السبت 27 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

5 أسباب أضاعت البطولة من الأهلي

5 أسباب أضاعت البطولة
5 أسباب أضاعت البطولة من الأهلي
كتب - شريف كمال

لم يكن طريق الأهلي نحو البطولة الإفريقية التاسعة ممهدًا ومفروشًا بالورود، بل بدأ الأهلي موسمه القاري بتعثر أمام بيدفيست الجنوب إفريقي وتوقعات من الجميع أن الأحمر لن يتخطى دور الثمانية من البطولة في شكلها الجديد.

بزغ حلم جماهير الأهلي في تحقيق الكأس الأقرب إلى قلوبهم بخطوة تلو الأخرى، فبعد بلوغ دور المجموعات ومواجهة الترجي التونسي في مرحلة الإقصاء، وظهور المارد الأحمر بشخصيته الحقيقية التي حسمت له التأهل على حساب خصم عنيد في عقر داره وبين جماهيره، تبلور اسم الكأس التاسعة في أذهان متابعي الكرة المصرية وعشاق القلعة الحمراء بشكل خاص.

تخطى الأهلي منافس الدور قبل النهائي، التونسي النجم الساحلي بنتيجة تاريخية 7-4 بمجموع اللقاءين، ليصطدم بخصم لم تكن إمكانياته الفنية أفضل، لكنه استطاع اقتناص لقب قارة إفريقيا من زعيمها، وحصد البطولة الثانية في تاريخه.

لفشل الأهلي في استكمال مشواره والسقوط أمام الوداد المغربي تحت القيادة الفنية للمخضرم حسين عموتة أسباب، ترصدها «بوابة روزاليوسف» في السطور التالية.

 

الاستسلام وتكرار الأخطاء

على الرغم من تكرار حسين عموتة، المدير الفني لفريق الوداد، أسلوب اللعب الذي ظهر به في مباراة الذهاب، فإن حسام البدري مدرب الأهلي، لم يقدم أي حلول جديدة لاختراق الحصون المغربية، مستسلمًا لتضييق مساحات منافسه وإغلاق الأطراف التي يعتمد عليها بشكل كبير.

كرر البدري نفس أسلوب اللعب التكتيكي الذي فشل به ذهابًا، منتظرًا نتيجة أخرى، رافضًا التفكير في بدائل لتلك السبل التي أغلقها عموتة، وكانت النتيجة ظهور الأهلي على مدار 180 دقيقة بسيطرة تامة على مجريات اللعب يقابلها فرص قليلة لم تستغل على النحو الجيد.

تعُامل مدرب الأهلي مع موقعة الإياب تحديدًا جاء مفاجئًا لجماهير الأحمر، حيث توقع الجميع الابتعاد عن تكرار الأخطاء، وإغلاق الثغرات التي يستغلها عموتة، والتغيير من طريقة اللعب تكتيكيًا، إلا أن إصرار البدري على الظهور بنفس الشكل والاعتماد على نفس مفاتيح اللعب سهّل الطريق على الوداد لتحقيق ما أراد.

 

الغيابات

منذ مواجهة الدور قبل النهائي بدأت تظهر الغيابات في صفوف لاعبي الأهلي، وفي مختلف المراكز ما بين خط الدفاع بعد إيقاف الظهير الأيمن أحمد فتحي لتراكم الإنذارات، وإصابة عبد الله السعيد صانع اللعب وحسام عاشور لاعب خط الوسط، وبعودة الثنائي الأول غاب محمد نجيب وعلي معلول وصالح جمعة، مع عدم الجاهزية التامة لوليد سليمان، بسبب الإصابة أيضا.

ومع هذا لن تشفع الغيابات للجهاز الفني للأهلي، لأن بداية الأزمة في عدم توفير البديل الجيد عند إدراك أسماء جديدة في مواقع شاغرة بالقائمة القارية، حيث أصر البدري على قيد الثنائي أحمد الشيخ وهشام محمد، اللذين لم يظهرا إلا في دقائق معدودة، ولم يتم الاعتماد عليهما بل اضطر في بعض الأحيان لإشراك لاعبين في غير مركزهم، دون الاعتماد على بدلاء.

 

عدم الجاهزية النفسية

كان من أبرز أسباب نجاح الأهلي في تخطي عقبة الترجي التونسي الصعبة والفوز عليه في الملعب الأولمبي برادس، الجاهزية النفسية والتحضير الذهني الجيد للاعبين والجهاز الفني قبل المباراة.

لكن بالنظر للاستعداد النفسي للجانب الأهلاوي قبل مباراة الذهاب تحديدًا، قد يراه البعض غير مناسب لحدث بقدر الدور النهائي لـ"التشامبيونز" فبعد سحق النجم الساحلي التونسي بسداسية في إياب نصف النهائي، ومن قبله تخطي مواطنه الترجي، تسللت الثقة الزائدة لنفوس الجهاز الفني ولاعبي الأهلي، وبدأ البدري في الظهور في البرامج التليفزيونية وإجراء الأحاديث والمداخلات، مبتعدًا عن التركيز في المباراة المصيرية التي يفصله عنها أسبوع واحد.

 

جاساما

تعرض الحكم الجامبي باكاري جاساما لانتقادات عديدة من جانب الجهاز الفني ولاعبي النادي الأهلي بسبب المستوى السيئ الذي ظهر به خلال إداراته لمباراة الدور النهائي، إلى جانب هجوم الجماهير وعدد من النقاد الرياضيين بسبب تضييقه الخناق على لاعبي الأحمر ومنح الأريحية الزائدة لأصحاب الأرض.

وطالما طالت اتهامات الفساد حكام القارة السمراء، خاصةً في المباريات الكبرى، وتسببت آخر هذه الفضائح في إيقاف مدى الحياة للحكم الغاني جوزيف لاميتي، الذي أدار لقاء السنغال وجنوب إفريقيا بتصفيات المونديال، مع قرار فيفا إعادة المباراة.

وجاء تصريح البدري في المؤتمر الصحفي للقاء الذي أكد خلاله أن التحكيم هو من حدد قبلة الكأس، مشددًا على أن جاساما حرم الأهلي من ركلتي جزاء، ليشير إلى سبب جديد من أسباب خسارة الأهلي للقب القاري، بالإضافة إلى اقتحام عماد متعب مهاجم وقائد الفريق لصورة استلام طاقم التحكيم ميدالياتهم ووجه لهم اتهامات بالرشوة.

 

واقعية عموتة

نجح المدير الفني للوداد حسين عموتة، في التفوق تكتيكياً على البدري، بتضييق المساحات والتراجع الدفاعي، والاعتماد على سرعات ومهارات أشرف بنشرقي وإسماعيل الحداد ووليد الكرتي وعبد العظيم خضروف.

لم يستسلم عموتة لنتيجة مباراة الذهاب التي تمنحه الأفضلية، بل ظل متمسكًا بالشكل التكتيكي الذي نجح به في المواجهة الأولى ولم ينجرف وراء اندفاع الجماهير التي ملئت استاد محمد الخامس، واللعب بشكل هجومي، بل كان نموذجًا لمقولة "اللي تكسب به العب به"، ليقدم مباراة متوازنة دفاعيًا متناسبة مع إمكانات لاعبيه، اقتنص بها اللقب التاريخي لوداد الأمة.

تم نسخ الرابط