عاجل
الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

محمد وليد بركات يكتب: الخديوي سعيد.. وقصة التجنيد الإجباري في مصر؟

محمد وليد بركات يكتب: الخديوي سعيد.. وقصة التجنيد الإجباري في مصر؟
محمد وليد بركات يكتب: الخديوي سعيد.. وقصة التجنيد الإجباري في مصر؟

تستعد مناطق التجنيد والتعئبة التابعة للقوات المسلحة المصرية لاستقبال آلاف الشباب من المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية في إطار نظام التجنيد الإجباري خلال الأيام القليلة القادمة.



ولعل الكثيرين لا يعرفون من الحاكم الذي فرض نظام التجنيد الإجباري في مصر.

محمد سعيد باشا، هو الذي فرض أداء الخدمة العسكرية إجباريا.

وقد حكم سعيد باشا مصر في الفترة ما بين عامي 1854 و1863، وتضمنت فترة حكمه عددا من السلبيات، وعددا من الإيجابيات.

وكان من أهم القرارات التي اتخذها سعيد هو قصر مدة الخدمة العسكرية فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة وبذلك أدخل في نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندينالذين كانوا يذهبون إلى التجنيد لفترة غير معلومة مسبقا، كماعمم أداء الخدمة على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، وكانت قبلها مقتصرة على الفلاحين والفقراء.

وقد أحاط سعيد باشا الذي كان قائدا للأسطول المصري في عهد أبيه محمد علي بتردي أحوال الجيش المصري في عهد عباس، الذي سبقه في الحكم مباشرة، فاجتهد لإعادة الروح إليه معنويا، وتقويته ماديا.

فحل سعيد آلايات (كتائب) الجنود الشراكسة الأتراك التي استحدثها عباس الأول.

كما اهتم بالحياة في المعسكرات، ليحدث المجند أهله بمميزات الجندية، ويغريهم بها.

واهتم أيضا بحياة الضباط المصريين في الجيش، ورقاهم إلى المناصب القيادية التي كانت حكرا على الضباط الشراكسة والأتراك.

كما أنشأ القلعة السعيدية في القناطر الخيرية للدفاع عن القاهرة ضد أي عدوان يتقدم إليها عبر النيل، واهتم بحال الأسطول المصري.

ورفع سعيد عدد جنود الجيش إلى 64 ألفا عام 1860، وقاد الجيش بنفسه في تدريبات قتالية لمدة ثلاثة أشهر في مريوط ليتأكد من صلاحيته للقتال.

هذا وقد أوحت بريطانيا إلى السلطان العثماني بأن الإصلاحات التي يقوم بها سعيد تعني زيادة نفوذه، فأنكر على سعيد سعيه.

والجدير بالذكر أن الجيش المصري في عهد سعيد استمر في المشاركة في حرب القرم التي كانت قد بدأت عام 1853، عندما طلب السلطان العثماني من عباس حاكم مصر إرسال قوة للاشتراك مع قواته والجيشين البريطاني والفرنسي في محاربة النفوذ الروسي في بلغاريا ورومانيا، حتى انتهت الحرب بعودة القوات المصرية عام 1856، واتفاق الجميع على الصلح.

كما خاض سعيد حربا بقوة من الجيش المصري في المكسيك، عندما طلب منه نابليون الثالث إمبراطور فرنسا إمداده بحامية مصرية خاصة أن أراضي المكسيك كان تسمى بالأيادى الحارة ومناخها تنتشر فيه الحمى الصفراء وبالتالى يتطلب بنية جسدية محددة وبسالة في الجنود، واستجاب الخديو سعيد لهذا الطلب لكنه أرسل حامية سودانية مصرية قوامها 453 ما بين جندى وصف ضابط وضابط انطلقوا في يناير 1863 من الإسكندرية ليصلوا إلى المكسيك بقيادة البكباشى جبرة الله محمد أفندي، لتبدأ ملحمة جديدة للنضال الوطني استمرت حتى عام 1867 عندما عادت القوات إلى مصر، بعد أن فقدت 140 جنديًا، مات 46 منهم من المرض، وقام الخديوي إسماعيل –الذي كان قد تولى الحكم- بتكريمها. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز