عاجل
السبت 13 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

« سنجار».. جزيرة شيد قلاعها رمسيس الثاني وينهب آثارها اللصوص

« سنجار».. جزيرة شيد قلاعها رمسيس الثاني وينهب آثارها اللصوص
« سنجار».. جزيرة شيد قلاعها رمسيس الثاني وينهب آثارها اللصوص

كفر الشيخ - محمود فكري

سر "الخنزيرة" ومواتير المياه الغاسطة في الحفر والتنقيب عن الآثار بالمنازل



لم يكتف تجار الآثار والراغبون في الثراء من  جمع المال الحرام بمحافظة كفر الشيخ بالبحث والتنقيب سرا في جنح الليل المظلم داخل التلال الأثرية الواقعة في مختلف مراكز ومدن وقري المحافظة فقط، بل امتد نشاطهم المشبوه في التنقيب عن الآثار إلى الجزر الأثرية الواقعة داخل بحيرة البرلس وعلى رأسها جزيرة « سنجار »، دون أي تحرك ملحوظ من المسؤولين تجاه تلك الكارثة، بالإضافة إلى التهميش الشديد وعدم الاهتمام بهذه الجزيرة الأثرية التي يرجع تاريخها إلى عهد الفراعنة.

« بوابة روزاليوسف » رصدت جزيرة « سنجار » الأثرية الواقعة ببحيرة البرلس، وكيفية اختراقها من قبل تجار الآثار، والإهمال الواضح لهذه الجزيرة الأثرية من قبل المسؤولين بالمحافظة، وجاءت كالاتي.

جزيرة « سنجار » تقع غرب بحيرة البرلس، هي واحدة من 28 جزيرة موجودة داخل بالبحيرة، ويرجع تاريخ إنشائها منذ عصر « رمسيس الثاني » وتشير جميع المراجع الأثرية العربية والأجنبية إلى أن اليونانيين والرومانيين كانوا موجودين على تلك الجزيرة، بالإضافة إلى أنها شهدت العديد من المعارك للحملات الصليبية، فضلا عن أنها كانت موطنا للأقباط، كما أن اللحن القبطي السنجاري الموجود الآن  ينسب لهذه

الجزيرة وفقاً للعديد من الروايات الأثرية.

وتقع جزيرة « سنجار » الأثرية على مساحة 3 الاف فدان، وكانت قبل الفتح الإسلامي مدينة عظيمة وبها الحدائق والكنائس الكبرى، وبالرغم من أنها أصبحت الآن خالية من كل هذا إلا أنها ما زالت تتمتع بالعديد من الموارد الطبيعية والأثرية النادرة التي تجعلها مقصداً سياحياً ذو قيمة عالمية كبيرة.

ومن أجل هذا التاريخ الأثري العريق أصبحت « سنجار » محطة أساسية للعديد من تجار الآثار من داخل وخارج المحافظة،  يتوافد عليها الدجالون والمشعوذون ويقومون بالبحث والتنقيب فيها على الآثار الفرعونية مستخدمين كل الحيل والأساليب التي تساعدهم في الوصول إلى الكنوز الفرعونية الموجودة بالجزيرة، والتي هي حق أصيل للدولة المصرية.

ولم تعان جزيرة « سنجار » من التجار والباحثين عن الآثار فقط، بل يطاردها أيضا شبح الإهمال والتهميش حتى أصبحت الآن مرتعا للمواشي بمختلف أنواعها من « الأبقار، والجاموس » التي يمتلكها أصحاب المزارع السمكية الواقعة على حدود البحيرة من كل الاتجاهات، الأمر الذي يسير غضب العديد من الأهالي والمتخصصين في شؤون الآثار.

وقال محمد شاهين، إننا نرى العديد من الدجالين والمشعوذين ومعهم الكثير من العمال يقومون بالحفر مستخدمين العديد من معاول الحفر مثل « الفئوس، والكوريك، والحبال، والمقاطف » ويقومون بالحفر لعدة أمتار تحت الأرض بجزيرة « سنجار » ويظلون لعدة أيام ليالي يعملون تحت جنح الظلام دون أن يعترضهم أحد

وقال شاهين، :حينما نقوم بطرد هؤلاء الدجالين والمشعوذين والعمال الذين يقومون بالحفر والتنقيب عن الآثار في الجزيرة، يخرجون علينا بالأسلحة النارية والبيضاء ويقومون هم بطردنا فنتركهم وشأنهم، خوفاً وحفاظاً على حياتنا، ولكن نحن نلاحظ أن هناك تخاذل وتقاعس شديد من قبل القائمين على هذا المكان الذي نعتبره نحن في البرلس تراث حضاري عظيم وله قيمة.

ويحكي، س. م. ع، أحد العمال الذي ظل يحفر عن الآثار لسنوات طويلة لـ « بوابة روزا ليوسف » أن الحفر عن الآثار يختلف من مكان لآخر، فالتنقيب والبحث عن الآثار في التلال أو الجزر الأثرية، يختلف تماماً عن البحث والتنقيب داخل البيوت الموجودة بجوار هذه التلال، فالحفر والتنقيب في التلال أو الجزر الأثرية له شروط، وهي أن يكون موجود أشخاص من القرى المجاورة تماما للتل أو الجزيرة الأثرية التي سيتم التنقيب فيها، لنزول الغرباء من الباحثين عن الآثار عليهم لضمان سهولة تفقدهم التل بأمان، ثم بعد ذلك لأبد من وجود ساحر أو دجال معه خدمة سفلية من « الجن » فيقوم الساحر أولا بتحديد المكان الموجود به الآثار الفرعونية من خلال تواصله مع « الجن »  ليتم التنقيب فيه.

وأضاف هذا العمال أنه بعد اكتشاف المكان مباشرة يتم التواصل مع عمال الحفر ويقومون بتجميع معدات الحفر مثل « الفئوس، والكوريك، والحبال، والمقاطف » مستخدمين الشمع في الإضاءة داخل الحفرة لأنه يعطي ضوء خافت ولا يلفت الأنظار، ويستمر الحفر والتنقيب في جنح الليل المظلم لمدة لا تقل عن ليله ولا تزيد على ثلاث ليال، لأن التلال والجزر الأثرية لها حراس وخفراء معينون عليها من قبل وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الآثار.

وأوضح، في خلال الثلاث ليال إما أنهم لا يجدون أي آثار بسبب خطأ الساحر وخيانة خدمة « الجن » له، وإما أنهم وجدوا آثارا بالفعل وفي هذه الحالة يتم الاستعانة بأحد التجار لبيع الآثار التي عثروا عليها ولكن بطريقة معينه مثل دور الوسيط، وهو عبارة عن شخص ذي صلة بالتاجر من ناحية، ومن بحوزتهم الآثار المستخرجة من ناحية أخري، فيقوم الوسيط بتصوير الآثار التي تم العثور عليها فيديو أو أكثر، ولا تزيد مدة الفيديو الواحد عن دقيقه، ثم يضع الوسيط أثناء التصوير ورقة مكتوب عليها تاريخ اليوم، وأسم الشهر، والعام، أو عملة ورقية محددة الرقم وتظهر في الفيديو، ثم تسلم هذه العملة المرقمة إلى التاجر مع الفيديو للتأكد من وجود الآثار.

ويشرح، أنه بعد تصوير الآثار والتأكد من وجودها يأتي دور الخبير، وهو شخص صاحب خبرة وفي الغالب يكون حاصل على دكتوراه في علم الآثار، فيقوم بأخذ الفيديو المصور من التاجر، وفحص الآثار التي ظهرت به، وقراءة النقوش الأثرية الموجودة على الآثار التي تم تصويرها، وبعد أن يتأكد الخبير من صحتها وأنها بالفعل أثار فرعونية، يقوم بتحديد سعرها للتاجر، فيعرض التاجر على الوسيط ثمن الآثار، فيقوم الوسيط بعرض الثمن الذي عرضه التاجر على من بحوزتهم الآثار، فإذا قبلوا بالسعر تم البيع والتسليم ويكون في جنح الليل المظلم، وإلا بحثوا عن تاجر آخر، ويتم إعادة نفس القصة بين التاجر الأخر، ونفس الوسيط، ومن بحوزتهم الآثار.

ونوه إلى أنه  إذا كان البحث عن الآثار داخل البيوت يتم الحفر والتنقيب باستخدام نفس المعدات ولكن بزيادة ما يسمى بـ « الخنزيرة » وهي عبارة عن دائرة خرسانية قطرها يصل إلى 160 سم، وسمك قطرها يزيد عن 20 سم، أما طولها فيزيد عن 150 سم، ويتم الحفر أسفلها من الداخل فتقوم بالهبوط إلى أسفل لمسافة تتجاوز 150 سم، ثم يتم البناء بالطوب الأحمر والاسمنت نفس المقدار التي انخفضت به « الخنزيرة » حتى يساوي سطح الأرض أو أعلي قليلا، ثم يتم استئناف الحفر تحتها مرة أخري، وهكذا حتى يتم الوصول إلى الآثار، فإذا ظهرت المياه يتم استخدام المواتير الغاطسة لشفط وتجفيف تلك المياه من الحفرة، ثم بعد ذلك يتم استخدام نفس الإجراءات السابقة، في العرض والبيع والشراء.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز