وسائل إعلامية ترصد معاناة سوريا بسبب الحرب وتداعيات وباء كورونا
رصدت وسائل اعلامية الوضع المتردي الذي تعاني منه سوريا فى ظل الحرب بجانب انتشار وباء كورونا .
وقالت : لم يرغب العقد الأخير أن ينقضي دون أن يضيف مأساة جديدة على قائمة المأسي التي يعاني منها الشعب السوري في الوقت الحالي، هذه المأساة هي فيروس كورونا.
وبعد 10 أعوام من الحرب التي تسببت في نزوح الملايين من السكان وتحكم جماعات إرهابية، مثل داعش وجبهة النصرى في مصير جزء أخر من الشعب، جاء الدور على أزمة جديدة تثير ذعرا شديدا للمواطنين في بلد أنهكته الحرب.
وتشهد إصابات فيروس كورونا خلال الفترة الأخيرة تصاعدا ملحوظا على الأراضي السورية، إذ وصل العدد الإجمالي إلى 3334 حالة إصابة منها 145 وفاة، مع إعلان الحكومة السورية تسجيل 75 حالة مؤخرا، منها 3 وفيات، التي تضاف إلى 16 أخرى سجلت خارج الأراضي غير الخاضعة لسيطرة النظام.
ورغم هذه الأرقام، إلا أن وسائل إعلامية وناشطين يشككون في مصداقيتها، بسبب عدم توسع إجراءات الفحص التي تجريها وزارة الصحة السورية، مع تأكل النظام الصحي على مدار 10 أعوام من الحرب.
وفي نهاية يوليو الماضي، أقرت وزارة الصحة السورية بأن الإحصاءات التي تنشرها فيما يتعلق بالفيروس، ليست معبرة عن حقيقة الوضع، مشيرة إلى أن هذه الاحصاءات مسجلة لحالات ثبتت نتائجها بعد خضوعها لفحوصات الكشف عن الفيروس.
وبينت الوزارة انها اتخذت بعض الاجراءات لكبح جماح الفيروس، منها منع الحفلات الفنية وتعليق المناسبات الاجتماعية والأفراح والتعازي، وخفض الإشغال القصوى في المطاعم والمقاهي إلى 50%.
يثير الوضع في سوريا قلق منظمة الصحة العالمية، التي أشارت على لسان مديرها الإقليمي، ريتشارد برين، في نهاية يونيه الماضي، إلى أنه رغم انخفاض عدد الإصابات في سوريا، إلا أن هناك خطر حدوث انفجار في عدد الإصابات في المستقبل القريب.
تعزي هذه المخاوف إلى تدهور الوضع في سوريا جراء الحرب التي تعيشها البلاد منذ 2011، والتي تسببت في نزوح ملايين المواطنين والعيش في ظروف حياة قاسية أو الانتقال إلى معسكرات لاجئين، لا تسمح لهم بتوفير وسائل الحماية ضد كورونا.
الوضع المزري للمستشفيات وتأكل النظام الصحي جراء الحرب وعدم قدرة الحكومة على تحسينها مع انهيار الاقتصاد، تضاعف الرعب لدى الشعب السوري، ففي تقرير لمجلة "فورين بوليسي"، أوضح طبيب سوري أن البلاد بحاجة إلى إجراء 10 ألاف فحص للكورونا يوميا، ولكن لا تتمكن سوى من إجراء 1000 فقط، مرجحا أن الوضع سيتفاقم خلال الفترة القادمة.



