"صكوك الغفران" الأردوغانية.. أحدث وسائل خداع الناخبين الأتراك (فيديو)
كتب - عادل عبدالمحسن
المكيافيلية في أبهى صورها، الغاية تبرر الوسيلة، مبدأ إخواني يحترفه كل أفراد تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية ويطبقونه بحذافيره، وهذا ما نلحظة في كل استحقاق انتخابي يشارك فيه الإخوان.
هذه الأيام وتزامنا مع الانتخابات المحلية فى تركيا نجد حزب ”العدالة والتنمية“الأخوانى يحترف أعضاؤه هذا المبدأ لكسب ثقة الناخبين، حيث يتاجرون بالدين في بلد يفترض أنه يحتكم إلى دستور علماني وينأى بالدين عن السياسة.
فالبادي للعيان أن الحزب يلجأ إلى استغلال الدين لحصد أصوات الناخبين وللتأثير في الشارع التركي، كما يرفع القرآن شعارًا، ويرفع الأذان في المساجد بصوت الرئيس أردوغان.
كل ذلك يأتي لدغدغة مشاعر الشعب، حيث ووصل استغلال ”العدالة والتنمية“ توظيف الدين لخدمة السياسة لأبعد مدى، فأعضاء الحزب يمتلكون ”صكوك الغفران“.
وطالب نائب حزب ”العدالة والتنمية“ بمدينة "أورفة"، في لقاء جماهيري وأمام حشد من أنصاره، بأداء الأمانة إلى أهلها، في إشارة إلى حزبه، لينالوا الثواب والعفو من حساب يوم القيامة.
وكان عصمت يلماز النائب عن حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أثار جدلاً وسخرية، بعد تصريحاته، بأن التصويت لصالح حزبه "يُدخل الجنة".
وتسببت تصريحات يلماز، المرشح لخوض انتخابات المحليات المقررة في 31 مارس الجارى عن حزب أردوغان، في موجة كبيرة من الجدل في تركيا، ما أثار استياء الناخبين.
وانتشرت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد النائب، حيث قال أحدهم ساخراً: "في الواقع أنا كنت سأصوت لصالح مرشح المعارضة منصور يافاش، إلا أن حزب العدالة والتنمية يقدم تذاكر لدخول الجنة، لذلك سأصوت لحزب أردوغان في الانتخابات".
وقارن مقطع فيديو بين تصريحات النائب وكلام الشيخ جُبَّلي أحمد، أحد أبرز قيادات جماعة "إسماعيل آغا" حين قال: "سمعتُ من أبي علاء الدين أفندي: في الآخرة عندما يخرج الرجل من القبر ويقبضه الملكان، لمجرّد قوله أنا من الطريقة النقشبندية الفرع الخالدي يتركانه"، وفق قوله.
وشغل يلماز منصبين وزاريين في السابق. وخلال دعوته للتصويت لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية حلمي بيلجين رئيساً لبلدية سيواس، قال النائب: أنتظر منكم دعم حلمي بيلجين. أنا أؤمن أن الدعم الذي تقدمونه للسيد حلمي، سيكون شهادة براءة لكم في يوم المحشر"، وفق ما نقلت عنه جريدة "زمان" التركية.
كما أدت التصريحات إلى اتهامه وحزبه بالتلاعب بالمشاعر الدينية للمواطنين للفوز بالانتخابات.
بعد ذلك، وصف المحلل التركي محمد عبيد الله في مقال له مرشحي حزب العدالة والتنمية ونوابه بأنهم تحولوا إلى "حراس الجنة وزبانية جهنم"، فيتعهدون بالجنة لمن يصوتون لصالحهم، ويهدّدون بالنار من يصوتون لغيرهم.
وذكر الكاتب في مقاله الذي جاء بعنوان "حراس الجنة وزبانية جهنم في تركيا أردوغان" أن "وزير الدفاع والتعليم التركي السابق عصمت يلماز، في لقاء ترويجي لحزبه. إن انتخابَ مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية سيكون (وثيقة غفران) للناخب! ومن ثم خرج زميله البرلماني البروفيسور حاجي أحمد أوزدمير ليقول "حزب العدالة والتنمية جاء في المركز الثامن في أوراق الاقتراع، والثمانية رقم يذكرني بأصحاب الكهف، فهو رقم يرِد في كتابنا المقدس"، على حد تعبير المحلل.



