الثلاثاء 30 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مصر والبرتغال.. علاقات قوية متميزة

مصر والبرتغال.. علاقات
مصر والبرتغال.. علاقات قوية متميزة
كتب - باسم بدر

تلتقي العلاقات المصرية البرتغالية في أشياء مشتركة كثيرة، على سبيل المثال لا الحصر يجمعهما حرص مشترك على ضمان الاستقرار في العالم بصفة عامة وفى المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة، كما أنهما طرفان في عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الإفريقى الأوروبى ومنتدى المتوسط.

كما تتفق وجهات نظر الدولتين حول القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الرغبة المشتركة في تطوير التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة.

ويجمع بين الدولتين أيضا العديد من الاتفاقيات في جميع المجالات: الاقتصادية، والتجارية والسياحية والثقافية والفنية، حيث بلغ حجم التجارة بين الدولتين 194 مليون يورو في عام 2015.

ويؤكد الخبراء أهمية التحالف بين مصر والبرتغال في المجالات كافة للاستفادة من مميزات وموقع كل دولة، حيث يمكن ان تكون مصر المركز المحورى للدول العربية وشرق افريقيا، والبرتغال لأمريكا الجنوبية وغرب افريقيا، وذلك من خلال انشاء خطوط ملاحية منتظمة بين الدولتين.
وتسعى البرتغال لمساعدة مصر في المشاركة في عدد من الاحداث الدولية لتنمية العلاقات الاقتصادية ومنها مؤتمر ومعرض ويب ساميت والذي يجمع أكثر من 20 الفا من المتخصصين في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك المؤتمر الاوروبى الافريقى والذي سيتم تنظيمه كل عامين بالتبادل مع مؤتمر مصر افريقيا.

وسياسيا شهد تاريخ البلدين العديد من التفاعلات الثقافية والحضارية في ضوء الاهتمامات المشتركة بين الجانبين خلال مراحل عدة من تاريخهما، خاصةً خلال فترة الحكم العربي للبرتغال من القرن الثامن وحتى القرن الثالث عشر الميلادي وبعد ذلك خلال فترة الإمبراطورية البرتغالية.

كما ترتبط مصر بعلاقات متميزة مع البرتغال على مختلف المستويات، وتلتقى وجهات نظر الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية بصفة عامة، حيث الدولتان طرفان في عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الأفريقى الأوروبى ومنتدى المتوسط، ويجمعهما اهتمامًا مشتركًا لضمان الأمن والاستقرار في العالم بصفة عامة وفى المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة.

وعلى الجانب الاقتصادي هناك عدد من الموضوعات الاقتصادية المهمة قيد التفاوض بين البلدين حاليًا من بينها تأسيس مجلس اعمال مصري برتغالي مشترك يضم مجالات الجلود وقطع غيار السيارات والرخام والجرانيت والكابلات والطاقة المتجددة والانشاء، وضرورة تعزيز الزيارات المتبادلة بين رجال الاعمال بكلا البلدين بهدف إقامة مشروعات مشتركة والاستفادة من إمكانات مصر كمحور صناعي مشترك للتصدير للأسواق الافريقية.

ويتمثل التبادل التجاري بين البلدين في المنتجات الدوائية والأثاث والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والزجاج والحديد والصلب والمنسوجات، ووفقا لتقرير وزارة التجارة المصرية لعام 2015 فقد اكد أن أهم الصادرات المصرية إلى البرتغال هي الجلود وتصل قيمتها إلى 41.6 مليون يورو، فيما تصل صادرات القطن إلى 22 مليون يورو، والبلاستيك نحو 20.4 مليون يورو، والسكر 6.9 مليون يورو، والسيارات نحو 6.1 مليون يورو.

كما تتمثل الواردات المصرية في الآلات والمعدات والورق والمنتجات الكيميائية العضوية.

 وكشف التقرير الصادر عن وزارة التجارة أن الواردات الورقية بلغت قيمتها خلال عام 2015 نحو 53.5 مليون يورو، فيما بلغت الواردات غير البترولية نحو 10.2 مليون يورو وسجلت واردات المعدات الإلكترونية نحو 8.7 مليون يورو، بينما بلغت قيمة المعدات النووية 7.3 مليون يورو، وبلغت واردات الملح نحو 5.4 مليون يورو.

أما بالنسبة للاستثمارات المشتركة فتبلغ قيمة الاستثمارات البرتغالية في مصر نحو 520.5 مليون يورو منها 504 ملايين في مجال إنتاج الأسمنت منذ شراء شركة "CIMPOR"البرتغالية لشركة أسمنت العامرية عام 2001 و16.5 مليون ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والبرتغال خلال العام الماضي ليبلغ 194 مليون يورو مقابل 167 مليون يورو خلال عام 2002 السابق له بارتفاع بلغت نسبته 16 بالمئة ما يعادل 27 مليون يورو.

ويقدر حجم الاستثمارات المصرية في البرتغال بنحو 40 مليون يورو طبقا للبنك المركزي البرتغالي، في حين بلغت الاستثمارات البرتغالية في مصر نحو مليوني يورو وبلغ رأس المال المصدر بنحو 404 ملايين يورو، وتتركز الاستثمارات البرتغالية في مصر في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والملابس الجاهزة والطاقة الجديدة والمتجددة، أما بالنسبة لأهم القطاعات التي تستثمر فيها مصر بتلك الدولة فهي قطاع العقارات والتشييد والبناء.

كما تعتبر السياحة البرتغالية إلى مصر أحد مفاتيح السياحة اللاتينية، حيث انه في حالة انتظام حركة السياحة من البرتغال لمصر سينعكس ذك سريعًا على حركة السياحة الوافدة من إسبانيا وأمريكا اللاتينية. والسائح البرتغالي سائح مهم جدًا للقطاع السياحي في مصر، حيث إن لديه نسبة إنفاق عالية للغاية، كما أنه يعشق السياحة الثقافية التي تمتاز بها الأقصر وأسوان، وشاركت مصر في معرض لشبونة الدولي للسياحة في مارس الماضى، وهو الحدث السياحي الأبرز في البرتغال، لتعزيز تدفق السائحين البرتغاليين إلى أراضيها. وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالى عدد السائحين البرتغاليين إلى مصر خلال عام 2015 بلغ 8 آلاف سائح مقابل أكثر من 17 ألف سائح عام 2009.

وفى المجال الثقافى تحتفظ مصر والبرتغال بخصوصية ثقافية في ضوء الجوار الجغرافى، والتفاعل الثقافى خلال مراحل تاريخية مختلفة من مسيرة البلدين.

وترتبط مصر بعلاقات ثقافية وتعليمية متميزة مع تجمع الدول الناطقة بالبرتغالية، وفى مقدمتها البرتغال التي أبرمت مع مصر اتفاقا للتعاون العلمى والثقافى والفنى عام 1981، وبرتوكولا للتعاون في مجال الإذاعة والتليفزيون، كما تم تأسيس جمعية صداقة مصرية برتغالية في البرتغال عام 1996 لتعزيز التعاون العلمى والثقافى بين البلدين.

من ناحية أخرى، بحث رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل وسفيرة البرتغال بالقاهرة مادالينا فيشر، في فبراير 2016 سبل دعم التعاون المشترك بين البرتغال ومدينة الإنتاج في المجالات الثقافية والإعلامية، وتبادل الزيارات وإمكانية عمل دورات تدريبية للكوادر الإعلامية بين البلدين.

وترتبط البرتغال أيضا بعلاقات وثيقة في مجال التعليم والبحث العلمى مع عدد من الجامعات المصرية من بينها جامعة عين شمس والجامعة الأمريكية بالقاهرة.

تم نسخ الرابط