عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الاختيار وسيناء (3)

الاختيار وسيناء (3)

عندما كان يتحدث «المنسى» مع أحد جنوده الواقف خدمة للمراقبة وأعطى له بعض التوجيهات فى فن العمل القتالى اختتم حديثه بأنه «ليس شوية الإرهابيين اللى مطلقين علينا فى سيناء هم الخطر الحقيقى ولكن فى من له مصلحة أن يحدث هذا فى سيناء»، والاختيار لـ(سيناء) بشكل خاص خضع ليس فقط لاتجاه وعقيدة كل من (المنسى وعشماوى) ولكنهما النموذج الأوضح الذي تقاس به عمليات الاختيار بشأن (سيناء) فعندما فجر أحد (العشماويين) اختيارًا فجا لسيناء منذ أسابيع قليلة خرج (المنساويون) يردعونه قولًا وفعلًا … والاختيار الأصعب دومًا يكون فى كيفية الحفاظ وليس فى كيفية التفريط، ولن أذهب بتاريخ بعيد كلنا نعلمه بخصوص تلك الثنائية فى الاختيار وأكتفى بعشر سنوات لنقف على أساليب ومخالب صاحب المصلحة منذ ٢٠١١ عندما اعتقدوا أن مصر أصابتها الفوضى والهوان من جراء هوجة سياسية كبرى بدأت ثورية وانتهت مؤامراتيًا على يد (جماعة الخيانة العظمى) المعروفة بـ(الإخوان) …



 

  ولكن إرهاصات تلك الفترة بدأت باجتياحين قامت بهما (حماس) كان آخرهما فى ٢٠٠٩ لتخترق حدودنا تحت زعم غلق منفذ العبور بيننا وبينهم، والحقيقة أنه كان غلقًا لفتحات الأنفاق التي كانت تثرى منها حماس، فى تلك الاجتياحات تم رصد شعارات ونداءات من تلك الجماعة فرع الإخوان تنذر بخطر رصدته أجهزة المخابرات المصرية، وعليه اتخذت إجراءات احترازية فى بناء جدار لا يمكن الغوغائية من الاختراق لحدودنا مهما كان وبدأت فى حملة إغلاق لفوهات الأنفاق المستخدمة لتصير ممرًا بين سيناء وغزة لتهريب البشر والسيارات والحيوانات وكل ما يخطر على بال.

 

قمنا بتأمين حدودنا بقدر الإمكان للأسف مع الأشقاء الفلسطينيين وبمعنى أدق مع الحمساويين بقطاع غزة التي كانت حتى عام ٦٧ تحت الحكم العسكرى المصري، ولذلك قامت مصر بكل الجهود على جميع المستويات لتردها إلى الفلسطينيين مثل ما استرددنا سيناء ولو كان الفلسطينيون تعاونوا مع الرئيس السادات عليه رحمة الله فى السبعينيات وأثناء توقيع معاهدة السلام لكانوا حصلوا على غزة وأراض أخرى من وطنهم فى هذا التاريخ ولكنهم تضامنوا مع جبهة التصدى والصمود المزعومة ضد مصر حتى استردوا الجزء اليسير فى التسعينيات أى بعد عشرين عامًا من استردادنا لسيناء بعد أن فشل التصدى المزعوم.

 

لم يهدا (العشماويون) فى تنفيذ أجندات المصالح للطامعين فى الوطن وكل ما يأملونه أنهم يتشبهون بـ(بهلول العثمانى) خلافة إسلامية هى فى الحقيقة مشروطة بولاء تام وامتيازات بلا حدود للمستعمرين الطامعين فى أرضنا، وهناك فرع (عشماوى) آخر يبيع الوطن من أجل حفنة دولارات يزيد بها مشاريعه الحلوانية هو وأربابه، ومن هنا وجدنا عدة أفكار عشماوية تناثرت علينا خلال العشر السنوات الأخيرة، بدأت بـ(إمارة سيناء) بعد أن قتل الحمساويون فى الفوضى ضباط الشرطة المسؤولين عن منافذ العبور أو فى أماكن محددة طبقًا لاتفاقية السلام محددين بالعدد والسلاح ليستغل (شبيحة حماس) هذا الظرف ويخترقون سيناء يريدون استقطاعها وضمها لهم، هنا أسرع الجيش المصري الذي كان موزعًا داخليًا وعلى الحدود لحماية البلاد والعباد وسد ثغرة نفاذ حماس ولكنها للأسف كانت قد تمكنت من دخول آلاف الإرهابيين الذين انتشروا فوق أسطح التحرير واختبأ الباقى لحين التكليف كامنين فى أماكن عدة بربوع مصر، وقاموا طبعًا بنسف أنابيب الغاز لإعطاء الفرصة لإسرائيل لتعلن حقها فى أن مصر لم تف بوعدها فى تصديره لها وتجرى على التحكيم الدولى لتضيف أعباء علينا فى مرحلة حرجة، بعد ذلك تسلم الإخوان العشماويون الراية ونشروا القاعدة فى سيناء رافعين أعلامهم السوداء ومعلنين (ولاية سيناء) وشاهدناهم عبر الفضائيات يمرحون فى العريش مستغلين عدم انتشار وحدات الجيش طبقًا لشروط اتفاقية السلام التي تقول بما أننا فى سلام فلماذ تكون هناك جيوش مرابضة عن قرب بل يجب أن تكون عند نقطة أبعد لدى الطرفين سواء الحدود المصرية أو الإسرائيلية ولكن القاعدة التي أدخلها إلى أراضينا الإخوان كانت أيضًا تقدم لإسرائيل الهدف الثانى والأهم بعد موضوع الغاز وهو حجة (الحدود الآمنة) لأن الإرهاب الذي فى سيناء سينقض على تل أبيب ويهددها وهذا يتطلب وجود الدولة الراعية للسلام (بالطبع أمريكا) للتمركز فى سيناء لحماية حدود إسرائيل ومنع الإرهاب من النيل منها، عند ذلك زأر الجيش المصري وقال: أنا الذي يجب تمركزه فى سيناء وبالقرب من الحدود لأحمى أرضى أولًا ولأقضى على الإرهاب ولكن عليكم بتعديل بعض بنود اتفاقية السلام أيها الراعى الأمريكى خاصة وقد مر الوقت الكافي للتعديل وتغيير الظروف الزمانية التي تلزم الراعى بأن يقوم بتسهيل المقترح المقدم من أحد طرفى الاتفاقية بالتعديل لما فيه صالح الطرفين طبقًا للظروف المستجدة على الساحة… 

 

وبعد أن تم هذا وانتشرت والحمد لله قواتنا طبقًا للتعديل الذي قدمته مصر، ظهر (العشماويون) باقتراح أمريكى آخر بخصوص سيناء ولكنه كان ذا صبغة (أوبامية) تقول إن علينا تمكين الإخوان من حكم مصر مقابل استقطاعنا لسيناء ومنحنا جزءًا منها للحمساويين الذين هم امتداد للإخوان وأن يتركوا فلسطين دون مطالبة بشبر واحد لتكون من نصيب إسرائيل لتطبق نظرية منظرها السياسى (بيجال الون) عن الحدود الآمنة سنعرض لها لاحقًا، وأن باقى سيناء تكون تحت التدويل برعاية أمريكية خالصة، بالطبع الجيش وقف فى وجه هذا المشروع بقوة وأحبط المخطط ولم يكن الشارع المصري فى ذلك الوقت فى وضع صحي ليخطره الجيش بتفاصيل المؤامرة، ولكن العشماويين دومًا مستعدون لتقديم الخدمات لبيع الوطن مقابل مصالح فردية أو مجموعة صغيرة منتفعة ولذا كان المخطط هذه المرة هو الإقليم الاقتصادى بخليج السويس والذي تم إيقافه لظروف البلاد والذي يتطلب مليارات لتنفيذ أنفاق وشبكة طرق ومواصلات ليمتد إلى سيناء وهنا ظهر (الشاطر)يزعم أن لديه مشروعًا نهضويًا لاستكمال مشروع المنطقة الاقتصادية بالسويس وامتداده لسيناء وأن التمويل جاهز لدى (قطر وتركيا) مقابل إعطائهما حق الانتفاع بأراضى بلادنا لأكثر من خمسين عامًا … يتبع 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز