عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الجنرال «صيف»

الجنرال «صيف»

ونحن نحارب فيروس «كورونا» وما سببه لنا من وباء قاتل نقاومه بكل ما نملك من إمكانيات مادية، والأهم القدرة الروحانية والمعنوية، نقف أمام بعض الأشياء التي تبدو لنا أملا منتظرا بعد أن كان يلقى منا كل الاستهجان لنعرف أن تعاقب فصول السنة نعمة أنعم الله بها علينا وكنا لم نعد نلتفت إليها، ننتظر الشمس الحارقة بفارغ  الصبر وفصل الصيف الذي نضجر من الظواهر المصاحبة له من عرق وضيق وتضيع من أجله تحويشة العمر أو تعب عمل عام كامل لنذهب على الشواطئ ونستنشق الهواء وتتشرب أجسادنا وبشرتنا اليود لمدة أيام فى الغالب لا تطول.



 

 وهذا العام ننتظر فصل الصيف بالترحاب ونهلل لقدومه من الآن ونطلب من الله التعجيل به قبل الأوان، لأنه صار فصلا يعول عليه الاستشفاء من «كورونا» الوباء، والحقيقة أنه كلام علمى وليس تكهنات، فبعد أن اتبعنا وسنستمر على التطهير الكيميائى الذي أوصى به علماء الحرب البيولوجية والذي هو عبارة  عن مكونات من مسحوق القصر والمركبات التي تحتوى على الكلور محلول دانك والفيتول والكريزول تركيز ٪5 والكحول والفورمالين ومحاليل بروكسيد الهيدروجين وبرمنغنسيات البوتاسيوم وفلوريد الزئبق.

 

  وكل ما سبق استخدمناه فى تطهير الإنسان والأبنية علاوة على وسيلة التطهير الأكثر توافرا وغير مكلفة وهى الماء المغلى والصابون العادى منه والمعقم الذي يستخدم فى تطهير الملابس والتجهيزات والأبنية والأرض «هذا ما ورد فى التطهير البيولوجى فى حرب الوباء والحرب البيولوجية فى العلوم العسكرية» ولكن لم يقف الأمر عند التطهير الكيماوى السابق ذكره، حيث جاء ما أطلق عليه «التطهير الفيزيائى» الذي هو عبارة عن «التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية» وهذا للتطهير الإنسانى والمبانى، أما تطهير الهواء والطعام  والماء فله طرق أخرى منها الكيماوية وهى التي تقوم بها الدولة، وإذا  تعذر هذا فإننا نقوم بغلى الماء وتجديد الهواء، إلا أنه والحمدلله تقوم القوات المسلحة بعمل كل الإجراءات السابقة بحرفية ومهنية عالية.

 

  ولم يتبق أمامنا بعد التطهير الكيميائى الذي نقوم به يوميا ويجب الحفاظ والمواظبة على اتباعه لحين صدور تعليمات أخرى من الجهات المسؤولة، إلا أننا ننتظر قدوم الجنرال «صيف» ليقوم لنا بالتطهير الفيزيائى التلقائى والذي تمنحه لنا الطبيعة وينعم علينا به الله ولم نكن نعلم الحكمة كاملة من تعاقب الفصول فكل منها له دور يؤديه رحمة بالبشرية، فإن الله لم يخلق أو يحدد شيئا إلا بفائدة.

 

    وربما يندهش البعض لماذا أطلقت على فصل الصيف المنتظر «الجنرال» وليس ألقابا أخرى؟ والحقيقة أن هناك أساسا استند عليه لإطلاق هذه الرتبة العسكرية رفيعة المستوى على فصل الصيف، فلقد وجد فى التاريخ العسكرى مصطلح «الجنرال شتاء» وهو رمز ظهر فى الأدبيات العسكرية لأول مرة خلال حملة «نابليون الأول» ضد روسيا فى عام 1812م، والمقصود منه أن قسوة الشتاء وسعة الأراضى الروسية شكلا عاملا فعالا فى صد أى حملة تشنها دولة أوروبية أو أكثر ضد روسيا، خاصة بعد أن تعثروا فى احتلال موسكو  نظرا لحلول «الشتاء» وانسحب الجيش الروسى سليما إلى داخل البلاد وبدء حرب العصابات ضد القوات الفرنسية مما أعاقها للهجوم وأعجزها عن احتلال أى أراضٍ روسية، واستخدم مصطلح «جنرال شتاء» مرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية عندما تعثر الجيش الألمانى فى شتاء 41 - 1942 وبدأ يتراجع أمام هجوم الجيش السوفيتى، وهكذا توالى استخدام المصطلح فى كل مرة يكون فصل الشتاء هو العامل الرئيسى والفيصل فى المعركة فالبسته الجيوش أعلى رتبة عسكرية لأنه يستحقها بعد أن قهر العدو وقضى عليه.

 

   واعتقد أنه من حق فصل الصيف القادم أن نخلع عليه نفس الرتبة العسكرية «الجنرال» التي سبق وتقلدها الشتاء بجدارة، فإذا كنا ننتظر أيضا «الصيف» ليكون عاملا فعالا وفاصلا وقاهرا  فى حربنا على وباء «الكورونا» أو حتى يعمل على تحجيمه وتقزيمه، وبما أننا فى انتظاره نرجوه المجىء مسرعا ومش حنزعله ولا نزهق منه، فقط نرجو «الجنرال صيف»  أن يأتى إلينا مسرعا مخلصا والله المستعان.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز