عاجل
الإثنين 28 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

جزيرة "فيلة" بأسوان البوابة المصرية إلى القارة الأفريقية

جزيرة "فيلة" بأسوان البوابة المصرية إلى القارة الأفريقية
جزيرة "فيلة" بأسوان البوابة المصرية إلى القارة الأفريقية

كتبت : أميرة رضوان
 



 

على بعد نحو 899 كيلو متر من القاهرة تقع جزيرة "فيلة" في قلب النيل بمدينة أسوان بجنوب مصر ، تفصل بموقعها الجغرافي النيل إلى قناتين متعاكستين ، و بالإضافة إلى كونها أهم المناطق الأثرية بالمدينة الأسوانية ، تتمتع الجزيرة بمناخ معتدل جاف نظراً لوقوعها على الضفة الشرقية للنيل ، مما جعلها من أهم المشاتي المميزة في الجنوب ، وأيضاً تعد همزة وصل في الربط بين مصر والسودان، وتكاد تكون بالفعل البوابة المصرية إلى القارة الأفريقية.                                                                          

تعود تسمية الجزيرة "بفيلة " أو "فيلاي" إلى اللغة اليونانية التي تعني "الحبيبة" أو "الحبيبات" ، أما الإسم العربي لها هو " أنس الوجود" نسبة لأسطورة "أنس الوجود" في قصص " ألف ليلة و ليلة" ، أما الإسم المصري أو القبطي لها هو "بيلاك" بمعنى الحد أو النهاية ، حيث كانت تُعتبر أخر حدود مصر في الجنوب.

وفي الرحلة إلى "فيلة" يتجول الزائرين داخل معابدها باستخدام المراكب النيلية والتي تتركهم عند قاعة "نيختنبو" لينتقل منها الزوار إلى قاعات ومعابد الجزيرة الفسيحة، وإذا رغب الزائر في الوصول إلى أكثر المعابد شهرة وإثارة وهو معبد "إيزيس" فعليه أن يتجه من قاعة الملك "نيختنبو" إلى شمال الجزيرة ليصل إلى فناء هذا المعبد الذي تحده صفوف الأعمدة من الجانبين، ومنه يمكن له الوصول إلى أبراج الصرح الأول من المعابد، ليشاهد"الماميزي"، أو ما يعرف بـ"بيت الولادة"، والذي كان مكرسا للمعبود "حورس"

وإنتقالاً من صرح معبد فيلة سيجد الزائر نفسه مدفوعاً إلى زيارة الصرح الثاني للمعابد والذي يتمتع بدهليز كبير في داخله حرم داخلي مقدس وهو معبد "إيزيس" بالجزيرة ، الذي تم تشييده لعبادة "إيزيس"، حيث ساد الإعتقاد بأنها وجدت فيه قلب زوجها "أوزوريس"، بعد أن قتله وقطعه أخوه داعية الشر المعبود "ست"  ومن ثم  فإن المعبد كان شاهداً على عبادة المعبودة "إيزيس" وفق ما كان سائداً في اليونان وروما ومختلف أنحاء الإمبراطورية، حتى عندما تم تطبيق الحكم الروماني في مصر حاول الحكام تجميل الجزيرة المقدسة لكونها تضم معبد "إيزيس".

 بدأت جزيرة "فيلة" صفحة جديدة من تاريخها عندما  وصلت المسيجية إليها  عام 550 بعد الميلاد ، فقد تحولت قاعة الأعمدة لتصبح مناسبة لممارسة الديانة الجديدة ، كما تم نقل الأحجار من بعض الآثار لبناء كنائس مسيحية فيها ، وعقب إنتهاء مصر من بناء السد العالي تغير حال الجزيرة تماماً و أصبحت في موقع خطر بين السد القديم و السد الجديد مما كاد يؤدي إلى غرقها بالإضافة إلى أن السحب اليومي للمياه لدفع التوربينات المولدة للكهرباء أدى إلى ظهور تموجات مستمرة فيما يقرب من 3 أمتار من مستوى المياه و بالتالي تسبب ذلك في إتلاف حجارة الجزيرة بشكل سريع ، لذلك تم التعاون مع منظمة التربية و الثقافة و العلوم "اليونسكو" و خبراء دوليين في نقل المعابد، و من ثم تم تفكيك المعابد بجزيرة "فيلة" و إعادة تشيدها فوق جزيرة نيلية مجاورة تدعى "أجيليكا" بعد إعدادها لتكن مشابه للجزيرة الأصلية بقدر الإمكان ، و بذلك أصبحت معابد "فيلة" في مآمن من مخاطر المياه.  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز