الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مع بداية العقد الجديد.. هل البث الإلكتروني ينحي السينما عن عرشها؟

مع بداية العقد الجديد..
مع بداية العقد الجديد.. هل البث الإلكتروني ينحي السينما عن ع
كتب - محمد اسماعيل

لم يكن البث الرقمي عبر الإنترنت قائمًا من أي وقت مضى مثلما هو الآن، يوما تلو الآخر يرتفع سقف المنافسة في البث الرقمي بعد وفرة المنصات أمام المشاهد، فشهد العقد المنقضي زخما فنيا، يزاحمه زخم في إنتاج منصات المشاهدة مثل نتفليكس التي استحوذت على اهتمام الجمهور والنقاد، من خلال ما أنتجته من أعمال خلال الفترات الماضية مثل The Irishman وRoma وBird Box. ولكن كيف ستواجه نتفليكس الوافد الجديد، وهو خدمة "ديزني بلس" التي أطلقت في نوفمبر الماضي، وتدخل السباق بميزانية ضخمة تكرسها لإنتاج الأعمال، وكذلك بعروض على أسعار الاشتراكات ما يجعها المنافس الأكثر شراسة.

حققت نتفليكس خلال عام 2019 نجاحات كبيرة نذكر منها فوز فيلم roma بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وهي المرة الأولى في تاريخ الشبكة ما أضاف قيمة على مستوى الترويج لمحتواها، نظرًا لأن مقياس النجاح والشعبية يراه البعض لا يقاس فقط بعدد المشتركين بل بعوامل أخرى منها الجوائز والترشيحات التي تتلقاها الأعمال الأصلية ورغم مضاعفة نتفليكس سعر اشتراكها أكثر من مرة لتصل إلى 12.99 دولارا، فإن ذلك لم يقف أمام تزايد عدد مشتركيها، لكن البعض يرى أن فقدان نتفليكس جزءا من المشتركين خلال الفترة القادمة بات أمرا حتميا خاصة مع خسارتها حقوق عرض مسلسل Friends.

وحسب صحيفة ديلى ميل البريطانية، شهدت منصة نتفليكس خسارة تقدر بنحو 24 مليار دولار في غضون 6 أيام، وذلك بعد فقدان حوالي 126 ألف مشترك من الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الزيادة الأخيرة في أسعار البث ما تسبب في انخفاض أسهم الشركة بنسبة 15%، وشهد عام 2019 منافسة شرسة بين مقدمي خدمات بث المحتوى والفيديو تحت الطلب، أما عام 2020 فقد يسفر عن تغير في خريطة هذه السوق التي تتربع عليها نتفليكس.

الواضح أن الحرب قد بدأت، والرابح الأكبر فيها هو بلا شك المشاهد. فكيف سيؤثر هذا الأمر على صناعة المحتوى خلال السنوات المقبلة؟ وهل إطلاق تلك المنصات جاء ليهز عرش السينما وتغير قواعد اللعبة؟ وإلى من ستكون الغلبة في العقد المقبل.

 الناقد السينمائي محمود مهدي يرى أن نتفليكس هي صانع محتوى عملاق وأحد أهم الأسماء في أجندة الترفيه وفرضت نفسها بشدة على جميع المستويات، معتبرا أن منصة ديزني بلس صارت منافس قوي لنتفليكس ومن شأنها تغيير شكل المنافسة، مؤكدا أن من المبكر الحكم عليها لأن أجندتها لم تظهر ثقلها بعد ولم تحدث أصداء غير عن مسلسل واحد فقط وينتظر الدخول عن أجندة مارفيل والكثير من الأسماء تحت مظلة ديزني لتغير شكل المنافسة تماما. وفقا لتعبيره.

ويتوقع محمود مهدي، أن يشهد العام المقبل منافسة شديدة بسبب المزيد من المنصات الجديدة، مؤكدا في الوقت عينه أن تلك الخطوة من المنصات تتضمن نسب كبيرة من المخاطرة مبررا ذلك بأن المشاهد أصبح لديه اختيارات أوسع ولكن ليست بالضرورة تكون ميزة حيث ستولد حيرة بالإضافة إلى أنه من الصعب على أي منزل في العالم أن يخصص من ميزانيته 70 دولارا اشتراك شهري في منصات مختلفة وليس بالضرورة أيضًا أن يجد فيها طوال الوقت شيء يجذبه لمشاهدته، مضيفا: "بينما الأمر كان أسهل بكثير في زمن التليفزيون والدش الكلاسيكي، في حين أن هذه من المفردات التي لم يتبين لها معالم واضحة، ولكن ستكون أحد العوامل المهمة في المنافسة، لأن لن يشترك كل المشاهدين في كل الشبكات والمنصات.. ومن الصعب جدًا أن يعرف أحد كيف تسير مفردات الفترة المقبلة".

وأكد الناقد السينمائي أن نتفليكس وضعت على نفسها تهديد شديد سينمائي، مدللًا على ذلك أنه يجري محاربتها الآن في المهرجانات الكبرى بعدما أصبحت المشكل الرئيسي لموسم الجوائز على المستوى السينمائي هذا العام وتوقف المهرجانات على عرض أعمالها بداعي أن هناك علامات استفهام كبيرة لازالت حول ما إذا كانت نتفليكس ظاهرة صحية من عدمه على السينما العالمية.

وحول منصة (شاهد)، قال الناقد السينمائي: "بدأت تأخذ بعض المخاطرات مؤخرا بإنتاج محتوى رقمي مخصص للمشاهدة الرقمية مباشرة، وهي خطوة جيدة جدا ولكن أمامنا المزيد والمزيد للحديث عن أن يكون لدينا كتالوج يجذب المشاهد العربي لكي يخصص من ميزانيته للاشتراك بشكل واسع خارج المواسم الدرامية الكبرى مثل رمضان، ومن ثم نبدأ في الحديث عن العالمية وجذب المشاهد غير العربي ونحن لم نضع قدمنا على الطريق بعد"، وبسؤاله عن موقع المنصات العربية من العالمية، قالت إن المنصات العربية غير موجودة على خريطة المنافسة العالمية طالما تظل هي انعكاس لما يعرض على التليفزيون.

تم نسخ الرابط