كيف دكت الأغنية الوطنية حصون العدو نفسيًا في حرب أكتوبر
كتبت - إسراء النجمي
"أنا صاحي يا مصر أنا صاحي سهران وفي حضني سلاحي" ... لم يكن المدفع والطائرة وحدهما اللذان يدُكان حصون العدو في حرب السادس من أكتوبر، فقد كانت معهما الأغنية الوطنية ذلك السلاح الذي ألهب مشاعر المصريين، وشارك في دك الحصون النفسية للعدو، إلى جانب دورها في دعم الإنتاج العربي.
"بسم الله"، و"عاش اللي قال"، و"يا صباح النصر يا مصريين"، و"على الربابة"، "يا حبيبتي يا مصر"، كلمات تغنى بها المطربين في حرب أكتوبر وساهمت في خلق الوعي وتعبئة الروح المعنوية للشعب.
وعن دور الأغنية الوطنية في التعبئة المعنوية، قال الملحن الكبير حلمي بكر، في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف": الأغاني الوطنية في حرب ٦ أكتوبر كان لها دور في التعبئة المعنوية، وكان الشعب خارجا من نكسة، وعندما استطاع الجيش النصر في حرب أكتوبر، فرح الشعب ولم يكن يصدق ذلك الانتصار، وظهرت أغاني عظيمة.
وأضاف: الأغنية الوطنية الآن ليست على نفس المستوى من القوة والنجاح التي كانت عليه في أكتوبر لعدة أسباب: أولاً: انهيار المجتمع والذوق العام وبالتالي انهيار الفن الذي تدنى مستواه إلى أدنى الدرجات.
ثانياً: النجومية اختفت من على أرض مصر، وتولاها مطربو البانجو والحشيش، وجميع النجوم أصبحوا غير متواجدين الآن، وعندما يتغنى أحد منهم للوطن فهو يغني كأنه يؤدي واجب وبهدف التواجد فقط، لا يكون الغناء نابعا من إحساس صادق بداخله، ولا يهدف للتعبئة المعنوية، على عكس جيل العمالقة الذي تغنى بأجمل الأغاني الوطنية وكيف أن ثورة ٢٣ يوليو شهدت ميلاد عبدالحليم الذي أفاد الأغنية الوطنية وثورة ٢٣ بالتحديد، وأفادته أيضاً، عندما غنى "عاش اللي قال" في الوقت المناسب، وتابع دوره المؤثر كذلك في الأغنية الوطنية في حرب أكتوبر".
ومن جانبه قال الناقد الفني محمد دياب في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف": الأغنية الوطنية كان لها دور كبير في التعبئة ورفع الروح المعنوية للشعب وللجيش في حرب أكتوبر، وكان لنا زملاء على الجبهة في وقت الحرب يسمعون الأغاني الوطنية، التي كانت تبث فيهم الحماس الوطني، والتي بلغ عددها في شهر أكتوبر فقط حوالي ٢٤ أغنية، واستمرت بعد ذلك إلى أن أعاد الرئيس السادات افتتاح الملاحة في قناة السويس فظهرت ١٠٠ أغنية لكبار المطربين.
وأكمل: كان لعبدالحليم نصيب الأسد وقتها، فغنى حوالي ٦ أغان، "عاش اللي قال، ولفي البلاد ياصبية، والفجر لاح، وقومي ليكي السلام يا مصر، وخلي السلاح صاحي، وصباح الخير يا سينا، وأغنية سينا رجعت تاني لينا"، التي جاءت بعد استكمال تحرير سيناء.
وأضاف: "ظهرت أغاني وطنية جيدة في الجيل الحديث، ولكنها لم تكن على نفس المستوى من التأثير والقوة مقارنة بأغاني حرب أكتوبر، فجيل الفنانين وقت حرب أكتوبر كانوا عمالقة، والمستوى الفني والغنائي كان راق وهادف".
وأردف: "الأغنية الوطنية من الممكن أن تعود قوتها وتأثيرها كما كانت أيام حرب أكتوبر، إذا حدث نهضة في الموسيقى المصرية، ويحدث ذلك عندما يعود الشعب المصري لسماع تجويد القرآن الكريم من المقرئين المصريين العظام، فتجويد القرآن والإنشاد الديني هو أساس الغناء المصري".
وختم دياب: "الأغنية المرتبطة بالشعب والجيش هي التي تدوم".



