عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لصوص الجامع! الحلقة الرابعة

لصوص الجامع! الحلقة الرابعة

وفقًا لتعريف الدرجات التنظيمية بأحدث «منهج تربوى» تم اعتماده من قِبل تنظيم الإخوان الدولى، فإن التنظيم الإرهابى سبق أن اعتمد تسمية المستوى الرابع من سلسلة المراحل التربوية تحت مُسمى: «مستوى المُدرس».. وهو المستوى الذي كان يُعرف – فى السابق – بمستوى «الأخ المنتظم»، مع الإبقاء على خصائص المستوى نفسها – تقريبًا – باستثناء بعض التعديلات والتعريفات المحدودة التي طالت بعض المقررات، أو رفع الالتباسات التي كانت بالمنهج القديم.



 

.. إذ كانت النقطة الأخيرة، على سبيل المثال (أى: رفع الالتباسات التي كانت بالمنهج القديم)، مثار ملاحظة سابقة من قبل قسم الأسر بالأردن فى العام 2008م.. وهى ملاحظة تم رفعها لـ«جهاز التربية» التابع للتنظيم الدولى فى حينه.. إذ كانت تلك الملاحظة تقول: «جاء فى النسخة الأخيرة (المراحل بعد التعديل آب/ أغسطس 2005م) أن مدة المرحلة الرابعة هى سنة واحدة، فى حين جاء فى المقدمة بالنسخة نفسها أن المدة هى سنتان. وقد جرى التعديل بحيث تصبح المدة سنتين».

 

.. وبناءً على هذه الملاحظة اعتمد التنظيم - خلال السنوات التالية للعام 2008م، وقبل التعديل الأخير - توحيد مدة المستوى الرابع (مستوى المدرس/ الأخ المنتظم) لتصبح عامين، يتوزع خلالهما المنهج الجديد فى نحو 120 ساعة دراسية (بالنسبة للمواد الأساسية، ومواد الدورات)، إلى جانب مواد «التعلم الذاتى».. إذ كانت تلك المواد حصرًا: القرآن (أساسى)؛ العقيدة (تعلم ذاتي)؛ التزكية (تعلم ذاتى)؛ الدعوة والحركة (أساسى)؛ الحديث (أساسى)؛ الفقه (دورة)؛ مصطلح الحديث (دورة)؛ تاريخ السُّنة (تعلم ذاتى)؛ السيرة (تعلم ذاتى)؛ البيت المسلم (دورة)؛ الإدارة والتخطيط (دورة)؛ حاضر العالم الإسلامى (تعلم ذاتى)؛ التاريخ الإسلامى (تعلم ذاتى)؛ علوم القرآن (دورة)؛ ملامح المجتمع المسلم (دورة).

 

.. إلا أن مدة الـ 120 ساعة دراسية (موزعة على عامين) تم تخفيضها للنصف فى وقت لاحق، لتصبح 60 ساعة دراسة (لمدة عام)؛ اختصارًا للعمر الزمني للأخ وإلحاقه بالعضوية العاملة داخل التنظيم.. وفى الواقع، فإنَّ مشكلة التأرجح بين تخصيص «عام» أو «عامين» للمستوى التنظيمى الرابع، من المشاكل المتكررة داخل التنظيم؛ إذ فى حالة الحاجة للتصعيد السريع داخليًّا يتم اختصارها لعامٍ واحد، ويتم مدها إلى عامين فى الأوقات الأخرى (!)

 

1 عقول موجهة:

 

بصورة إجمالية، يُمثل المستوى التنظيمى الرابع (مستوى المدرس/ الأخ المنتظم) المستوى الأكثر تقدمًا من «مستويات التكوين» داخل التنظيم الإرهابى.. إذ يتم خلال هذا المستوى (وفقًا للتعريف التربوي) تعميق ولاء الفرد المُستهدف، وترسيخ انتمائه للصف والجماعة، وإعداده للوصول إلى مرحلة «الطاعة الكاملة».. ووفقًا لتعريف «وثيقة المراحل التربوية» بالمنهج المُعدل، فإن «المدرس»: هو المنتسب الذي يؤدى جميع الأعمال والأعباء المطلوبة، مع التعرف على أحوال الدعوة وتاريخها، وهو اللبنة الأساسية فيها.

 

 

.. كما يتم خلال هذا المستوى تأهيله؛ حتى يُوظّف طاقاته وقدراته فى خدمة «دعوة التنظيم».. وتكون شروط الالتحاق بهذا المستوى:

 

 

 الانتظام لمدة عام - على الأقل - فى مستوى «المنتسب» (أى أنه يُمكن اختصار سنوات المستوى السابق لمن ترى فيه الجماعة قدرات خاصة؛ للانتقال إلى المستوى التنظيمى الأعلى).

 

 

 عدم ظهور عيوب أو مشكلات فى سير «الأخ»، تستدعى مراجعة موقفه.

 

 

 أن يُحقق أهداف المرحلة السابقة (أى: مستوى المنتسب) بنسبة 80 % فى عمومها.. و100 % فى الالتزام والتخلى عن الشبهات. 

 

 

 التحلى بالروح الجماعية والتخلى عن الفردية.

 

 

 التأكد من استعداده [الكامل] للالتزام التنظيمى داخل الجماعة.

 

 

ويتم خلال هذا المستوى استكمال بقية «المناهج التربوية» المعتمدة للمستوى السابق، إلى نهايتها.. وتأكيدًا للارتباط [العضوى] بين مستويى: «المنتسب»، و«المنتظم/ المُدرس»؛ تسرد - هنا - وثيقة «التوثيق والتضعيف» عددًا من الملاحظات [العامة] حول «المرحلة التكوينية»، منها:

 

 

(أ)- إنّ الانتقال من «مستوى المنتسب» إلى «مستوى المنتظم» يكون تلقائيًّا، إذا ما استوفيت الشروط.. خصوصًا: [الانتظام لمدة عام - على الأقل - فى مستوى «المنتسب»/ وعدم ظهور عيوب أو مشكلات فى سير «الأخ»، تستدعى مراجعة موقفه].

 

 

(ب)- إنّ أهداف «مستوى المنتظم/ المدرس»، هى نفسها أهداف «مستوى المنتسب»، وامتدادٌ لها؛ للوصول بالأخ فى نهايتها إلى تحقيق أهداف «المرحلة التكوينية».. وإلى استيفاء شروط الانتقال إلى مرحلة إعداد الدعاة/ مرحلة الأخ العامل (أو ما سيطلق عليه: «مرحلة الموجّه» وفقًا للتسمية الأخيرة).

 

 

(ج)- يُقسّم منهاج التكوين (بجميع جوانبه) تقسيمًا زمنيًا على مستويى: «المنتسب»، و«المنتظم».

 

 

(د)- يكون انفتاح «الأخ» على تنظيمات الجماعة وأفرادها محدودًا خلال وجوده فى «مستوى المنتسب».. مع التركيز على [التقييم الدقيق] لأدائه كعضو جديد فى الصف.. وهو ما يعنى - والقول لنا - أن مساحة الانفتاح تزداد «نسبيًّا» خلال مستوى «الأخ المنتظم»، مقارنة بالمستوى السابق عليه.

 

 

2 حقول التطرف:

 

 

فى سياق تحليل مواد الفروع الخاصة بالمستوى الرابع من مستويات العضوية بالتنظيم الإرهابي؛ يُمكننا إثبات الآتى:

 

 

(1)- يكثف التنظيم خلال هذا المستوى من حالة الالتفاف حول مؤلفات «سيد قطب» بشكل أكبر؛ إذ سيتم الاعتماد - خلال المراحل التالية من العمر التنظيمى للأخ - على مؤلفاته كافة.. ولذلك تم إعادة التأكيد على إقرار كتاب «فى ظلال القرآن» للمدارسة لمدة 20 ساعة خلال هذا المستوى (مستوى المنتظم/ أو المُدرس)، حفظًا وتفسيرًا: من سورة المجادلة إلى سورة الصف.. ويصطف إلى جواره فى «فرع أو مادة القرآن» عددٌ آخر من مؤلفات قيادات التنظيم أو المؤلفات التراثية، مثل: (التفسير الموضوعى للقرآن الكريم/ محمد الغزالي)، و(الدر المنثور، للسيوطي)، و(فتح الرحمن فى تفسير القرآن/ محمد عبد المنعم تعيلب) كمصادر للتعلم الذاتى.

 

(2)- يظهر خلال هذا المستوى أيضًا تأثير الدفع بأعضاء التنظيم حول «ابن تيمية» ومدرسته بشكل تدريجى.. فرغم أن منهج هذا المستوى يرشح فقط كتاب الإيمان، لابن تيمية (كأحد كتب التعلم الذاتى فى مجال العقيدة)، إلى جانب استكمال «زاد المعاد» لتلميذه «ابن القيم» (فى مواد السيرة والتاريخ الإسلامى)، و«مدارج السالكين» (فى فرع التزكية)... فإن هذا الأمر يُعد بمثابة تمهيد للأرض أمام التأثير الجهادى لمدرسة «ابن تيمية» خلال المستويات التنظيمية التالية؛ إذ سيزداد الاعتماد - فيما بعد - على مؤلفات هذه المدرسة خلال المستوى التالى (المستوى التربوى الخامس/ أو مستوى العامل/ أو مستوى الموجّه، كما تم اعتماده أخيرًا)، تحت البند الخاص بمقررات فرع «الصحوة الإسلامية» (وهو ما سنعرض له لاحقًا).

 

 

(3)- تولى مقررات هذا المستوى مزيدًا من الاهتمام بمؤلفات «العمل الحركى» داخل التنظيم؛ إذ من الناحية الفعلية فإن الأخ المنتظم (المُدرس) أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحمل مسؤوليات إخوة آخرين خلال السنوات التالية.. ولذلك تم اعتماد كتاب: «الدعوة إلى الله» للقيادى توفيق الواعى، مسؤول جهاز التربية الأسبق بالتنظيم الدولى (كمنهج أساسى)، بفرع «الدعوة والحركة».. ويصطف إلى جواره (من قبيل التعليم الذاتى) كتب: «الخطابة وفن الخطيب» للواعى أيضًا، و«الدعوة: قواعد وأصول» للقيادى الراحل جمعة أمين، و«تذكرة الدعاة» للبهى الخولى، و«ثقافة الداعية» لمفتى الإرهاب «يوسف القرضاوى»، و«فقه الدعوة إلى الله» لحسن حبنكة، و«قواعد الدعوة إلى الله» للقيادى الأردنى همام سعيد، و«مع الله: دراسات فى الدعوة والداعية» للشيخ محمد الغزالى.

 

 

(4)- يعتمد – كذلك – منهج هذا المستوى ترسيخ قناعة الأخ المنتظم بأن المجتمع يجب بناؤه من جديد على نهج الجماعة، انطلاقًا من إعادة تأسيس البيت على نهج الإسلام مرة أخرى.. لذلك يتم تدريس فرع «البيت المسلم» بالمنهج بنظام الدورات.. وفى الوقع، فإنّ «نظام الدورة» هو إحدى وسائل التربية الأكثر تأثيرًا داخل التنظيم، خصوصًا مع من اقتربوا من الصف الداخلى للإخوان.. إذ يتجمع خلال الدورة عددٌ غير قليل من الإخوان فى مكان خاص؛ لتلقى محاضرات ومدارسات وتدريبات حول موضوع معين من المواضيع التي تتعلّق بالعمل الإسلامى (بشكل مكثف).. لذلك تبدأ مع المستوى الثالث، ويتم تكثيفها مع «المستوى التنظيمى الرابع».

 

 

.. ولذلك، أيضًا، يقرر التنظيم – فى الأغلب – خلال الدورة المقررة لهذا الفرع كتاب «البيت المسلم» لتوفيق الواعى (لمدة 4 ساعات خلال الدورة).. ويتم ترشيح عدد آخر من المؤلفات للتعلم الذاتى لأعضاء الصف الجُدد، مثل: «الأخوات المسلمات» لمحمود محمد الجوهرى.. و«الأسرة المسلمة فى العالم المعاصر» لوهبة الزحيلى.. و«التربية الإسلامية وطرق تدريسها» لعبد الرشيد عبد العزيز.. وغيرها.

 

 

(5)- يكتسب «نظام الدورة» أهمية قصوى خلال هذا المستوى؛ إذ يتم خلاله تنظيم عدد من الدورات لـ «الإدارة والتخطيط» (لمدة 8 ساعات).. و«الشخصية التنفيذية» كتمهيد للمستويات القيادية التالية.. و«مشكلات الأسر» (أى مشكلات الأسر داخل التنظيم لا الأسر بمعناها الاجتماعى).. و«القدرات الذاتية للمعلم».. و«إدارة اللقاءات التربوية».. ولعل دورة «إدارة اللقاءات التربوية» تُعد واحدة من أهم الدورات التنظيمية التي يتم الاعتماد عليها فى «إعداد القيادات المستقبلية للتنظيم»؛ إذ يتم خلالها تدريب «المدرس/ الأخ المنتظم» على آلية التأثير فى الآخرين وتوجيههم وفقًا لأولويات واختيارات التنظيم.

 

 

.. وبحسب وثيقة «إدارة اللقاءات التربوية»، فإن اللقاء التربوى هو:

 

 

 لبنة أساسية فى المجتمع الدعوى تربط الأفراد بعضهم بعضًا؛

 

 

 خلية عمل، لتفجير الطاقات والتعرف على الإمكانيات وصبها فى أنشطة التنظيم؛

 

 

 على أن يتكون هيكل اللقاء من: (مربى: هو مسؤول اللقاء/ وأفراد: ما بين خمسة إلى سبعة/ وموعد أسبوعى).

 

 

3 معايير التصعيد:

 

 

اعتمادًا على «وثيقة المراحل التربوية»، فإن ضوابط ومعايير وإجراءات التقييم الخاصة بالمستوى الرابع داخل التنظيم الإرهابى (مستوى المدرس/ الأخ المنتظم)، يُمكن تلخيصها فى الآتى:

 

 

(*)- الالتزام بنسبة حضور لا تقل عن 96 %.

 

 

(*)- الالتزام بتحضير فقرته العلمية وتقديمها بنسبة أداء لا يقل عن 90 %.

 

 

(*)- فهم واستيعاب حقائق علوم المرحلة وقيمها بنسبة لا تقل عن 93 %.

 

 

(*)- اكتساب المهارات المستهدفة فى المنهج بنسبة لا تقل عن 90%.

 

 

(*)- تنفيذ ما يكلف به ويوكل إليه بنسبة التزام 100 % وبنسبة إتقان لا تقل عن 90 % .

 

 

(*)- أن يكون مثالًا صالحًا للالتزم التنظيمى.

 

 

(*)- العمل على تأسيس بيته المسلم على شريعة الإسلام وتوجيهات المؤسسة - أى الجماعة - بنسبة لا تقل عن 93 %. (راجع فى هذا مستهدفات منهج «البيت المسلم» التي أشرنا إليها بالفقرة 4 من: حقول التطرف).

 

 

(*)- الإسهام والمشاركة فى أنشطة المجتمع الخاص بالمؤسسة بنسبة 93 % والمجتمع العام (الأمة) بنسبة 90 %.

 

 

(*)- تسديد أسهم الجمعية (أى: اشتراكات الجماعة) بنسبة لا تقل عن 100 %.

 

 

(*)- الانضباط فى القول والعمل بنسبة لا تقل عن 95 %.

 

 

(*)- الإيجابية والتفاعل مع الأحداث بنسبة لا تقل عن 93 %.

 

 

(*)- أن يكون له إسهامات فكرية ودعوية ملحوظة.

 

 

(*)- أن يكون له دور واضح فى العمل العام والخاص.

 

 

(*)- أن يمثل اتجاه الجمعية، محيطًا بالواقع القُطرى (أى واقع دولته)، وظروفه: دعويًّا وسياسيًّا.

 

 

(*)- التعارف الوثيق بنسبة لا تقل عن 100 % مع الإحاطة بجميع الظروف والملابسات المحيطة به (أى أن تكون أحواله معروفة لدى التنظيم بشكل كامل).

 

 

(*)- توافر شروط التقويم الجيد موضوعيًّا فى تطبيق الضوابط والمعايير، وذاتيًّا بالتجرد من المؤثرات الشخصية بنسبة لا تقل عن 100%.

 

 

(*)- لا ينقل الدارس من هذه المرحلة إلى التي تليها إلا بعد استيفائه مستهدفات المرحلة وشروطها كاملة وغير مسموح التجاوز فى شىء منها.

 

 

4 الانسلاخ من الوطن:

 

 

بشكلٍ عام، واستنادًا إلى «الوثائق التربوية» الخاصة بـ«مرحلة التكوين» داخل التنظيم الإرهابى – أى المرحلتين: الثالثة، والرابعة – فإنَّ ترسيخ الولاء للتنظيم (فى مقابل الانتقاص من الولاء الوطني) يحتل مرتبة الأولوية، والغاية الرئيسية فى مراحل التربية عند الإخوان.. إذ تؤسس هذه المرحلة لتولى المسؤولية داخل الجماعة، فيما بعد.. وعلى هذا، فإنّ «المستوى الخامس» (أى: مستوى الأخ العامل/ أو مستوى الموجّه)، هو المتمم لبناء الفرد الإخوانى، ووضع الأسس الكاملة ليكون لبنة فى بناء التنظيم، وإحدى ركائز «المجتمع المسلم» الذي تسعى الجماعة لصياغته وفقًا لرؤيتها الخاصة (!).. ولهذا - بحسب تعبير الوثائق نفسها - لا بد من العمل على تهيئة ورفع قدرات الأخ؛ ليكون مؤهلًا لحمل عبء دعوته على المستويين: (الفردى والجماعى).. وهو ما ستكون لنا معه وقفة تالية.

 

.. يتبع

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز