د. محمد فضل الله
المكتبة الشبابية الرقمية
كنت قد تحدثت في مقالي الأخير عن مفهوم القوة العظمى وقدرة الشباب على إحداث طفرات نوعية في المجالات والفروع كافة، نظرًا لما يمتلكونه من قدرات ومهارات عديدة نعول عليها في مسيرة البناء والتنمية.
ربما يعجبك
وعندما نتأمل كيفية الاستثمار في تلك الشريحة الكبرى والمهمة من تعدادنا السكاني نجد أن السبيل الأمثل هو تأسيس مظلة مبتكرة تحتوي أفكارهم وتناقش مقترحاتهم وتستقطب المميز منها لتطويره والعمل على تطبيقه بصورة عملية.
فكرة إطلاق المكتبة الشبابية الرقمية اعتبرها امتدادًا لمنصات التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية المستمرة، والتي استهدف من خلالها تدشين كيان معتمد لتبادل الأفكار والمعارف كغيره من المؤسسات الموجودة على أرض الواقع ولكن بصورة رقمية مع إدارة شبابية كاملة، تنتقي الموضوعات محل الأهمية المراد طرحها ومناقشتها بأجندة سنوية محددة تضم فعاليات ومؤتمرات وندوات وورش عمل على كل المستويات محليًا ودوليًا وتتوافق مع رؤية مصر تجاه إفريقيا وتجاه العالم.
والهدف من وراء إطلاق هذه المكتبة يتمثل في وجود مرجعية رقمية موثقة تشمل التوصيات والمخرجات والنتائج لكل موضوع تبنته تلك المنصة، مع توفير الكوادر وأصحاب الخبرات والتجارب الشبابية الناجحة في أي قطاع كان والاستفادة منهم بالصورة التي تعود على شبابنا بالفائدة المرجوة.
فعند وجود تلك القاعدة الرقمية الذاخرة بالموضوعات والنقاشات الثرية التي سيكون الوصول إليها متاحًا للجميع بعد تطبيق شروط التسجيل المتعارف عليها للتأكد من مدى الاستفادة، نكون قد أسسنا إرثًا ثقافيًا رائدًا لكل الأجيال المتعاقبة تستطع من خلاله الوقوف على تجارب الآخرين واستخدامها في صقل الذات وتطويرها بالصورة المنشودة.
مشروع المكتبة الشبابية الرقمية قد يكون تم تطبيقه عالميًا مع اختلاف المسميات مثل المكتبة الرقمية العالمية والمكتبة الرقمية الكونية ومكتبة الجمهور والأرشيف الرقمي وغيرها من المكتبات التي تتضمن ملايين الكتب والمراجع للباحثين، إضافة إلى ملايين المقاطع المرئية في مختلف التخصصات، ولكن إذا تم تطبيق الفكرة وإدارتها بسواعد شبابية مصرية سنكون قد قطعنا شوطًا كبيرًا في إيجاد صرحًا معرفيًا يجمع بين الناحية الأكاديمية والتعليمية بمنظور متطور يتم تحديثه بشكل دائم.
ففكرة دعم قدرة الشباب المصري على الابتكار والإبداع لا حدود لها وتوظيف تلك القدرات يضمن لنا نتائج مدهشة.
جوجل نيوز
