عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. بروتوكول وإتيكيت قواعد الدعوات لكبار الشخصيات

فن الدبلوماسية.. بروتوكول وإتيكيت قواعد الدعوات لكبار الشخصيات

يُعرف البروتوكول في السياسة الدولية بأنه عبارة عن إتيكيت خاص بقواعد الدبلوماسية وشؤون الدولة، وكذلك مجموعة من القواعد والنظم وترتيب الأسبقية، التي تعكس السلوك السليم والمتعارف على قبوله فيما يتعلق بأصول الدبلوماسية وشؤون الدولة من خلال الإشراف/ المتابعة/ تدوين/ والتصديق على ملحقات المعاهدات أو المذكرات أو الاتفاقيات، أصبحت قواعد البروتوكول مألوفة ومتطورة في العلاقات بين الملوك والرؤساء.



 

أما "إتيكيت" فهو الذوق ومراعاة شعور الآخر. وقد نشأ المصطلح بشكل عام، في إطار عملية وضع قواعد السلوك الضروري عند المجتمعات المتحضرة، أو عند الطبقة الراقية في هذه المجتمعات بعد عصر النهضة أو عصر الثورة الصناعية بالقرن الخامس عشر ثم تطور استخدام المصطلح ليشير إلى مجموعة القواعد الفردية تجاه نفسه واتجاه الآخرين، التي تضبط وتعكس سلوك مجموعات من العاملين بعضهم مع البعض الآخر من خلال المجاملة والذوق المتبادل والتصرف واللغة والشكل العام وبقية مفردات الإتيكيت والتي تلعب دورا مهما في عملهم.

 

تحتل الأسبقية لكبار الشخصيات في إقامة الدعوات مكان الصدارة في موضوع البرتوكول والإتيكيت لما فيها حب التفاخر والظهور وحسن الترتيب والأولوية لكبار الشخصيات على مختلف مناصبهم ومسؤوليتهم سواء كانوا رمز الدولة أو أقل من ذلك، وكان مؤتمر فيينا المعقود عام 1815 الفضل الأكبر في تنظيم الأسبقية في الحقل الدولي والدبلوماسي والتسلسل الوظيفي. وفي بداية القرن العشرين بدأت أوروبا مثل فرنسا والدانمارك والنرويج واليابان بإلغاء ألقاب والمسميات مثل النبلاء والأشراف والصفات الفخرية مثل (فخامة رئيس، دولة رئيس الوزراء، معالي الوزير) إلا أن لقب صاحب الجلالة ظل مصاحبا للملوك في دول العالم لضرورة الأسبقية بها.

 

وتحدد الأسبقية بالنسبة للرؤساء والملوك والأباطرة إلى قدم كل منهم في الحكم أي إلى تاريخ تتويج العائلة المالكة أو تاريخ تولي رؤساء الجمهوريات أعباء الرئاسة دون أي تمييز.

 

إن من أهم هذه القواعد الواجب الالتزام بها في إقامة الدعوات هي:

  • عند قدوم كبار الضيوف يتم استقبالهم وإرشادهم إلى قاعة الاستقبال المعدة لذلك، ويقدم لهم المشروبات والعصائر لحين وقت الطعام أو الاجتماع أو اللقاء

 

  • يتقدم رئيس المراسم أو من ينوب محله بأخبار الداعي سواء بالنظرات أو بعلم لغة الجسد أو بالكلام بأن كل شيء جاهز بمرافقة ضيف الشرف إلى المائدة أو الاجتماع أو اللقاء وحسب الأسبقية ليجد كل منهم أسمه على الطاولة.

 

  • لا يجلس الضيوف قبل جلوس من يترأس المائدة لكبار الشخصيات، مع مراعاة العادات والتقاليد السائدة في البلد والأولوية للنساء أن وجدوا في الوفد.

 

  • لا يجوز مغادرة المكان قبل الانتهاء من الطعام إلا في ظروف قاهرة وبعد الاستئذان من صاحب الدعوة.

 

  • عدم التكلم بالهاتف أثناء المراسم، سواء في الاستقبال أو مأدبة الأكل.

 

  • يستحسن تنظيم عمل مخطط توضيحي بشكل مائدة وأماكن جلوس الضيوف مع سهم يشير إلى جهة الدخول وترسل لهم مع الدعوة أو عند دخول مكان الدعوة.

 

  • يجب الأخذ بنظر الاعتبار الصفة الرسمية وأسبقية المدعوين (رجال الدين، كبار السن والمتقاعدين).

 

  • يمكن إجراء بعض التغييرات على قواعد المجاملة إذا اقتضت الضرورة، بشرط عدم المساس بأسبقيات كبار الشخصيات، مع أخذ المركز الاجتماعي والثقافي وشبه الرسمي وكذلك الذين يتمتعون بمراكز دينية وعشائرية رفيعة.

 

  • يدخل المدعوون أولًا ويقفون خلف مقاعدهم إلى أن يدخل الضيف ومضيفه، ويجلس المدعوون بعد جلوسهما، ولا يستحب إطلاقًا الكلام أو المناقشة قبل ذلك.

 

  • لا يستحسن إبقاء المقعد فارغًا عند تخلف أحد المدعوين لسبب طارئ، ويمكن إبقاؤه فارغًا تكريما لصاحبه معبرين عن مكانته الرفيعة.

 

  • يجوز حضور حفلين بنفس اليوم، مع ضرورة مراعاة الوقت، مع بقاء فترة أطول في الدعوة الأكثر أهمية أو الاعتذار حسب الأولوية والأهمية.

 

  • دعوات كبار الشخصيات- مهما تكن المسميات لها- يجب البقاء فيها طيلة الوقت، ولا يمكن مغادرتها قبل ضيف الشرف أو الرئيس الداعي.

 

  • يمكن إلقاء الكلمات الترحيبية، بحيث لا تزيد على 15 دقيقة، أثناء الدعوات الرسمية، سواء من الداعي وضيف الشرف، وقد يكون الرد عليها بالتعابير والكلمات المناسبة.

 

  • في نهاية الدعوة يلقي الداعي كلمة مناسبة قبل النهوض، يشيد فيها بالمدعو وخدماته وعلاقاته بجمع وإقامة هذه الدعوة، ويتمنى له خصوصا ولعائلته الموفقية والسعادة والشكر الجزيل.

 

  • يتم تحديد الأسبقية لزوجات كبار الشخصيات بعد زوجة الضيف، ما لم يشغلن منصبًا رسميًا أو يحملن ألقابًا فخرية أو أوسمة.

 

  • إذ كان هناك ضيوف أجانب فلهم الأفضلية في الجلوس ويختار لهم مكان مميز مع شخص يجيد مجاملتهم والتعامل معهم، بشرط عدم الضغط عليهم بالأكل والمشروبات.

 

  • بالنسبة إلى الملابس في الدعوات النهارية يفضل اللون (النيلي أو الأزرق الفاتح، الرصاصي الفاتح) وبالليل الألوان الداكنة والابتعاد عن الألوان الفسفورية والشعاعية، على أن تكون متناسقة حتى مع الحذاء والساعة وربطة العنق والبدلة، وبالنسبة للزي الخليجي فيكون البشت الداكن.

 

  • وبالنسبة للنساء فالابتعاد عن الماكياج المبالغ فيه أهم مظاهر حفلات الشاي النهارية أو الدعوات الرسمية النهارية والأزياء المحتشمة التي تلائم مكانتها ومكانة زوجها، وعدم التبرج والبذخ بالمجوهرات والذهب، مع أخذ بنظر الاعتبار العائدات السائدة بالبلد، وتعتبر الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا قمة في الحشمة في حفلاتها الليلية أو النهارية، وهي صراحة قدوة للجميع في إتيكيت الحضور وتلبية الدعوات النهارية والليلية على حدا سواء بالإضافة إلى بعض الشخصيات الأخرى.

 

  • يمكن حمل الأوسمة في الدعوات الرسمية الليلية فقط للحضور أو الضيف.

 

وفي الختام فإن التعلم والمحافظة على هذه الصفة من علامات النجاح والتفوق في الحياة اليومية والعملية سواء الشخصية منها أم الرسمية، الفردية منها أم الجماعية، وبالتالي علينا التمعن فيها، فبدلًا من الانقياد خلف المدارس والنظريات الأجنبية في تعليم هذه الخاصية نرى أن تعاليم الدعوة الإسلامية والسيرة النبوية ثرية بهذه الصفة في إقامة الدعوات واستقبال الضيوف وإكرامهم مهما يكن دينهم أو جنسيتهم أو منصبهم لأنها هذه هي أحد مقومات النجاح والتفوق والتميز لدى الشخص والمجتمع على المستوى الفردي أو الرسمي للدولة.

 

*دبلوماسي سابق

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز