

د. محمد فضل الله
تحت الميكروسكوب
ما يعيشه العالم، الآن، بمختلف مجتمعاته وطوائفه وفئاته، من المؤكد أنه يمثل حالة استثنائية لجميع دول العالم.
توقفت الأعمال التجارية والاقتصادية، قُيدت الحركة البشرية، توقفت المناسبات المجتمعية، توقفت الحياة التعليمية، وتوقف الذهاب إلى المدرسة وإلى الجامعة.
توقفت الحياة الرياضية، توقفت كبرى الدوريات الأوروبية لكرة القدم، فأين أصوات الهتافات فى المدرجات من مشجعى كرة القدم؟، أين اختفت أصواتهم، أين اختفت أصوات المعلقين على الأهداف؟ أين أين أين؟!
تم تأجيل أكبر الأحداث الرياضية. تأجلت الدورة الأولمبية الصيفية طوكيو ٢٠٢٠، توقفت التدريبات الرياضية، توقفت الاجتماعات المؤسسية بصورتها الطبيعية.
استقر العالم على أن فكرة السلامة من زيادة انتشار وباء الكورونا covid - 19 إنما تقوم على زيادة التباعد المجتمعى، ومنع التجمعات.
مع كل هذا التباعد المجتمعى فى كل مجالات الحياة، زاد الشغف على متابعة منصات التواصل الاجتماعى بمختلف أنواعها من قبل الشعوب فى العالم، سعيا نحو معلومه أو فكرة أو عمل أو تواصل مؤسسى، أو عقد اجتماعات بصورة ترسم، وتؤكد أهمية ودور تلك المنصات الرقمية فى المستقبل.
الجميع يتابع تلك المنصات الرقمية، منتظراً للنتيجة التي سوف تخرج إلى العالم من "تحت الميكروسكوب"، الذي يتم من خلاله دراسة طبيعة فيروس كورونا، وتأثير الأدوية والعقاقير المختلفة عليه، بُغية التوصل إلى دواء ينقذ البشرية من هذا الوباء.
كل المراكز البحثية، وفرق البحث العلمى تسارع الوقت وتكثف الجهد، من أجل تحقيق الانتصار العلمى، واكتشاف عقار يعالج هذا الفيروس.
سباق علمى حميد، من أجل اكتشاف مصل يستخدمه العالم للتطعيم ضد هذا الفيروس، فالعالم أمام ثلاثة اختيارات، ليقول إنه انتصر على فيروس كورونا (١) أما باكتشاف مصل، يعمل على تطعيم الجميع، يمنع وصول هذا الفيروس إلى الإنسان. أو (٢) باكتشاف علاج يتم من خلاله علاج كل من أصيب بهذا المرض.(٣) أم تحدث ظروف مناخية تحول وتمنع من انتشار هذا الفيروس، مثل ارتفاع درجة الحرارة....إلخ.
ولكن المهم فى هذا الأمر، أن العالم يقف الآن، ساكنا منتظرا رأى العلماء، يقف ساكنا، منتظرا رأى العلم. يقف ساكنا منتظرا رأى البحث العلمى. بالصورة التي تؤكد على قيمة العلم، وقيمة البحث العلمى، وقيمة العلماء.
فلا تقدم للبشرية، إلا من خلال البحث العلمى، ومن خلال العلم، والبحث العلمى المفيد للبشرية، الذي يسعى إلى تطويرها وإلى خدمتها.
هذا الفيروس، يثبت لنا كل يوم قيمة العلم والعلماء ليس فقط فى مجال الطب، ولكن فى كل المجالات الحياتية، فبدون علم لا يوجد تقدم، وبدون العلماء لن يتحقق نجاح.
تحية تقدير وفخر لكافة الجهود، التي تبذل من قبل الأطباء فى شتى بقاع الأرض، لمحاولة علاج مصاب بهذا الفيروس، أو محاولة إنقاذ مريض.
تحية تقدير وفخر لكل العلماء، الذين يسهرون، ويعملون ليل نهار فى محاولات علمية لاكتشاف عقار يعالج هذا الفيروس.
ودائما علينا أن نتذكر.. "وفوق كل ذي علم عليم".