإمارات بأداء متوازن جمع بين الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية، مؤكدًا تفوقه الفني، وشخصية فريق يعرف جيدًا كيف تدار المواجهات الكبرى، بفضل الانضباط التكتيكي، والتحكم في طريقة اللعب، وحسم التفاصيل الصغيرة في الأوقات الحاسمة بثقة وخبرة.

ولم يقتصر الحضور المغربي على المستطيل الأخضر فقط، بل امتد بقوة إلى دكة البدلاء، حيث نجح المدرب المغربي جمال السلامي في قيادة منتخب الأردن لتحقيق فوز ثمين على السعودية بهدف دون رد، وصناعة إنجاز تاريخي بالوصول إلى النهائي عن جدارة واستحقاق، في تأكيد جديد على قوة المدرسة التدريبية المغربية وقدرتها على صناعة الفارق مهما اختلفت الظروف والإمكانيات.

وبات واضحًا أن المغرب أصبح صاحب الكلمة العليا في الكرة العربية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة مشروع كروي متكامل يعتمد على تطوير المواهب، وصناعة اللاعبين، وتأهيل المدربين، وتبني فكر كروي حديث يوازن بين الانضباط التكتيكي والجرأة الهجومية، وهو ما انعكس بوضوح على النتائج والحضور القاري والعالمي.

وتتجسد سيطرة العقول المغربية بالطول والعرض على الكرة العربية، في سلسلة النجاحات المتتالية، بداية من محمد وهبي الذي قاد منتخب المغرب للتتويج بكأس العالم للشباب، مرورا بوليد الركراكي الذي صنع ملحمة تاريخية بوصوله مع أسود الأطلس إلى نصف نهائي كأس العالم  2022، وصولًا إلى الحاضر، حيث يتصدر الثنائي جمال السلامي وطارق السكتيوي المشهد بقيادة منتخبي الأردن والمغرب إلى نهائي النسخة الحالية من كأس العرب.

ويعكس هذا النهائي نجاح المغرب في تصدير كفاءاته التدريبية إلى مختلف المنتخبات العربية، بعدما أثبت المدرب المغربي قدرته على التأقلم السريع، وبناء فرق منظمة وقادرة على المنافسة وتحقيق النتائج، حتى أمام مدارس كروية عريقة.