د. عزة بدر
أغنية للإنسان
(قصيدة)
لا أحد يعطيك دفة الحياة
لا أحد يستبصر
ما قد يصيبنك من غرق
لا أحد يُبصِّر بالقَدَر
وبعد هنيهة
قاع عميق ينتظر
طعم الصدأ !
لا أحد معك
هنا
ولا هناك
ولا فى المنتصف
سوى الضجر
وفى سفينة تزداد ثقوبها عمقا
قسرا تُداخلها المياه
بزُرقة الوحشة
ويرقبون دمعك فى شغف
يحلو ما كان منك
جرحا
ويحتسونه
وفى تشفٍ فى فناجين القهوة صُبحا
ويرقبون هيكلك
أن يذوى
كيانك أن يهوى
كسارية ممزقة
صفارة أخيرة مُنذرة
وقبل أن تندثر الأحلام كلها
وقبل أن تصبح طُعما
ومُشتهى
مَهوى أفئدة السمكات وحشية تجول
لغضبتها قتامة
وشهوتها جائحة
لا أحد يعطيك دفة الحياة
فانهض
كل القراصنة الذين تخلصوا
من شخص ما
لعله رجل .. لعلها امرأة
يحرقون كل أسنانهم عليك
كل الطغاة استلهموا لحن الغرق
لكن الأصداف التي وشوشتها
قد تهجس الآن وباسمك
حتى لو ارتعشت أصابعك
لابد أن تبقى هناك
بسارية العلم
بنجاة هذا العالم
سنحتفل
غنِ للحب
لهذه الزغرودة الطويلة
تُجلجلُ بالحياة بحلمها الأغن
كن آخر قافز فى الماء
لعلها بك تلتئم
تلك الثقوب المعتمة المضيئة
بل كُن ربانها
تلك الحياة دائما
قد وهبت لك نفسها
على رءوس الأشهاد
لقاء كلمة ووردة
صَبَت
تقص شعرها على كفيك
منحتك ألف خصلة شقراء
حمراء وحلكة مقمرة
وتكتب اسمك
على قطرات الأمطار .. على الموج
فوق السحابات
والغيم
بدفء يديها
فى البدء كنا
فمالنا الآن
نخشى ألا نكون؟!
جوجل نيوز
