عاجل
السبت 16 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

استياء بجامعة القاهرة من افتتاح كليتي إعلام واقتصاد وعلوم السياسية ببني سويف

كتب - محمد هاشم
كتب: محمد وليد بركات                     
أثار افتتاح كليتين للإعلام وللدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية في جامعة بني سويف هذا العام لأول مرة، وفتح أبوابهما أمام طلاب الثانوية العامة لغطا أكاديميا بين قيادات كليتي الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية العريقتين بجامعة القاهرة، حيث تنوعت آراء أساتذة الكليتين بين التأييد والمعارضة لعدة أسباب.
فمن جانبها أكدت الدكتورة هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة على تفرد الكلية، وأنها أنشئت منذ ستين عاما ككلية فريدة من نوعها، وأضافت :"لا أعلم وجاهة إنشاء كلية أخرى من نفس النوع في جامعة بني سويف، وأعتقد أن الأمر كان بحاجة إلى مزيد من الدراسات لقياس احتياجات سوق العمل من تلك التخصصات، والأمر ليس احتكارا، فتخصص الاقتصاد يُدَرَّس في كليتي التجارة بجامعتي عين شمس والإسكندرية وليست لدينا أدنى مشكلة، وكان الأفضل فتح كلية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية بدلا من تكرار كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وإثقال المجتمع بخريجين بدون فرص عمل".
وتابعت :"تم استشارة الكلية في جامعة القاهرة بشأن المسمى فقط، وصممنا على تفردنا باسم الكلية، وتمت تسمية الكلية في جامعة بني سويف باسم "كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية" حتى لا تكون كلية مناظرة.
ومن جانبه أعرب الدكتور محمد شوقي وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة عن أنه "لا مانع" من افتتاح كلية للدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بني سويف إذا رأي المجلس الأعلى للجامعات أنه في حاجة إلى ذلك، وأكد أنه ليس القرار المناسب لحاجة سوق العمل، ولا لحاجة أبناء الصعيد الذين يحتاجون أكثر إلى كلية زراعة مثلا، مشيرا إلى أن هيئة التدريس بالكلية الجديدة هي في الأساس من خريجي الكلية بجامعة القاهرة، وأن الكلية الجديدة لا تضم قسم للإحصاء كما هو الحال في الكلية بجامعة القاهرة.
وأضاف :"الكلية الجديدة بجامعة بني سويف ليست كلية مناظرة، وعليه فإنه لا يمكن بأي حال تحويل الطلاب منها إلى الكلية بجامعة القاهرة، فالكلية بجامعة القاهرة هي الكلية النظرية الوحيدة بالجامعات المصرية الحاصلة على شهادة الجودة والاعتماد، وذلك نتاج مجهود كبير لأساتذتها، وهناك تفتيش على معايير الجودة في الكلية لتحتفظ بشهادة الجودة، ولذلك لا يمكن التساهل في تحويل طلاب من جامعة بني سويف ممن يقل تنسيقهم عن جامعة القاهرة بعشرين درجة كاملة، لأن ذلك سيجبر الأساتذة على خفض مستوى التعليم ليناسب مستويات الطلاب الأقل، كما أن الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب التي شهدتها الكلية في العامين الماضيين تعيق أساتذة الكلية ومرافقها عن توفير الخدمة التعليمية الجيدة لهم، ولذلك فإن إدارة الكلية أصرت هذا العام على ألا تقبل أكثر من 500 طالب فقط، وقررت شكوى المجلس الأعلى للجامعات في حال إصراره على التحاق أعداد أكبر من الطلاب".        
كما أشار إلى أن اسم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة له شهرة محلية وعربية واسعة، وعالمية في بعض الدول، ولذلك فإنه من غير المقبول في كلية نظرية تدرس العلوم الإنسانية أن يتم اقتباس الاسم بما يحمله من دلالات واقعية وتاريخية.
أما بخصوص كلية الإعلام فقد أكد الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة أنه لا جدوى من إنشاء كلية للإعلام بجامعة بني سويف لعدم حاجة سوق العمل لكل هذه الكوادر الإعلامية، ولأن موقع الكلية قريب نسبيا من القاهرة، وكان الأفضل إنشاء مثل هذه الكلية في أقصى الصعيد أو في الإسكندرية مثلا لتقلل بالفعل حالات الاغتراب وبعد المسافة.
وتابع :"تم إنشاء هذه الكلية بأسلوب الأمر الواقع، حيث تم بناء مبنى الكلية قبل الحصول على موافقة لجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات، والمفروض أن يحصل أولا على موافقة لجنة القطاع على اللائحة وهيئة التدريس ثم يتم إقامة مبنى الكلية".
واختتم حديثه قائلا:"لائحة الكلية الجديدة هي نفس لائحة الكلية بجامعة القاهرة، وهذا في حد ذاته خطأ لأن المفروض أن تتكامل الدراسات الإعلامية معا ولا تتطابق، ومجلس كلية الإعلام بجامعة القاهرة قرر رفض التحويلات إليها من أي كلية لمنع زيادة أعداد الطلاب عما وصلت إليه حتى الآن".
وعلى جانب آخر يشير الدكتور عدلي رضا أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ورئيس لجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات إلى أن إقامة كلية الإعلام بجامعة بني سويف تم وفقا للمعايير المتبعة، حيث تقدمت الجامعة بطلب إنشاء كلية للإعلام، وشكل المجلس الأعلى للجامعات لجنة برئاسة رئيس جامعة المنيا وعضوية رئيس لجنة قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات ورئيسة قسم الإعلام بجامعة أسيوط، وتم إجراء معاينة ميدانية لمبنى الكلية الذي يحتوي على قاعات دراسة ومعامل كمبيوتر وأماكن مخصصة لثلاثة استديوهات ستصل قريبا.
وتابع :"دراسة الإعلام ليست حكرا على جامعة القاهرة، فالطب والهندسة مثلا تخصصات موجودة في عدة جامعات، وكذلك الإعلام نفسه موجود في عدة جامعات خاصة، والمهم هو توافر الإمكانيات والبنية التحتية وهيئة التدريس، وإنشاء كلية للإعلام بجامعة بني سويف يعمل على تقليل كثافة الطلاب بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ويمثل فرصة لتقليل حالات الاغتراب بين أبناء الصعيد، كما أن سوق العمل يحتاج إلى المزيد من خريجي الإعلام للعمل في المواقع الإلكترونية على الانترنت، وفي السوق الإعلامية العربية وحتى العالمية".
ويختتم حديثه قائلا أن الدكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف وافق على تطبيق نفس لائحة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وأنه سوف يتم تصفية طلاب قسم الصحافة في كلية الآداب حتى تخرجهم، ثم يتم إلغاء القسم ونقل أعضاء هيئة التدريس إلى كلية الإعلام.
ومن جهة أخرى يرى العديد من الطلاب الملتحقين بإحدى الكليتين الجديدتين أن افتتاحهما كان بمثابة "طوق النجاة" لهم ليحققوا أحلامهم في الالتحاق باثنتين من "كليات القمة"، وكذلك تقريب البعد المكاني وتقليل حالات الاغتراب لبعض الطلاب ولاسيما طلاب محافظات الصعيد.
يُذكر أن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة قد تأسست عام 1959 وتضم أربعة أقسام علمية، كما تأسست كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1970 وتضم ثلاثة أقسام علمية.
يُذكر أن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة قد قبلت 520 طالبا هذا العام، بخلاف طلاب الشعبتين الإنجليزية والفرنسية، وأن كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بني سويف قبلت 560 طالبا هذا العام، كما قبلت كلية الإعلام بجامعة القاهرة 682 طالبا هذا العام بخلاف طلاب الشعبة الإنجليزية، وأن كلية الإعلام بجامعة بني سويف قبلت 183 طالبا هذا العام وفقا لإحصائيات موقع شبكة الأستاذ التعليمية.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز