السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خريطة القواعد العسكرية للكيان الصهيوني في إفريقيا

خريطة القواعد العسكرية
خريطة القواعد العسكرية للكيان الصهيوني في إفريقيا
كتب - مصطفى سيف

يحاول الكيان الصهيوني من خلال قواعده العسكرية التي يمتلكها في إفريقيا الضغط على مصر خاصة في مياه نهر النيل.

وإن لم يكن الكيان الصهيوني يمتلك قواعد عسكرية في بعض دول إفريقيا، فهو يتوّغل فيها بالمساعدات العسكرية، وبالمساعدات الاقتصادية.

ويرى مراقبون أنَّ فترة ما قبل الرئيس السيسي تركت مصر بوابة إفريقيا لكل من هبَّ ودبَّ من الدول الغربية، إلا أنَّ موازين القوى بدأت تعود لنصابها الطبيعي، خصوصًا في ظل وجود دبلوماسية محددة تعمل من خلالها مصر.

واللافت للانتباه أنَّ إسرائيل تمتلك مصداقية كبيرة لدى الدول الإفريقية في ميادين الاستخبارات والتدريبات العسكرية؛ حتى في ظل القطيعة التي وقعت بينها وبين الدول الإفريقية إبان حرب أكتوبر.

وحصلت الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية على مساعدات عسكرية في مجال تدريب قوات الشرطة وقوات الحرس الرئاسي.

التركيز الإسرائيلي على إفريقيا لم يكن من أجل الثروات وموارد طبيعية غنية بها القارة السمراء، إلا أنَّه أيضا لاستخدامها كسلاح ضغطٍ على مصر في حين الحاجة إليه.

لعَّل أزمة سد النهضة كشفت هذا الدهاء الإسرائيلي والمكر، خاصة في ظل المساعدات التي قدّمها الكيان الصهيوني لإنشاء السد.

إبان فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ وبعد تعهده بطرد إسرائيل من إفريقيا عززت إسرائيل تواجدها في إثيوبيا، وأرسلت عملاء الموساد لتدريب قوات الشرطة الإثيوبية.

مع سقوط نظام هيلاسيلاسي ومجيء نظام مانجستو ظلت إسرائيل على علاقة وثيقة بإثيوبيا؛ ولا أدَّل على ذلك من أن إثيوبيا امتنعت عن التصويت على قرار الأمم المتحدة عام 1975م والذي يقضي بمساواة الصهيونية بالعنصرية.

 

إريتريا

وذكرت وكالة الاستخبارات الخاصة ستراتفور أن إسرائيل لديها قواعد عسكرية في إريتريا، وأنَّها تحتفظ بمحطة للاستماع المخابراتي في ذروة "امبا سوير" وهو جبل يصل ارتفاعه إلى 3 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر وفى المراسي في أرخبيل دلاك بالبحر الأحمر.

 

نيروبي - كينيا

تشير التقارير الأجنبية المنشورة في وكالات الإعلام أنَّ إسرائيل ساعدت قوات الأمن الكينية في التعامل مع أزمة الرهائن في مركز ويستجيت التجاري.

وكانت كينيا أيضا مستوردًا بارزًا للصناعات العسكرية الإسرائيلية؛ حيث باعت إسرائيل كمية كبيرة من الأسلحة لكينيا، وقدَّمت أيضا المشورة العسكرية لها.

تلقى مئات الجنود الكينيين في السنوات الأخيرة تدريبًا في مكافحة الإرهاب في إسرائيل أو تم تدريبهم في كينيا من قبل مدربين إسرائيليين رسميين أو شبه رسميين.

 

أوغندا

أوفدت إسرائيل عددًا كبيرًا من المستشارين العسكريين بقيادة العقيد باروخ بارسيفر لكي يتولى تنظيم وتدريب القوات المسلحة الأوغندية، خاصة السلاح الجوي وقد وصل عدد أولئك المستشارين إلى 500 شخص تغلغلوا في كل وحدات القوات المسلحة الأوغندية.

أيضا أنشأت إسرائيل معاهد عسكرية في أوغندا، علاوة على إيفاد بعض الضباط الأوغنديين لإسرائيل في بعثات عسكرية.

 

دعم الكيان الصهيوني لدول حوض النيل

لا يُخفى على أحد هدف إسرائيل الثابت من وجودها في منطقة حوض النيل خصيصًا، وهو الرغبة في الحصول على مياه نهر النيل.

وتذكر بعض التقارير أنَّ إسرائيل كانت قد تقدمت بعدة مشروعات للحصول على نسبة 1% من مياه النيل؛ وفي ظل المفاوضات متعددة الأطراف الخاصة بمشكلة الشرق الأوسط أن تطرح هذه القضية إلا أنها لم تنجح.

ومن المعروف أن (إسرائيل) تلعب دورًا غير مباشر في صراع المياه بين دول حوض النيل استفادة من نفوذها الكبير في دول مثل إثيوبيا وكينيا ورواندا.

 

ماذا تفعل إسرائيل؟

إسرائيل تحاول الارتباط ارتباطًا وثيقًا بجيل القادة الجدد في الأقليات ببلدانهم؛ وهذا واضح منذ فترة ووضح جليًا في علاقتها بـ"ميلس زناوي" في إثيوبيا، وأسياسي أفورقي في إرتيريا، وجون جارانج في جنوب السودان، ويوري موسيفيني في أوغندا، وبول كاجامي في رواندا.

وأيًا كان الأمر فإن إسرائيل تولي علاقاتها الإفريقية أهمية خاصة، وعلى الرغم من دخول الصراع العربي - الإسرائيلي منعطفًا تاريخيًا بعد إعلان ترامب؛ إلا أنَّها تعول في حركتها الخارجية على استراتيجية إضعاف الخصم.

وجدير بالذكر هنا أنَّ إسرائيل لا تتردد في تشــجيع ومسـاندة جماعــات الأقلية، ولا تتردد في هذا الخصوص في أن تقدم المعونة المادية والخبرة، بل وتتولى تدريب رجالها على حركات العنف المسلح.

 

إضعاف مصر

أهداف إسرائيل كانت واضحة منذ البداية، وهي تأليب دول الحوض على مصر لإضعافها وإخراجها من دائرة المواجهة للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية.

فإسرائيل ومنذ نشأتها تتعامل مع قضية المياه بأنها قضية حياة أو موت، فأطماعها تعدت مياه النيل، ففي عام 1990م قامت إسرائيل بدراسة عن طريق الأقمار الاصطناعية لتقدير كمية المياه الجوفية المخزنة في صحراء شبه جزيرة سيناء.

 

تم نسخ الرابط