الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أنا مين​؟​ .. سؤال يحير "يتيم دمنهور" منذ 38 عاما "فيديو"

أنا مين​؟​ .. سؤال
أنا مين​؟​ .. سؤال يحير "يتيم دمنهور" منذ 38 عاما "فيديو"
كتب - محمد البربرى

"عبد الحليم" عاش في دار أيتام ولا يعرف له أبا ولا أمًا

انتصر على أوجاع أنه مجهول النسب ودخل المدرسة وأصبح مدرسا

 

"كن ابن من شئت واكتسب أدبًا، يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ. فليس يغني الحسيب نسبته، بلا لسانٍ له ولا أدب. إن الفتى من يقول ها أنا ذا وليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي".

في هذه السطور نرصد حكاية اليتيم "عبد الحليم أحمد عبد الله" الذي لا يعرف له أبا ولا أما لذلك أنشأ صفحة على فيسبوك أسماها "مين أنا.. الحمد لله".

"عبد الحليم" شاب خلوق يستحق أن يحصل عن جدارة على لقب اليتيم المثالي حتى لو لم يكن مثل هذا اللقب قد منحته أي مؤسسة أو جهة حكومية للأيتام.

هذا الشاب تربى في منزل عمدة قرية "خربتا" التابعة لمركز كوم حمادة في محافظة البحيرة ثم سكن بدار أيتام الرعاية الاجتماعية بدمنهور وقرر أن يكون شيئا تحت الشمس وليس رقما في تعداد المواليد أو سواقط القيد حيث دخل المدرسة وواصل دراسته حتى حصل مؤهل فوق المتوسط من المعهد الفني الصناعي قسم كهرباء ويستكمل حاليا تعليمه الجامعي بكلية التربية تعليم مفتوح بجامعة دمنهور وعين مدرسا منذ حصوله على مؤهله فوق المتوسط بمدرسة "الأبعادية".

 

 

ويسرد عبد الحليم قصته لـ"بوابة روزاليوسف" قائلا: "أمي الحاجة كاميليا ودتني جامع في سيدي إبراهيم الدسوقي وقالتلي نام وصحيت ملقتهاش ولما رجعتلها البلد عرفت أنها مش أمى فدخلت دار الأيتام الرعاية الاجتماعية بدمنهور"، وكنت الطفل الوحيد في الدار بلا عائلة ولا أحد يسأل عنى طوال 38 عاما ولم أترك نفسي لليأس وقررت ان أنسى أوجاعي وأتعلم وأعمل بيت وأسرة وأكون عضوا نافعا في المجتمع فتزوجت وأنجبت 4 أطفال هم: شهد وحنين ويوسف وياسين، وأسست منزلا بمدينة دمنهور لأنه دفتر التوفير الذي فتحته لي دار الأيتام نفعني بجانب مساعدات الجمعيات كانت معينا لي على الحياة".

يضيف اليتيم المثالي أن اليتم ليس إهانة أو سببا في العجز ولكن بالقوة والإرادة يحقق الفرد مستقبله فمنذ أن كان عمرى 3 سنوات تركتني الحاجة كاميليا التي كنت اعتقد أنها أمي في مسجد سيدى إبراهيم الدسوقي ثم سخر لي المولى عز وجل من يأتي بي لدار أيتام في دمنهور، وعشت حالة من الانهيار بعدما عرفت أن الحاجة كاميليا ليست أمي وإنما أتت بي سيدة ورجل من كفر الشيخ كانا يجمعان الغلال في موسم القمح من قرى كوم حمادة وتحديدا قرية "خربتا" وبعدها تركت هذا الأمر لله وقررت دخول المدرسة وأتعلم واكون عضوا نافعا في المجتمع، وعشت 15سنة في الدار، وحصلت على معهد فني صناعي وتم تعييني مدرسا بمدرسة الأبعادية وأكمل حاليا تعليمي الجامعي بكلية التربية جامعة دمنهور.

 

 

ويكمل حكايته: تعرفت على زوجتي هناء محمد أحمد في دار الأيتام وهي أيضا مجهولة النسب وطلبت يدها من مدير الدار بعد أن أيقنت حبي لها وقرر مدير الدار أن أتقدم للتجنيد الأول وبالفعل تقدمت للتجنيد وربنا أراد ان أحصل على شهادة "لم يصبه الدور" وبعدها تم حفل الخطوبة بعد ما اشتريت شبكة للعروس وحضر محافظ البحيرة الأسبق الوزير أحمد الليثي حفل خطوبتي في لفتة إنسانية جميلة وأنا فخور بأسرتي وأبنائي هما حياتي.

ويستدرك عبد الحليم ذكرياته مع الأيام قائلا: تعرضت لكثير من المواقف المؤلمة ومن أصعب اللحظات عندما ذهبت لعمدة "خربتا" الذي كنت أظن أنه أبي وأبلغتني الحاجة كاميليا شقيقة العمدة أنهما ليس أهلي وأني مجهول النسب.

وفي لحظة اغرورقت عيناه بالدموع وقال: "كل من كانوا معي في الدار لديهم أهل يسألون عنهم ولكن أنا مكنش حد بيزورني".

وعن علاقته بالدار التي تربى بها قال: انا مرتبط بالدار واعتبرها بيتي واسرتي وحياتي كلها ورغم أني عندي بيتي وأسرتي وشغال مدرس إلا أنني صممت على العمل بالدار مشرفا بعد انتهاء اليوم الدراسي وأحيانا أنام في الدار وأجد راحة كبيرة داخلها.

 

 

 

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط