عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أتذكر ذلك اليوم

أتذكر ذلك اليوم

أتذكر ذلك اليوم حيث كنت في إجازة بقريتنا في سوهاج، وأثناء زيارتي إلى زميل صحفي بجريدة "العربي" الناصري يقيم في مدينة ساقلتة، تناقش معي شقيقه الإخواني في مقال كتبته عن ضرورة فض اعتصام "رابعة العدوية" وألا يترك كبؤرة للفوضى.



ونصحت وقتها سكان منطقة "رابعة العدوية" بإقامة دعاوى قضائية ضد المعتصمين لما يلحق بهؤلاء السكان من ضرر وتضييق عليهم المعيشية.

 

وتجادل معي الإخواني- الهارب حاليًا إلى السودان- بأن الاعتصام سلمي ولا توجد به أسلحة ولا مسلحون، وتحداني أن أذهب معه إلى الاعتصام، ويجعلني أتفحص كل جنباته؛ حتى يثبت لحضور نقاشنا أنني على باطل، فقلت له: وأنا قبلت التحدي وسأذهب معك، وأعدك إذا لم أجد سلاحًا في الاعتصام سأكتب ذلك في مقالي بصحيفة "روزاليوسف اليومية" بزاوية "الركن الهادئ" آنذاك.

 

وعدت إلى قريتي، وفي المساء، ونحن نتسامر قلت لإخوتي حدث كذا وكذا، فحذروني من الذهاب إلى "اعتصام رابعة"، فالإخوان يضربون كل من يختلف معهم ونشاهد على التليفزيون بعضهم يضرب والبعض الآخر يحاول إنقاذ ضحية الإخوان من بين أيديهم، قلت: وعدت الرجل، ولم أعد أحدًا في حياتي وخلفت بوعدي، كان ذلك يوم الاثنين.

 

وظللت أفكر كيف أفي بوعدي وأعرض نفسي للمخاطرة، وقلت بيني وبين نفسي: "حلها أنت يا رب". وبينما كنت نائمًا في بيت العائلة بسوهاج رن هاتفي المحمول صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013، وإذا بالمتصل شقيقي "نادي"، وأبلغني أنه يتم حاليًا فض اعتصام رابعة، هرولت إلى التليفزيون أشاهد أعمال الفض، وأنا في غاية سعادتي، فهذه البؤرة الفوضوية، كانت تهدد كيان الدولة، واستمرارها خطر كبير على الدولة المصرية، وأنقذني الله من أن أخلف وعدًا قطعته على نفسي.

 

أتذكر ذلك اليوم، الذي تمر عليه 7 سنوات، نجت خلالها مصر من الفوضى والانهيار، وشبه الدولة، ووضعت في مكانها الطبيعي، دولة قوية الشكيمة، يخشاها كل طامع، ومتأمر، ومغامر.

 

أرادت قطر بالتحالف مع تركيا، أن تكون الوكيل الوحيد في العالم المستحوذ على تجارة الغاز الطبيعي، لكن كان للدولة المصرية رأي آخر، القول الفصل، إنها هي من تقرر، ودخلت عصر الغاز الطبيعي بكل قوة، وأنشأت منتدى غاز شرق المتوسط.

 

وانهارت أحلام قطر وتركيا، بينما مصر تسير في طريقها إلى الأمام بكل قوة من خلال المشاريع القومية، حيث تنجز كل ثلاثة أيام مشروعًا قوميًا.

 

وتشير كل التقارير والإحصائيات الدولية، إلى أن مصر ستكون بحلول عام 2030 من أقوى 10 اقتصاديات في العالم. لعلي أستعير هنا كلمات الشهيد الراحل الزعيم محمد أنور السادات في خطاب انتصار أكتوبر، سيجيء يوم نتحدث فيه ونروي عن دور كل منا في بناء هذا الوطن، ونذكر دور الأبطال الذين قادوا مرحلة من أخطر المراحل في تاريخ الأمة المصرية، وكيف عبروا بسفينتها وسط الأمواج المتلاطمة إلى بر الأمان.

 

وكيف أنقذ هؤلاء الأبطال مصير 100 مليون مصري من التشتت والضياع في الصحاري إلى العيش في وطن، آمنين على مصيرهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم في وطن آمن قوي حصين.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز