عاجل
السبت 7 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
البنك الاهلي
النيشان على محافظ الدقهلية

النيشان على محافظ الدقهلية

ما إن أهبط على مطار السوشيال ميديا، حتى تستقبلني كوميكس حول تصريحات محافظ الدقهلية، المتعلقة بطلاء مبنى المحافظة بـ«الأبيض الثلجي»، ليشبه (البيت الأبيض) بأمريكا، بحسب زعمهم.



 

 

فرحت أتأمل، بحثًا عن كتابة مقال عن محافظ الدقهلية "أيمن مختار"، ذلك الشاب الذي اعتلى كرسي المحافظة، بعدما رصدت جهات تقييم أداء المحافظين: أن المحافظة في ظل وجود الدكتور "كمال شاروبيم"، جاء ترتيبها رقم 19 على مستوى الدولة في قياس رضاء الموظفين، خلال العام الماضي، وكذلك تراجع مستوى رضاء المواطنين عن الخدمات المقدمة.

 

 

والجميع يعلم أن المحافظ السابق، كان ودودا لكنه غير دؤوب، فضّل الصمت والسكوت عن بعض المشاكل، وأحبّ سياسة الخَرَسْ عن المكاشفة، كونها في بعض الأحيان طوق نجاة، ولكنها مع "السيسي" جواز للسفر من المنصب، وركوب الإقالة من المسؤولية.

 

 

علي أي حال طلّ "مختار" من شرفة الميديا بتصريحات، وجد فيها البعض ملهى لوضعه في دائرة النيشان، فنالت وسائل التواصل الاجتماعي منه بعبارات تثير الاشمئزاز، وتطاولت أقلام الكتاب عليه بجمل تقرأ فيها العجب، حتى قفز شياطين الوقيعة ونفخت "الكير" في طلاء واجهة مبني المحافظة، فأفرغت رؤية المحافظ وأحلامه التي بدأت من المبنى، الذي يسكن فيه ويدير منه وباقي العاملين في ديوان المحافظة، هموم وأحلام ما يقارب الـ7 ملايين نسمة يعيشون على امتداد 3500 كيلومتر مربع.

 

 

لا أرى في خطوات "مختار" الأولى نحو توفير بيئة عمل جيدة لساكني ديوان المحافظة ومرتاديها سبة في جبين أحلامه ومشروعه.

 

 

فكل من وطأت قدماه مبنى المحافظة يتساءل كيف يعيش هؤلاء الأحياء في هذه الخرابة الأشبه بالمقبرة.

 

 

"إذا عرف السبب بطل العجب"، ففي الحقيقة مبني المحافظة قد انغمس في الوحل–الطين- فلم تطله يد الصيانة منذ ستينيات القرن الماضي، فأصابت واجهته التشوه، وحماماته دون المستوى، ولا توجد كافتيريات، ودرج سلالمه مكسورة، والتشققات على جدرنه كالسلم والثعبان، والإضاءات خافتة، والموظفون لا يجدون كراسي للجلوس عليها، والسكرتير المساعد لا يجد– مَطْرَحًا- فقد أخذ مكتبه نائب المحافظ.

 

 

إذًا لا دهشة من محافظ يحب أن يكون مبناه كامل الأوصاف، وفي الوقت نفسه ربما تستريح عندما تعلم أن المحافظ يدرك أن مشاكل المحافظة تزيد على عدد شعر رأسه، وأنه منذ اليوم الأول لدخول المحافظة سواء وقت أن كان سكرتيرا عاما أو محافظا يعلم أن الدقهلية تعيش واقعا مرا يتجرعه الدقهلويون قطرة بقطرة، سواء نظافة.. رفع القمامة.. خدمات.. طرق.. إزالة الإشغالات.. المرور.. مشروعات صغيرة وكبيرة.. تعظيم موارد المحافظة.. الاستغلال الأمثل لها.

 

 

لكن يبقي أن نقول إن أجندة أحلام شعب الدقهلية تنتظر تدخل "مختار" للارتقاء بمعيشتهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز