الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

65 سنة "أوسكار"

65 سنة أوسكار
65 سنة "أوسكار"
كتب - مصطفى سيف

 أشبه بثورة يقودها صُنّاع السينما والتلفزيون، في ذلك اليوم من العام 1953، حين قرر صُنّاع مهرجان الأوسكار إذاعته على شاشات التلفزيون لأول مرة، على الرغم من مرور 24 عامًا منذ بداية الإعلان عن الجائزة التي بدأت في 1929، ولم تحظى بشعبية جارفة بعد أول بث.

بين "زوجي، وعمي"؛ اختلف المؤرخون في أصل تسمية الجائزة بهذا الإسم، فما بين الممثلة الراحلة، بيتي ديفيس، التي قالت إنَّ التمثال يشبه زوجها الأول "أوسكار"، أمَّا البعض الآخر فيقول إنَّ أصل التسمية تعود لـ"مارجريت هيريك" التي قالت إنَّ التمثال يشبه "عمي أوسكار".

وتصنع تماثيل الأوسكار اليوم من البريتانيوم وهو عبارة عن خليط من القصدير والنحاس والإثمد، لتطلى بعدها بالنحاس والنيكل والفضة والذهب 24 قيراط، وخلال الحرب العالمية الثانية ونتيجة نقص في المعادن، سلَّمت الأكاديمية جوائز مصنوعة من الجص الملون.

 

كلاكيت اول مرة

المشهد الأول أبيض وأسود، لم تدخل الألوان بعد إلى شاشات التلفزيون، كان ذلك في 1953 حين اعتلى بوب هوب، الممثل الأمريكي الكوميدي، المعروف بصداقته للرؤساء الأمريكيين، لتقديم الحفل الأول على شاشة التلفزيون.

أشبه بحفلٍ موسيقي لأم كلثوم بدأ البث الأول، وبلافتة تبدو "إعلانية"، وأشخاص يرتدون البزات الأنيقة، بدأت الكاميرا تدور على الحاضرين، وكما يفعل المصريون حين يشاهدون الكاميرات ثُبتت عليهم تبدأ الابتسامات من جانب الحضور.

يُرفع الستار تصفيق حاد، يُكشف عن تمثال "الأوسكار" لأول مرة على شاشات التفلزيون، قدَّم الحفل قبل خروج "هوب" هو تشارلز براكيت، وهو روائي أمريكي، وهو الذي كتب سيناريو فيلم "رحلة إلى مركز الأرض" الذي أُنتج 1959 ، وفيلم "حافة الموت" 1950.

 

 

عنصرية

على الرغم من الاتهامات التي طالت أكاديمية الفنون والصور المتحركة بسبب اختياراتها أفضل الأفلام، وتعتمد من خلالها على الممثلين "البيض" وهي اتهامات في محلها لأنّه بالنظر إلى عدد الممثلين السود الذين حصلوا على جوائز "الأوسكار" تجدهم معدودين على أصابع اليد الواحدة.

لكن تُعَّد الدورة الـ88 للجائزة هي الحدث الأبرز من كل الأحداث التي وقعت في هذه الليلة؛ حيث فاجئ الممثل الكوميدي "ذو البشرة السمراء"، كريس روك، بقوله: "الجائزة التي يختارها البيض"، على اعتبار أن 20 من الترشيحات عن فئة أفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد راحت للبيض

"لقد كنا منشغلين للغاية بكوننا نُغْتَصب ونُعدم وليس بمن فاز بجائزة أفضل تصوير سينمائي"؛ بهذه الكلمات في تقديمه للحفل في الدورة الـ88، تساءل عن ذلك المنحى الحاد الذي اتخذته الاتهامات بالعنصرية في ذلك الوقت، ووصلت لأوجه، ولم تأخذه في الخمسينيات أو الستينيات على الرغم من أنَّها كانت أقوى الفترات في الاحتجاجات الشعبية للأمريكيين من أصل أفريقي.

لعّل العام الأشهر في جائزة الأوسكار بالنسبة لذوي البشرة السمراء يبدو 2001 خاصة بعد حصول هالي بيري التي فازت بأوسكار أفضل ممثلة عن فيلم "Monster's Ball"، ودينزل واشنطن الذي فاز بأوسكار أفضل ممثل عام 2001 عن فيلم "Training Day".

وبالعودة إلى الخلف بعيدًا على مدار ما يقرب من ثمان عقود، وتحديدًا في عام 1940، نالت هاتي ماكدانيل أول جائزة لشخصٍ ذو بشرة سمراء عن دورها كخادمة في فيلم "ذهب مع الريح"، ونالت جائزة أفضل ممثل مساعد عن هذا الدور.

إلا أنَّه يظل في النهاية وجود ذوي البشرة السمراء في جائزة الأوسكار معضلة لم تُحّل بعد؛ ويتواجدون ببطء وبشكل متقطع، هناك تقدم بالفعل إلا أنَّه لا يوازي ذلك الذي أُحرز بالنسبة لذوي الوجوه البيضاء.

وفي هذا الرسم البياني الذي نشره موقع "Vennage" يوضح نسبة حصول ذوي البشرة السوداء منذ 1980 لـ2015 على جائزة الأوسكار:

 

 

 

 

Me - too  

 

يبدو الأمر صعبًا بالنسبة للأكاديمية في اختيار الأفلام التي تدخل ضمن ترشّحات لجائزة الأوسكار؛ إضافة إلى الأشخاص، مع تصاعد وتيرة "الاتهامات" التي يواجهها أشخاص في لجنة التحكيم بقضايا "تحرش جنسي".

أشهر هذه القضايا فضيحة "هارفي واينتين" المنتج السينمائي الأشهر حاليًّا في تاريخ السينما الأمريكية، بعد اتهام عديد من الممثلات الأمريكيات بالتحرُّش بهن، خاصة مع ازدياد أعداد الممثلات الذين يغردون تحت "هاشتاج" #MeToo لتعرضهن للتحرش.

وعلى الرغم من طرد الأكاديمية لـ"واينستين" إلا أنَّه من المتوقع أن تحدث أشياءًا خارج السياق في عرض الأوسكار الذي يُقام الأحد المقبل، ومن المتوقع أيضًا أن يحصل فيلم "النمر الأسود" على جائزة أحسن فيلم وأحسن ممثل تشادويك بوسمان.

وبحسب مجلة "فاريتي" فإن "الأوسكار اليوم أصبح حدثًا ساخنًا بسبب أوجه القصور والتجاوزات في هذه الصناعة، مما يضع المنظمة- وبالتالي الجوائز التلفزيونية- في موقف سيء من التعامل مع الأسئلة التي لم يكن أسلافهم يقدرون على التعامل معها".

ووفقًا للمجلة فإن "المزيد من الجدل سيحيط بالتأكيد حول علاقة هوليوود مع إدارة ترامب، حتى لو كان الاهتمام المدفوع للتحرش الجنسي قد دفع ذلك للخلفية في عروض الجائزة الأخيرة، على الأقل بالمقارنة مع وابل النقد والهجاء الموجه للإدارة الحالية".

 

 
 
 
تم نسخ الرابط