سياسيون تعليقًا على مظاهرات إيران: تأتي نتيجة سوء الوضع الداخلي
كتب - السيد علي
أكد خبراء سياسيون أن المظاهرات الاحتجاجية التي تجرى الآن في إيران تعكس صورة الشباب الإيراني، وأنه قد فاض به الكيل من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها في الفترة الأولى من حكم حسن روحاني، لافتين إلى أن هذه المظاهرات تعبيراً من الشباب عن رأيهم لسوء الحالة المعيشية والبطالة رافعين شعار نحن أولا، مطالبة الحكومة الإيرانية بالاهتمام بالوضع الداخلي، بدلاً من صرف الأموال على الجيش في سوريا والحوثيين ودعم حزب الله.
مضيفين، إن إيران قد تستخدم القوة والعنف لمحاولة إسكاتها خوفاً من انتشارها وإحداث حالة من الارتباك الداخلي، لأن إيران لم تشهد هذه المظاهرات لسنوات طويلة، ويستخدموا حالياً النموذج التركي في قمع الأحداث ومحاولة المواجهة والملاحقات الأمنية للشخصيات الإصلاحية، وهذا السيناريو التصعيدي في محاولة إسكات المظاهرات.
مساعد وزير الخارجية الأسبق:هذه الاحتجاجات تؤدي لتراجع إيران عن التمدد الخارجي
قال السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الوضع في إيران يعكس أن الشباب الإيراني قد فاض به الكيل من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها في الفترة الأولى من حكم حسن روحاني.
وأشار حسن، إلى أن الشباب الإيراني يعبر عن رأيه في السياسة الإيرانية والموقف الداخلي، وأن إيران تتمدد خارجياً وفي نفس الوقت تعاني من مشاكل داخلية وأن الحكومة الإيرانية تقوم بردع المتظاهرين لمنع انتشار هذه المظاهرات، خوفاً من إحداث نوع من الارتباك الداخلي في إيران.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه ربما هذه الاحتجاجات قد تؤدي إلى تراجع إيران عن التمدد الخارجي لها في ظل وجود ضغوط أمريكية عليها، ونوع من الضغط الناعم من قبل روسيا على إيران للحد من وجودها في سوريا، لأن روسيا لا تريد وجود قوي لإيران بسوريا.
وأوضح السفير رخا حسن، أن هذه المظاهرات تعبير من الشباب عن رأيهم لسوء الحالة المعيشية والبطالة، رافعين شعار "نحن أولاً"، مطالبا الحكومة الإيرانية بالاهتمام بالوضع الداخلي، بدلاً من صرف الأموال على الجيش في سوريا والحوثيين ودعم حزب الله.
وأردف حسن، أن هذه الاحتجاجات ربما تجعل إيران تعيد النظر في بعض جوانب سياساتها الخارجية، والتركيز في الشأن الداخلي، بمعنى أن يقلل من تمدده الخارجي، وقد تؤدي إلى أن يكون أكثر مرونة في التفاوض على حل الأزمة السورية وأزمة اليمن.
"فهمي": حراك شعبي وجماهيري لم تشهده إيران منذ سنوات طويلة
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هذه المظاهرات خرجت في إطار أمرين، الأول، الاحتجاج على تدخل ما يعرف باسم قوات الحرس الثوري في القضايا الإقليمية، وربما بطبيعة الحال دعم سوريا وحزب الله.
وأضاف فهمي، ليس من الواضح ما ستؤدي إليه هذه التظاهرات، ومن الواضح أن هناك صراعا بين تيار محافظ مستقل، وهذا التيار لم يكن يعبر حتى قبل وصول حسن روحاني إلى السلطة عما يمكن أن تؤدي إليه الأوضاع، ولكن كان معترضا على سياسات كثيرة متعلقة بالمجموعة الإصلاحية التي عملت بجوار حسن روحاني، والتي كانت ترى أن دور إيران يجب أن يقوى، ويجب أن يكون له نطاق إقليمي، وأن يكون له ظهير كامل، والتواجد في عواصم عربية عديدة.
والتيار الآخر، وهو ما يسمى بالتيار الوطني الذي يدعو إلى إعادة إيران إلى أهلها، وإلى تبني خيارات وطنية وتنمية مقدرات الدولة الإيرانية، وعدم التدخل في النطاق الإقليمي وإقامة علاقات على مستوى الندية مع القوى الرئيسية، مثل الخليج وتركيا وما إلى ذلك.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، بطبيعة الحال إلى أن هذا التيار لا يزال غير واضحة قوته أو مراكز دعمه، التظاهرات بهذه الصورة تظاهرات لافتة، وتثير علامات استفهام للقوى المحركة لها.
وأكد فهمي، أن أهم شيء في هذه المظاهرات هو حدوث حراك شعبي وجماهيري لم تشهده إيران منذ سنوات طويلة، لأن إيران كانت دولة منيعة وحصينة من هذه التظاهرات.
وأردف فهمي، أن الحراك الشعبي الإيراني الكبير في الشارع الإيراني تثير علامات استفهام حول قوة ومركزية مجموعة حسن روحاني، وهي في كل الأحوال تحفظات على من يديرون الأوضاع وبناءً عليه تدخلات في جنوب سوريا وتدخلات في اليمن ولبنان.
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن المظاهرات الإيرانية لها سيناريوهان، الأول، تستخدم فيه الحكومة الإيرانية القوة والعنف لمحاولة إسكاتها، لأن إيران لم تشهد هذه المظاهرات لسنوات طويلة، ويستخدمون حالياً النموذج التركي في قمع الأحداث ومحاولة المواجهة والملاحقات الأمنية للشخصيات الإصلاحية، وهذا السيناريو التصعيدي في محاولة إسكات المظاهرات.
والسيناريو الثاني، وهو ترك الأمور في إطارها، وهذه مرتبطة بروابط ومعايير، وترك المظاهرات للتعبير عما يحدث في الشارع، ولكن مع الإمساك بقواعد اللعبة، ولكن اعتقد أن الخيار التصعيدي والأمني هو المطروح حالياً.
يذكر أن عدة مظاهرات احتجاجية في إيران ضد الغلاء والفساد وسياستها الخارجية، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب النظام الإيراني بالالتفات إلى شؤونهم الداخلية.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع في مدن كرمانشاه وقم والأهواز وأصفهان وقوجان وساري وقائمشهر وقزوين ورشت وزاهدان، وهمدان وخرم آباد وسبزوار وبجنورد، وفق ما ذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ورفع المتظاهرون شعارات من بينها "الموت لحزب الله، و"الموت لروحاني".



