عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لصوص الجامع!

لصوص الجامع!

فى رسالته «إلى الشباب»، أشار المرشد المؤسس لتنظيم الإخوان الإرهابى «حسن البنَّا» إلى أن «منهاج الإخوان» محدود المراحل والوسائل.. وبامتداد سنوات العمل التنظيمى- منذ التأسيس إلى اللحظة- اعتمدت مناهج الجماعة ما يُعرف بـ«سلسلة المراحل التربوية».. وهى سلسلة تبدأ بعدد من المستويات «التمهيدية»، ثُمَّ يليها عددٌ آخر من المستويات «التكوينية» (أى: تكوين عنصر إخوانى جديد يضاف إلى أفراد صف التنظيم)؛ ليجد الفرد المستهدف بالتجنيد (المدعو) نفسه - فى نهاية المطاف - أسيرًا لدائرة تنظيمية «شبه مغلقة» يصعب الفكاك منها.



 

.. وبحسب ما استقر عليه العمل داخل التنظيم - فإن «سلسلة المراحل التربوية» تلك، تنقسم إلى 6 مستويات، متتابعة (سنعرض لها تباعًا): 

 

(أ)- مرحلة الأخ المُحب (تمهيدى).

 

(ب)- مرحلة الأخ المؤيد (تمهيدى).

 

(ج)- مرحلة الأخ المنتسب (التكوين).

 

(د)- مرحلة الأخ المنتظم (التكوين).

 

(هـ)- مرحلة الأخ العامل (التكوين).

 

(و)- مرحلة الأخ المسؤول.

 

■ ■ ■

 

1 مصائد الطريق:

 

تبدأ- إذًا- سلسلة المراحل التربوية لأعضاء الجماعة بـ«المرحلة التمهيدية».. وهى المرحلة التي تشمل مستويات: «الأخ المُحب»، و«الأخ المؤيد».. ووفقًا لمنهج «التوثيق والتضعيف»؛ فإنّ «المرحلة التمهيدية»، هى المرحلة التي تسبق التزام المدعو (أى المستهدف بالتجنيد) بالجماعة.. وهى مرحلة يتم فيها اصطفاء العناصر الصالحة لحمل أعباء «دعوة الإخوان».. والقاسم المشترك فيها هو خضوعهم لقدر كبير من «التوجيه»، و«التأثير» فى حياتهم، من قبل الجماعة (منهجًا وأفرادًا).. إذ تبدأ بإزالة «الشُبهات» المختلفة من نفس المدعو (المستهدف بالتجنيد)، وتنتهى عند اقتناعه بـ«وجوب العمل الجماعى»، والتعريف بـ«دعوة الإخوان»..

 

.. وغاية هذه المرحلة، هى الوصول بالمدعوين إلى مستوى [التلقى الملتزم]، و[الإعداد المنظم] بما يؤهلهم للانضمام إلى الصف الإخوانى (عند من لديه الاستعداد لذلك)، أو تحقيق المساندة النافعة لأعمال الجماعة من الآخرين.

 

ووفقًا لوثائق التنظيم التربوية؛ فإن مستوى «الأخ المُحب»، هو أول حلقات الاتصال بين «التنظيم» والأفراد [المُستهدفين بالتجنيد]؛ إذ يسعى «التنظيم» خلال هذا المستوى- الذي يستمر لمدة عام- إلى التعرف على الأفراد المُستهدفين (فرادى أو مجتمعين)، عبر الوقوف على مدى استعدادهم (النفسى، والتكوينى، والسلوكى) للعمل الجماعى (أى داخل الإطار التنظيمى).. ويكون مدخل «التنظيم» هنا، هو اللعب على المشاعر و«العواطف الدينية» للفرد [المُستهدف]، والتزامه [التلقائى] من النواحى: «الطقوسية»، أو «التعبدية».. وعلى هذا؛ يضع «التنظيم» لأفراده (من المُربيين) شروطًا [محددة] يجب أن يلاحظوها فى الفرد المُستهدف- من حيث الابتداء- قبل أن يقربوه من التنظيم، بشكل أكبر.. ومن بين هذه الشروط:

 

أن يتمتع بعاطفة إسلامية واضحة نحو كل ما هو إسلامى، وأن يظهر ذلك فى حديثه وتصرفه وما يبديه من رأى فى المواقف المختلفة.

 

أن يأنس لمن يبدو منهم السلوك نفسه، ويحب صحبتهم.

 

أن يُبدى اهتمامًا واضحًا بأخبار العالم الإسلامى، ويحرص على تتبعها.

 

أن يُراعى أحكام التحليل والتحريم.

 

أن يُصلى الفرائض، ويفضل [المسجد] دائمًا.

 

وعزفًا على «العاطفة الدينية» نفسها؛ ينتشر أفراد صف التنظيم داخل ما يُعرف بـ«الأوعية التربوية لأفراد المرحلة» (أى: الأماكن والأوساط التي تتواجد فيها- عادة- النماذج المستهدفة).. إذ يصبح الاحتكاك- داخل تلك الأوعية- بين الفرد المُستهدف وأعضاء التنظيم [طبيعيًا]، من دون إثارة أى شُبهات.. ومنها:

 

حلقة المسجد (الحلقة المفتوحة والدروس العامة).

 

مقارئ القرآن الكريم [إن وجدت]، وحلقات التلاوة بالمسجد.

 

الأنشطة العامة: (صلاة العيدين/ موائد رمضان/ صندوق البر/ الاعتكاف بالمسجد فى رمضان/ فصول محو الأمية/ الأنشطة الرياضية).

 

وبعد اختيار عناصر بعينها من داخل تلك «الأوعية»، تأتى «الدعوة الفردية».. وهى (بحسب المناهج التربوية للجماعة) رأس هذه الروافد وقمتها؛ إذ يتم خلالها التعامل المباشر مع الأفراد، ومعرفتهم عن قرب، وتقويمهم من وجهة نظر التنظيم).. وتكون المجموعة «الملتحقة» بهذه المرحلة «شبه مغلقة» (أى ليست مفتوحة تمامًا كحلقة المسجد). 

 

.. وبشكل إجمالى، فإن الإطار العام الذي يحكم «مناهج الإخوان التربوى»، الموجهة صوب المستهدفين بـ«الدعوة الفردية»، تتوزع على ثلاثة محاور، هى: 

 

(أ)- المحور الإيمانى والتعبدى: ويستهدف تحقيق [حد أدنى] من المعارف الدينية لدى الفرد المستهدف فى علوم: القرآن، والسنة النبوية (الحديث)، والعقيدة [أركان الإيمان الستة]، والسيرة، والفقه.. (كمناهج أساسية).

 

(ب)- المحور الأخلاقى والسلوكى: (أن يكون لديه الرغبة فى التغيير، والمسارعة إلى ذلك/ أن يزداد اهتمامه بمتابعة أحوال العالم الإسلامى).

 

(ج)- المحور الحركى (التنظيمى): (أن يعرف قيمة الحياة وسط جماعة/ أن يبدى استعدادًا لترك الخلاف؛ حرصًا على علاقته بالآخرين).

 

■ ■ ■

 

2 المنهج الأخير:

 

وفقًا لأحدث المناهج التي اعتمدها أخيرًا التنظيم الإرهابى (وحصلت عليها روزاليوسف)، فإنَّ المحاور الثلاثة السابقة، تتوزع على 10 أفرع رئيسية (بعضها أساسى والآخر يخضع لأسلوب التعليم الذاتى) وفقًا للترتيب الآتى:

 

(أ)- القرآن والتجويد والتفسير (منهج أساسى).

 

(ب)- السنة النبوية ( منهج أساسى).

 

(ج)- العقيدة (منهج أساسى).

 

(د)- الفقه (منهج أساسى).

 

(هـ)- السيرة النبوية (منهج أساسى).

 

(و)- صور من حياة الصحابة (منهج أساسى).

 

(ز)- التزكية (تعليم ذاتى).

 

(ح)- قصص الأنبياء (تعليم ذاتى).

 

(ط)- الناس والحق (تعليم ذاتى).

 

(ى)- كيف اهتديت؟ (تعليم ذاتى).

 

وبحسب الجدول الزمني الملحق بمنهج المرحلة الأولى (مرحلة المحب)، فإن تحقيق هدف المنهج يقتضى من «المُربى» (الشخص المنوط به ممارسة الدعوة الفردية) أن يتواصل مع المستهدفين فى نحو 62 ساعة (تتوزع على مدار عام كامل).. إذ يكون محور هذا التواصل كالآتى: القرآن والتجويد والتفسير (20 ساعة).. السنة النبوية (12 ساعة).. العقيدة (8 ساعات).. الفقه (10 ساعات).. السيرة النبوية (6 ساعات).. صور من حياة الصحابة (6 ساعات).

 

وفيما تبدو المناهج الأساسية، وكأنها ضرب من ضروب الثقافة الإسلامية العامة (باستثناء توجيه الأخ المستهدف – بشكل تدريجى – للاعتماد على مؤلفات قيادات الجماعة، خصوصًا فى الفقه، مثل: فيصل مولوى وسيد سابق).. فإنَّ مراجع «التعليم الذاتى» (التي يتم ترشيحها من قبل المربى) تدفع بالمستهدفين من عملية التجنيد لأحضان الجماعة بصورة أكبر.. إذ يكون هدف التزكية – على سبيل المثال – هو تهيئة الظروف أمام المستهدفين لتقبل وسائل التربية الإخوانية.. وفى هذه المرحلة يتم توجيه «الأخ المحب» لقراءة: (خلق المسلم لـ«محمد الغزالى»، و(نزهة المتقين شرح رياض الصالحين/ ج1 لـ«مصطفى البنا»)، و(السلوك الاجتماعى فى الإسلام لـ«حسن أيوب»)..

 

.. والكتاب الأخير على وجه التحديد يتضمن كثيرًا من الأفكار المتطرفة تجاه الآخر؛ إذ يُعلى من نبرات الازدراء لأصحاب الأديان الأخرى.

 

.. وفى منهج «الناس والحق» يتم الدفع بكتاب الشيخ المتطرف «يوسف القرضاوى» الذي يحمل العنوان ذاته: (الناس والحق).. وهو كتاب غايته الأخيرة، ترسيخ- بصورة تدريجية ومغلفة- أن «دعوة الإخوان»، هى دعوة الحق (!).. ويعرض بأسلوب السؤال والإجابة موقف العوام من نصرة دعوات الحق، ولماذا يتخاذل أغلب الناس عن مجابهة خصوم تلك الدعوات (!)..

 

.. يقول القرضاوى فى مقدمة الكتاب: هذه رسالة موضوعها «الحق» ومرجعها الأول هو القرآن [...] ثم بيان موقف الناس من الحق، وأسباب إعراضهم عنه، وكراهيتهم له، وعداوتهم لأهله (يقصد الإخوان!)، عن جهل وغفلة أو عن عناد وهوى. ولماذا يطلب بعض الناس الحق ولا يهتدون إليه [...] كل هذه القضايا الهامة تناولتها هذه الرسالة الصغيرة بأسلوب بعيد عن التعقيد والتفلسف والتكلف، هو أسلوب الحوار بين «شيخ مرب» وتلميذ متعلم.. وهو أسلوب استعمله علماؤنا من قديم كما نجد ذلك عند ابن القيم رحمه الله فى محاورة بين سنى وقدرى، وبين قدرى وجبرى.. وكما رأينا ذلك حديثاً فى محاورات المصلح والمقلد، للسيد رشيد رضا، ومحاورات الشيخ المرزوق وحيران بن الأضعف فى «الجواب الإلهى عن العلم والفلسفة» للشيخ حسين الجسر، كما استعمله ولده الشيخ نديم الجسر فى كتابه «قصة الإيمان بين الدين والعلم والفلسفة».

 

أما «كيف اهتديت؟».. فهو عبارة عن مجموعة من القصص (بعضها مختلق) عن التوبة والعودة إلى الطريق بعد الغواية.. ومن بين ما تحتويه تلك القصص، على سبيل المثال: قصة اعتزال الممثلة «شمس البارودى»، أو قصة الداعية «سوزى مظهر» (ابنة شقيق الفنان الكبير أحمد مظهر)، التي ارتبط اسمها بالفنانات المعتزلات خلال حقبة التسعينيات (!).. إلى آخر تلك النوعية من القصص.

 

■ ■ ■

 

3 أساسيات التلاعب بالعقول:

 

فى سياق المستوى التمهيدى الأول (مرحلة المحب).. تشترط المناهج التربوية للتنظيم أن يتوفر فى «المُربي» (أى الشخص المنوط به دعوة الآخرين)، هو الآخر، عددٌ من الصفات، منها:

استعداده للتعامل مع «المبتدئين».

 مقدرته على نقل المعلومات بصورة بسيطة وجذابة.

 أن تكون علاقته بالدارسين علاقة احتواء، من دون تصريح أو تلميح.

 أن يُقدِّم الاهتمام بأمورهم الحياتية والشخصية أولًا.. وبعدها يقدم ما يود تقديمه من دراسة أو معلومات.

 أن يكون مؤهلًا من الناحية النفسية والعملية بحضوره دورة تدريب على [كيفية تنفيذ المنهج؟].

 أن يكون قادرًا على متابعة تقدم الدارسين، والأخذ بيد المتعثر، والبعد عما ينفره (يتم - عادة - الاعتماد فى تلك المرحلة على بطاقات الملاحظة، والاستبيانات).

.. وبمزيد من التفصيل؛ تُبين الوثائق المعتمدة تنظيميًا (مثل وثيقة «التوثيق والتضعيف»)، أنه على العاملين مع المدعوين إلى «الحلقات» [والواجهات]، خلال تلك المرحلة، أن يلتزموا بالآتى: 

(أ)- يجب على الأخ (المُربّى) مخالطة أعضاء الحلقات مخالطة قريبة، ومصاحبتهم فى الرحلات وإيصال الكتب والأفكار الإسلامية إليهم، ومعرفة كل فرد منهم على حدة، ومعرفة احتياجاته ومشكلاته (مع محاولة حلها)، وتقييمه بدقة للوقوف على تقدمه وحقيقة شخصيته واستعداداته.

(ب)- يجب على الأخ أن يقدم لهم النصح [بلطف]، ولا يُحسّن لهم منكرًا، أو يقرهم عليه.

(ج)- أن يركز الأخ حديثه على الجوانب الإيمانية، والتركيز على العدالة بشكل تدريجى، إذ إنهما سمتا هذه المرحلة.

(د)- ألا ينشغل «الإخوان» بإداريات الحلقات العامة، والواجهات [بدرجة تمنعهم من دعوة الأفراد ومتابعتهم ومخالطتهم بعمق].

■ ■ ■

بعد هذا.. تأتى المرحلة الثانية من المستوى التمهيدى (مرحلة المؤيد).. وتكتفى الجماعة خلالها بأن يُحقق الفرد فى المرحلة الأولى (أى مرحلة الأخ المُحب) نسبة 75 % من المستهدفات، خصوصا إذا ما تأكدت من [رغبته] فى الارتباط بالجماعة.. وتكون مدة هذه المرحلة- فى الأغلب- عامًا جديدًا (12 شهرًا).. ولأنها مرحلة مرتبطة بشكلٍ وثيق بالمرحلة الأولى؛ فإن الجماعة تضع مهمتها – أيضًا – على عاتق «المربى» نفسه، الذي تولى «الدعوة الفردية» خلال مستوى «الأخ المُحب»؛ إذ عادة ما تنشأ صلة «شعورية» بين الطرفين.. وبالتالى.. فإن المُرّبى [الأول] هو الأكثر قدرة على امتلاك مفاتيح المجموعة التابعة له، وتحقيق «أهداف المرحلة» عبر وضع الفرد المستهدف على خط التنظيم بشكل أعمق. .. أما كيف يحدث كل هذا؟، فهو ما سيكون لنا معه وقفة تالية. .. يتبع  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز