السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"نبروه".. قلعة صناعة الفسيخ

نبروه.. قلعة صناعة
"نبروه".. قلعة صناعة الفسيخ
الدقهلية - مي الكناني

تشهد مدينة إقبال كثيف من المواطنين، لشراء الأسماك المملحة استعدادا للاحتفال بعيد "شم النسيم".

وتعرف نبروه بـ "قلعة صناعة الفسيخ"، ويقدم عليها مشاهير الفن والرياضة، نظرا لتميزها في الصناعة التي تعرف عنها من قديم الأزل.

سبب شهرة المدينة

سيف العراقي، باحث أثري، يقول إن السبب في اشتهار المدينة بالفسيخ يرجع لفترة الاحتلال الانجليزي، إذ كانت الأراضي الزراعية حينها في ملكية عدد محدود من الإقطاعيين، ما دفع أبناء نبروه للعمل في مجال صيد الأسماك، وتمليح ما يزيد عن حاجة السوق.

ويضيف أن الهدف وقتها من تمليح الأسماك كان الحفاظ عليها لفترات طويلة، ونجحت نبروه في التفرد بالصنعة وذاع صيتها حتى أصبحت من رموز صناعة الفسيخ في الوطن العربي.

ويوضح أن نبروه تعد من أقدم المدن المصرية، وذكرت في عدة كتب تاريخية، منها قوانين ابن مماتي، وتحفة الإرشاد، والمشترك لياقوت، والتحفة من أعمال الغربية، ووقف الأشراف برسباي المحرر سنة 841 هجرية، كما وردت في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945 بنفس الصفة.

أشهر عائلات صناعة "الفسيخ" بالمدينة

توارثت عائلات نبروه صناعة الأسماك المملحة، ومن أقدمهم عائلة "شعير"، حيث يقول ياسر محمد شعير، حفيد شيخ الفسخانية، إن المدينة معروفة منذ قرون بصناعة الفسيخ، وتمتلك سر الصنعة الذي لا يعرفه أحد.

ويضيف أن صناعة الفسيخ بالنسبة لنبروه ليست هواية، لكنها مصدر دخلها الأول، والصنعة لا تقتصر على دفن الأسماك في براميل بها ملح فقط، بل لها أسرار وفن لا يمكن لأي شخص خارج المدنية الوصول له، "علشان كدا فسيخ البيت غير فسيخ نبروه".

ويوضح أن جودة الأسماك سببا أسياسيا في نجاح التمليح، إذ يتم اختيار أسماك مزارع ذو جودة عالية، وملح خشن مخصص من إحدى الشركات الكبرى، ووضعهم في صناديق خشبية بطريقة معينة، وإغلاقها بإحكام حتى لا يتسرب الهواء داخلها.
 

تم نسخ الرابط