عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
نساء "روز اليوسف" 6

نساء "روز اليوسف" 6

الشريكة المتفانية وسيدة الأحاديث ورافضة الحجاب!



 

..ويبقى في عنقود نساء "روز اليوسف" حبات سِت، لكل واحدة حكايتها مع القلم والورق والحبر, ومع المؤسسة العريقة التي فتحت لهن صدرها, وقلبها, وصفحاتها, ومنحتهن فرصة الكتابة والإبداع. الكلام حول دور المرأة في الصحافة المصرية, سال من أجله حبر كثير, وأديرت حوله مناظرات, لم يخرج الأمر فيها إلى صدامات القول, حول أثر وتأثير من كتبن وأبدعن في المجلات والجرائد, في عموم الصحافة في مصر والعالم العربي كله. وفي كل ذلك, بقيت "روز اليوسف", المؤسسة والمجلة, و بنتها "صباح الخير", المرجل الذي صهر مواهب كثيرات, كانت تولتهن ورعتهن, فأعطت مهنة المتاعب صحافيات, على سلامة ذوق, وطلاقة فكر, ونقاوة وجدان, وخفة ظل. سَكَن الإبداع في أقلامهن, وتركن على الورق إجادات ممتعات, إن في التحقيق, أو المقال، أو الحديث, أو القصة.  ولقد تمكنت الصحافيات الست اللائي نحن بصددهن, (ونحكي  ها هنا عن ثلاث  منهن), من الموازنة بين "حياتين", و"عالمين": الحياة  الأسرية الخاصة, بمسؤولياتها وعالمها الخاص، والحياة الصحافية, بكل مشاكلها وشؤونها، وشجونها ومتاعبها.. فما كانت الغلبة للأولى على الثانية, ولا للثانية على الأولى, إنما تآلف, وتوافق وتناغم.

 

نجاح عمر

قبل قصة حب ثم زواج, محمود المراغي, صاحب القلم السيال في الشؤون الاقتصادية في مجلة "روز اليوسف", ونجاح عمر, الكاتبة المبدعة في مجلة "صباح الخير"، لم تكن قصص الحب والزواج مألوفة في " مؤسسة روز اليوسف". بعدهما, وفي سنوات لاحقات، كرّت حبات السبحة, حب وزواج: محمد بغدادي وكاميليا عتريس، عزت الشامي وسلوى الخطيب، محمود سعد ونجلاء بدير. 

 

ما افترقا يوما, حتى عندما انضمت نجاح إلى أسرة "صباح الخير" في الطابق العلوي من المبنى, كان محمود يتردد على مكتبها. يحضران معاً كل صباح وفي نهاية النهار, تنتظره ليعودا معا.  جمعتهما مشاريع صحافية عديدة, فكان من الصعب بمكان، ذكر  محمود المراغي من دون نجاح عمر. هي إلى جانبه, قلمها رافقه في الصحف التي تنقلا بينها, كاتبا له مسيم خاص في الكتابة,  في "مجلة العربي" وفي  جريدة "الأهالي" وجريدة "العربي" الناصرية الهوى,  و"الموقف العربي", و"البيان", و"العالم اليوم" وغيرها.. إلى جانب "روزاليوسف".   انضما إلى" الاتحاد الإشتراكي العربي" ، التنظيم السياسي اليتيم على عهد  جمال عبد الناصر, وكانا بين مجموعة من الكتاب والصحافيين الذين شاركوا في صياغة العلاقة بين الصحافة والسياسة, معهما كان محمد عودة، كامل زهيري، محمود السعدني، حسين فهمي، يوسف الشريف، عبد العظيم مناف، حسنين كروم، حسين عبد الرازق وصلاح عيسي.

 

في فترة من الفترات في  مجلة "روزاليوسف", كان نائبا لرئيس التحرير. كما ترأس تحرير جريدة "الأهالي", لسان حال "حزب التجمع", الماركسي النزعة والهوى, على زمن رئاسة خالد محي الدين مجلس إدارتها. كما اختير لتولي رئاسة تحرير جريدة "العربي" الناصرية وبالطبع شاركته زوجته نجاح عمر كرئيس لقطاع الأخبار، تجمعهما رؤية واحدة حول دور الصحافة التفاعلي الإيجابي مع المجتمع والسلطة الحاكمة، كان أملهما بناء مدرسة صحافية على صيغة ديمقراطية تضم كل القوى الوطنية بعيدة عن الحزبية.

 

ولم ينجحا في تنقية الصحافة من التبعية والارتماء في أحضان السلطة! وعندما سافر محمود المراغي إلى السويد, للمشاركة في احتفالية حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب, كانت نجاح إلى جانب الرجل الذي أحبته ووهبته عمرها, وأولاده و... كانت حبر قلمه. وكانت نجاح عمر إلى جانب زوجها, لما انضما إلى  مجلس إدارة جريدة "الموقف العربي" التي رأس تحريرها عبد العزيز مناف بعد إغلاق عدد من المجلات الفكرية والثقافية, ومنها "الطبيعة", و"الكاتب" والمصادرة المستمرة لجريدة "الأهالي", وكانت أحد أبرز الصحف الحزبية الملتزمة, في ذياك الزمن, فجذبت العديد من الصحفيين المبرزين, كما استقطبت شخصيات, لها ما لها من وزن تاريخي أمثال فتحي رضوان، ضياء الدين داود ومحمد عودة.  كتبا معاً في مجلة "العربي" الكويتية التي رأس تحريرها  الدكتور  أحمد زكي، في العدد 323  الصادر في  الأول من أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1985 كتبت نجاح عمر مقالاً بعنوان " في يوبيله الفضي.. السد العالي يتحرك" وكتب محمود المراغي "المتهم البريء في إفريقيا".  على الرغم من عملهما في جهات إعلامية مختلفة، إلا أنّ مواقفهما لم تتبدل في المعارك التي خاضاها دفاعاً عن قيم العدل والتقدم.  لكن علاقة الحب النادرة والمشاركة المهنية الناجحة انتهت وهما في ذروة تألقهما, فطوت المنون بساط عُمر نجاح عُمَر, وبقي محمود وحيدا, إلى أن اختار في سنواته الأخيرة الصحافية نور الهدى زكي زميلته في جريدة "البيان" زوجة ثانية, رافقته حتى نهاية العمر الذي انتهى بحادث سيارة لم ينجح الأطباء في إنقاذه بعده، وترك خلفه الذكريات للأبناء والأحفاد.  

 

فاطمة العطار

كان أحمد بهاء الدين يوصل النهار بالليل, في التحضير لإصدار "صباح الخير", التي رمتها الست روز في أحضانه. و"الأستاذ", يومها, على الرغم من هدوئه وترّويه, كان  بادي القلق والتجهم, وهو في خضم وضع اللمسات الأخيرة  للعدد الأول.  رماها بنظرة مستفسرة, بادلها ابتسامة تألقت على شفتيها الدقيقتين, حطَ عيناه على وجه مديحة عزت, التي كانت تعمل في سكرتارية مجلس إدارة تحرير الدار, الواقفة إلى جانب تلك الفتاة البهّية الطلّة. "فاطمة العطار" قالت مديحة عزت بنبرة هادئة, مدَ "الأستاذ" يده, نام كف الفتاة في كفه, سمع من الفتاة كلاما استملحه, وانشرح صدره لما أخبرته أنها كانت تعمل مع المناضلة درية شفيق, رائدة تحرير المرأة في مصر, التي إليها يعود الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح, و تم إقراره في دستور سنة 1956. وتمضي فاطمة العطار تسرد, كيف أنها قُبِلت في مجلة "بنت النيل", محررة تحت التمرين, (ولمن لا يعرف, فإن تلك المجلة أصدرتها درية شفيق سنة 1954, كما أصدرت مجلة "الكتكوت" للأطفال).

 

 

 

              

 

فرَ "الأستاذ" بأصابعه قصاصات مقالاتها, كانت فاطمة جمعتها في ملف, تروى في قراءتها, فلمس, وهو ينقل نظره في الأعمدة المطبوعة, حسّ مرهف, ودقة في الوصف, وبراعة في انتقاء العبارات, واستنارة في التفكير, كل ذلك بأسلوب ناصع اللغة والبيان, وذوق فيه مثال الدقة والرصانة.. فلم يتردد "الأستاذ" في ضمها إلى أسرة المجلة التي كانت تولد بين يديه ومن صرير أقلام الصفوة من الصحفيين الشباب, والصحافيات الموهوبات. فدخلت المكتب الذي دخلته قبلها, زينب صادق, فوزية مهران, نجاح عمر, إيريس نظمي (التي لم يدم مكوثها في "صباح الخير" طويلا, فتركتها إلى "دار أخبار اليوم"), هدى توفيق التي هي الأخرى تركت "صباح الخير"، وفضّلت "الأهرام" عليها, وارتاحت للعمل فيها.

 

مشى قلم فاطمة العطار في صفحات المرأة, وتفننت في الكتابة عن الأزياء والموضة, بأسلوب جاذب, فيه انتقائية ملفتة للغة, فأدخلت عبارات جديدة في وصف الأزياء والموضة الآتية من بيوتات الأزياء الفرنسية المعروفة. إلا أن فاطمة العطار مالت إلى إجراء الأحاديث والمقابلات الصحفية, فأجادت فيها, أسعفتها طلّتها البهّية, وأناقتها, ونبرات صوتها الهادئة, وثقتها الكبيرة  بالنفس, إلى جانب ثقافة واسعة المدارك, سمحت لها كيفية اختيار الأسئلة, وصياغتها بشكل لافت, ومناقشة الأجوبة, إضافة إلى قدرتها على كسر الجليد, بسرعة, مع المتحدث إليها, فتشعره بالراحة, والاطمئنان, وهو يتلقى منها الأسئلة المحرجة, فيجيب عنها بلا تردد. مدخلها إلى مشاهير الفن, كان عمر الشريف, الذي قابلته, وحادثها بتلقائية, وعبَر لها, من دون مواربة أو تحفظ, عن كتمات صدره، وعن حبه لفاتن الحمامة, على الرغم من الفراق. وتوالت المقابلات والأحاديث الصحافية: عبد الحليم حافظ حكى لها ولم يتردد, تحية حليم, الفنانة التشكيلية, باحت لها بكل ما خفي عن فنها وحياتها, ومرَت بأسئلتها على رائدات العمل الاجتماعي, ليلى دوس وعزيزة حسين.

 

ولم يتعب قلم فاطمة العطار من الأسئلة, وتهافتت عليها زوجات المسؤولين السياسيين وكبار العسكريين: زوجة المشير أحمد إسماعيل, وزوجة حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية, وزوجة الدكتور عبد العزيز حجازي.. وذروة لقاءاتها الصحافية كان لقاء المشير محمد عبد الغني الجمسي, الذي أحدث دويا بعيد المدى. إلا أن لقاءاتها المتكررة وأحاديثها مع جيهان السادات, كانت اللؤلؤة في تاج عمل فاطمة العطار الصحافي, فقد نشأت بينها وبين جيهان السادات صداقة, مذ كان زوجها رئيسا لمجلس النواب, واستمرت حتى بعدما أصبح رئيسا للجمهورية, وأصبحت هي "سيدة مصر الأولى". حكت فاطمة العطار عن علاقتها الوثقى تلك, لما سألتها مها عمران, ونشرت ردها في "صباح الخير": "في إحدى المرات هاتفتني السيدة جيهان السادات وقالت إنها تريد أن تراني فورا، فتلعثمت قائلة:  "إن طفلتي ذات الثلاث سنوات لا يوجد حاليا من أتركه معها".

 

فقالت لي في بساطة: "أحضريها معك".  وفعلا ذهبت بابنتي «شيري» للقاء سيدة مصر الأولى في بيتها وكنت في منتهى الحرج عندما فقدت السيطرة على ابنتي وبدأت تتجول  وتجري في أنحاء المنزل والسيدة جيهان تبتسم وتضحك قائلة: «لقد فكرتني شيري بأولادي عندما كانوا صغارًا».. وأذكر في مرة أخرى وأثناء إجراء حوار معها أنني كنت صائمة، فاعتذرت عن شرب العصير الذي قدموه لي فلما حان موعد المغرب فوجئت بالسيدة العظيمة جيهان السادات تحمل لي صينية الطعام، وأصرت على أن أتناول إفطاري قبل أن نستكمل حديثنا!".

 

 بعد حرب 1973 لما  استردت مصر ارض سيناء، أحبت السيدة الأولى تكريم سيدات الهلال الأحمر لدورهن البارز في أرض المعركة, فأعطتهن الحرية لاختيار التكريم، فاخترن أداء العمرة، وضمت للوفد 3 إعلاميات للسفر واختارت السيدة صفية المهندس من ماسبيرو، وحسن شاه و"صديقتها" فاطمة العطار من الصحفيات. أوصت السيدة الأولى المسؤولين في المملكة بفتح أبواب الكعبة وإتاحة الصلاة  للوفد داخله. اعتبرت فاطمة إنها أعظم مكافأة لها في حياتها المهنية. وبعد رحيل رفيق عمرها و حبها الوحيد, المحامي عاطف الجوهري، تفرغت فاطمة العطار لرعاية ابنتهما " شيري".

 

إقبال بركة

صالح مرسي, كاتب قصة "رأفت الهجان", صيّاد حكايات الجواسيس, مولع بالبحر, من ساعة تسبح الشمس على وجه الموج في زيارة والهة, حتى تتعب, ويحمر وجهها, فتختفي خلف البحر وتغيب, فيأتي المراكبية, ويخرج من البحر رجال, غسل الماء عذاباتهم اليومية,  والشمس  ترشقهم بالعرق المالح, في سلالهم من بطن البحر قوت ورزق. وصالح مرسي, يعشق التيه في حواري "الأنفوشي" و"رأس التين", صديق "الفلايك" وسمير حكاء الميناء. وهو الضابط البحري, الذي هجر البحر, وخلع بزّته, ونزل المحروسة, ليمشي قلمه في صفحات "صباح الخير", محررا لا ينضب له معين. لم يتوان في العمل نادلا في مقهى  حي "السيدة زينب", ليرقب ويشاهد ويعاين, وينقل ما راقب وشاهد وعاين في رواية "الكذاب". عندما انتقل صالح مرسي إلى منزل جديد في "المقطم", دعاني ولفيف من زملاء دربه في "صباح الخير", لسهرة في البيت الجديد. كانت الدنيا صيف.. سجا الليل ليلتها, النجوم تزركش وجه السماء, تتلامح ساهرة في العتمة, والقمر ليلتها, أوى إلى أحضان شجرة يتيمة, ذات أوراق عالية, كما يؤوي الطير إلى عشه. همس نسيم طري, في محاولة يائسة لترطيب الجو الحار, والهضبة العليا في مدينة "المقطم" ترقد في سكون ظلامها, مرتفعة 240 كيلو مترا عن سطح البحر, على رقعة 14 كيلو مترا.

 

والسهرة, لم تكن للتهنئة بالبيت الجديد, فحسب, إنما لإقناعنا بشراء قطعة أرض في هذه المنطقة ذات الأجواء المميزة لرخصها, فمتر الأرض فيها  لا يزيد على 3 جنيهات والمنطقة هادئة, لم يكن عليها أكثر من بنايات أربع, وعدد قليل من الفيللات يسكن إحداها يوسف السباعي، الأديب والوزير المغدور, وعلى مساحة صغيرة أسس الزميل الرسام مأمون منزل بسيط بناه بنفسه. 

 

 

إقبال بركة

 

وطلّت علينا, فتاة في مقتبل العمر, بهية المحيا.

"إقبال بركة... جارتي".

قال صالح باعتداد و تباه.

والبنت الإسكندرانية درست الأدب الإنجليزي بلغة شكسبير التي أجادتها في جامعة الإسكندرية و نالت إجازة فيه سنة 1962، فعملت أولا في  العلاقات العامة بإحدى الشركات الهولندية، وانصرفت بعدها إلى تدريس اللغة الإنجليزية  في مدرسة " كنفان" في دولة الكويت. وعادت إلى مصر لتعمل مذيعة في الإذاعة المصرية الموّجَهَة باللغة الإنجليزية.

 

  أخذ صالح مرسي بيد بنت الإسكندرية, وقدمها إلى الراهب مكتشف المواهب لويس جريس, وبإشرافه بدأت إقبال بركة التمرين, لتنضم  في خواتيم الستينات إلى جهاز "صباح الخير".  نشر لها لويس جريس أول قصة في الوقت الذي كان يشارك محمود السعدني رئاسة تحرير "صباح الخير", وكما لويس جريس, وجد السعدني في إقبال بركة, موهبة لا بد أن تصقلها التجربة, فدفعها الى الكتابة. قدمت أسبوعياً باب "يوميات امرأة عاملة" في  نقد جريء, ساخر لاذع، كما ناقشت العديد من القضايا السياسية في "روزاليوسف" تحت عنوان "فضفضة". طرحت قضية وضع المرأة في الإسلام من خلال أحاديث, على جرأة وصراحة وفهم, مع مفكرين إسلاميين, واتسم نقاشها ونزالها الفكري والفقهي مع أولئك المتفقهين العلماء، بالتنور، وبعقلية امرأة مثقفة تعيش عصرها. طرحت للنقاش ظاهرة انتشار الحجاب بين النساء العربيات، وما تثيره هذه الظاهرة من الهواجس والقلق لدى المثقفين المسلمين,  والريبة والتوجس من الغرب..

 

 إضافة إلى الجدل بين المسلمين, معارضين ومشجعين لتلك الظاهرة, وازدياد أعداد المحجبات.   في توطئة  كتابها "الحجاب.. رؤية عصرية"، تُرجع إقبال بركة تفشي هذه الظاهرة وانتشارها للتمدد  الفكر السلفي بين الفقهاء المعاصرين، الذين تقاعسوا عن تقديم تفاسير عصرية, تواكب التطورات السريعة في المجتمع البشري.  كل هذا والمرأة صاحبة الأمر صامتة لا تشارك، وإن أفصحت برأي فعلى استحياء شديد.

 

وتتساءل إقبال بركة:  هل صمت المرأة هو الدليل على اقتناعها، أو هو صمت المستسلم المقهور, أو أنه بسبب من عدم توفر الوعي لديها، والاعتقاد بأن الحجاب فريضة كل مسلمة, أو هي مرغمة على ارتدائه دون اقتناع كاف؟  وتعترف إقبال بركة, أنه ثار في منتصف السبعينيات جدلا حول وضعية المرأة وتكررت في الصحف العربية كتابات تهاجم النساء العاملات, وتطالب بعودة المرأة إلى البيت والاكتفاء بتأدية دور الزوجة والأم, وشاع فكر يهاجم سفور المرأة واختلاطها بالرجال واشتراكها في الحياة العامة, وينتقد مطالبتها بالمزيد من الحقوق بدعوى أنه تقليد أعمى للغرب.

 

 في حوار بُث على الشاشة الصغيرة, قالت إقبال بركة:  "أن الحجاب في القرآن الكريم يعني "ساتر", ولا يعني أبداً غطاء للرأس، لافتة أنه لا يوجد دليل واحد على ضرورة فرض الحجاب على نساء المسلمين، ومع ذلك ظل الحجاب مفروض عليهن طيلة 1400 سنة".   سال حبر إقبال بركة في أكثر من 15 عملا أدبيا, بين الرواية, والقصة القصيرة, وأدب الرحلات, والحوارات الدينية, والخواطر, والنقد الأدبي والتاريخ الاجتماعي.  ولقد كان نجاح وبروز إقبال بركة في "صباح الخير" سببا في طلب النقيب والكاتب مكرم محمد أحمد, بأن تتولي رئاسة تحرير مجلة  "حواء" النسائية الصادرة عن دار الهلال.

 

 حصلت إقبال بركة على جائزة الدولة للتفوق في الآداب, ولُقِبَت بأفضل كاتبة في استفتاء "أوسكار" إذاعة الشرق الأوسط, ومازال حبر إقبال بركة يسيل أسبوعيًا على صفحات "حواء" و"الأهالي" و"المصري اليوم".   ..ويبقى في العنقود حبات ثلاث: ماجدة الجندي, درية الملطاوي وكريمة كمال.  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز