عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

 حكاية سيناوي جرع وزير الدفاع الإسرائيلي كأس المر

سالم الهرش الذي لقن ديان درسا في الوطنية
سالم الهرش الذي لقن ديان درسا في الوطنية

تمر الأيام وتطوى السنون والدهور، وتبقي سير البطولة منارة تهتدي بها الأجيال جيلًا بعد جيل.



 

ويظل الموقف البطولي للشيخ سالم الهرش شيخ مشايخ قبائل سيناء شاهداً على وطنية أهل أرض الفيروز، فعقب احتلال إسرائيل لسيناء في عام 1967.

 

أراد وزير الدفاع الإسرائيلي، "موشي ديان" انفصال سيناء، عن السيادة المصرية وتدويلها، ومن أجل ذلك توددت السلطات الإسرائيلية، أغرقت أهالي سيناء بالخيرات، حتى تهيأ لإسرائيليون أن أهل سيناء، يفضلونهم على وطنهم مصر.

 

اجتمع ديان بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل في سيناء.

 

وتواصل الشيخ سالم الهرش مع المخابرات المصرية، وابلغها بتفاصيل المخطط الإسرائيلي، فقامت بتكليف الضابط السيناوى محمد اليماني بمتابعة القضية، حيث طلب من المشايخ وفق تعليمات من القاهرة بمواصلة خداع ومجاراة إسرائيل في طلبها، وقام برصد تحركات العدو الصهيوني واتصالاته الدولية، في الوقت الذي وافقت فيه أمريكا وعدد من حلفائها على دعم القضية في حالة موافقة أهل سيناء على التدويل في مؤتمر عام يراه العالم كله.

 

  وبناءاً على الاتفاق المسبق بين الهرش والمخابرات المصرية، أبدى شيخ مشايخ سيناء، ترحيبًا بذلك، وأقنعه أن الأرض مهيأة للإسرائيليين تمامًا، فأعطى الضوء الأخضر لوزير الدفاع الإسرائيلي الذي بدأ بالإعداد لمؤتمر "الحسنة"، وفيه عزم على إعلان سيناء دولة مستقلة تحت السيادة الإسرائيلية بموافقة أهالي سيناء.

 

وأعد "ديان" عدته، وأحضر أشهر مخرج إيطالي لنقل فعاليات المؤتمر على الهواء، كما استضاف مجموعة من رجال "الأمم المتحدة"، ولم يتبق الآن سوى عقد المؤتمر على السيناريو المطلوب.

 

وفي يوم 31 أكتوبر من عام 1968 امتلأت إحدى الخيام بالمصورين وأبناء قبائل سيناء ورجال الجيش الإسرائيلي بحضور "موشي ديان"، الذي ترقب اللحظة الحاسمة التي سيلقي فيها شيخ مشايخ سيناء سالم الهرش كلمته.

 

وفي مؤتمر الحسنة الذي أقامته السلطات الإسرائيلية بوسط سيناء يوم31 أكتوبر عام 1968 الذي من المفترض يرفض المشايخ تبعية سيناء للدولة المصرية ونزع عنها مصريتها وعروبتها.

 

وتم تفويض الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث عنهم أمام الإسرائيليين فقال: أترضون بما أقول؟ فقالوا: نعم. وبينما موشي ديان ينتظر لحظة التدويل.

 

ووقف البطل شيخ مشايخ سيناء أمام المؤتمر، وقال بصوت هادر إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء في يد مصر، سيناء مصرية مائة في المائة ولا نملك فيها شبرا واحدًا يمكننا التفريط فيه.

 

عقب المؤتمر قامت السلطات الإسرائيلية اتخاذ إجراءات قمعية عنيفة ضد السكان واعتقل 120 من المشايخ والمواطنين، أما الشيخ سالم الهرش استطاع الهروب من سيناء عبر الأردن، ومنها إلى مصر وقام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريم الشيخ سالم الهرش وأهداه نوط الامتياز من الطبقة الأولى.

 

وعقب انتهاء حرب أكتوبر في 1973 تقوم القوات المسلحة بإحياء هذه الذكرى في 31 من أكتوبر كل عام.

                

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز