السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"العائلة المقدسة".. 110 أعوام على إنشاء أول مدرسة فرنسية بالمنصورة

العائلة المقدسة..
"العائلة المقدسة".. 110 أعوام على إنشاء أول مدرسة فرنسية بال
الدقهلية- مي الكناني

في شتاء 1954 كان العام الأول للدكتورة فرحة الشناوي، نائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق، بمدرسة العائلة المقدسة، وعلى الرغم من مرور 64 عامًا، فمازالت الطبيبة تتذكر تفاصيل دراستها الأولى داخل أهم مدارس اللغات بالمحافظة، والتي تحتفل بمرور 110 أعوام على إنشائها.

أنشأت القديسة إميلي دورودا، مؤسسة رهبنة العائلة المقدسة بفرنسا، المدرسة في عام 1908، واهتمت بنشر الفكرة حول العالم، وأسندت مهمة التدريس للراهبات الأجانب، وذلك حسبما قال مهند فودة، منسق مبادرة "انقذوا المنصورة" المعنية بالحفاظ على التراث بالدقهلية.

بدأت الدراسة بالمدرسة مع ثلاث راهبات أتين من فرنسا، وبدأن تأدية رسالتهن التربوية والتعليمية فى بيت صغير وبإمكانات بسيطة، وتلميذات لم يتجاوز عددهن 20 تلميذة، وفي عام 1923، تم نقل المدرسة للمبنى الحالي بشارع سعد الشربيني، وذاع صيتها نظرًا لما تقدمه من محتوى تعليمي يختلف عن المدارس الحكومية، واعتمادها نظام دراسي باللغة الفرنسية فقط، ووصل عدد التلميذات لـ 360 تلميذة في عام 1925.

يقول فودة، إن آخر راهبتين أجنبيتين غادرتا المدرسة هما زينا الشمالي وجورجت في عام 2015 ، وكانتا لبنانيتي الجنسية، ومن بعدها تحولت اللغة الأجنبية الأولى من الفرنسية للإنجليزية، واعتمد نظام الدراسة باللغة العربية، كما تم إلغاء المرحلة الثانوية، والاكتفاء بمرحلة التعليم الأساسي فقط.

 

نهج الدراسة بالمدرسة كان مختلفًا، وتتذكر الشناوي حصة "علم الحياة والأخلاقيات"، والتي كانت من أساسيات الدراسة، وفيها تتعلم الطالبات كيفية التعامل مع الأصدقاء والأقارب، والتصرف السليم في المناسبات، والاهتمام بغرس قيمة الأمومة بهن.

"مير أديل" واحدة من مديرات المدرسة اللاتي تركن بصمة كبيرة، وأثرن في تكوين وجدان الطالبات، حسبما عبرت الشناوي، فكانت تتمتع بالحزم الممزوج بالحنان، فالطالبات جميعهن سواء، ولا فرق بين مسلمة ومسيحية، وكانت تحرص على مشاركتهن المناسبات الدينية والخاصة.

قائمة محظورات وضعتها إدارة المدرسة حينذاك لا تهاون فيها، منها أن اللغة الفرنسية هي أساس التعامل، ويمنع التحدث بالعربية سواء بين الطالبات أو داخل الفصول، ومن تضبط تخالف ذلك، تعاقب بكتابة جملة "لا يجب أن أتحدث بالعربية" باللغة الفرنسية 100 مرة.

قدمت المدرسة أول تلميذة للثانوية العامة الفرنسية عام 1941، وظلت مسيرة عطاء الراهبات الأجانب حتى العدوان الثلاثي عام 1956، ومن بعده تحول المسار التعليمي للغة العربية، وغادرت الراهبات مدينة المنصورة، واستلمت وزارة التربية والتعليم المدرسة، وتم الاستعانة بهيئة تدريس مصرية لاستكمال الدراسة.

"اتعلمت الدين الإسلامي السليم في مدرسة العائلة المقدسة"، هكذا عبرت نائب رئيس الجامعة الأسبق، عن اهتمام إدارة المدرسة بتعليم كل طالبة نصوص دينها، وتنشئتهن على قبول الآخر مهما كانت ملته أو شكله، والبعد عن التنمر والإيذاء.

كما كان المظهر الخارجي من الأمور التي تواليها الراهبات اهتمامًا كبيرًا، "الزي المدرسي عبارة عن جيبة فوق الركبة وقميص أبيض مكويين، والشعر مربوط، وممنوع الدهب والمكياج، ودي حاجات مكنش فيها هزار".

نظمت المدرسة احتفالية كبرى في عام 2008، بمناسبة مرور 100 عام على إنشائها، ومع نهاية العام الجاري، تحتفل "سانت فامي" بمرور 110 أعوام على صرح علمي مازال يحتفظ بمكانته التعليمية الخاصة.

وترى الشناوي أن تجربة مدرسة "العائلة المقدسة" يجب أن تعمم على كافة المدارس بمصر، والاستفادة منها لإحداث تغيير في النظام التعليمي
 

تم نسخ الرابط