عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نبع العطاء

نبع العطاء

في حياة كل منا جانب خفي لا يعلم عنه أحد شيئًا.. وجانب مضيء وهو الذي يراه ويعلمه القاصي والداني.. أما الأول فهو خاص بالنشأة والطفولة، والثاني خاص بمرحلة الشباب.



الطفل في مرحلة الطفولة مثل الورقة البيضاء، تمامًا، يقلد كل ما يراه أمامه ويسمعه، وأكثر الناس تأثيرًا فيه "الأم".. فالأم مرآة طفلها في الصغر، والكبر أيضًا، ولها دور عظيم في تربية أولادها تربية صالحة، ليكونوا صالحين، محبين لأقرانهم وأوطانهم.

 

كلمة "أم"، حرفان يتجاوزان حدود الكلم، ويتضمنان معاني كبيرة.. على صدرها الحنون رُسمت أولى الذكريات، وبين يديها كانت أولى الخطوات.. أول عهدنا بالدنيا هي، وأول ما تمسكه ذاكرتنا للحديث عن النشأة والطفولة.

 

"الأم".. مستودع الأسرار، ومأمن الإنسان، حين تضيق عليه الأرض بما رحبت، فمن لنا بعدها حين نبكي، ومن لنا سواها حين نبتسم ونحظى بلحظات سعادة وهناء.

  أوصى بها رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، حيث جاءه رجل يسأله فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".. ففي توكيده هذا تأكيد على عظمتها وأهميتها.

"الأم"، هي أصل الدنيا وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، إذ لا حياة دونها.. في عيونها دنيا كاملة.. وأول عهدنا بالسعادة.   

"أمي هي من صنعتني.. لأنها كانت تحترمني وتثق بي، أشعرتني أني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريًا من أجلها، وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط.." كلمات للعالم والمخترع الأمريكي "توماس إديسون"، الرجل الذي صنع المستقبل، وهي خير دليل على فضل الأم ومدى تأثيرها في تغيير شكل الحياة، فهذا الرجل العبقري طُرد من المدرسة في طفولته فلم تخبره أمه بهذا القرار، ولم تستسلم للواقع، فقامت بمتابعة تعليمه بنفسها، ووفرت له ما يلزم من كتب ومجلدات، ثم خصصت له غرفة لتجاربه، حتى صار عالمًا ومخترعًا كبيرًا حفر اسمه في تاريخ البشرية.

 

"الأم".. لها سر غريب وعظيم؛ حيث تنحسر الكلمات وتتساقط الحروف منا، ولا نستطيع الوصف حين نذكر هذه الكلمة. "الأم".. هي الطريق لرضا الله سبحانه وتعالى، ودخول جنته، ينبغي علينا الإحسان إليها، ولا نغضبها ونتفانى في تحقيق كل ما يُسعدها ويدخل السرور على قلبها.

"الأم".. بداية نجاح الإنسان، فهي الأرض الطيبة الصالحة لنشأة أبنائها، وهي المعلم الأول والمباشر في حياة طفلها، وهي التي تُعد طفلها منذ ولادته وبداية حياته ليكون صالحًا، بحسن تربيته وجمال أخلاقه، ومعاملته للآخرين بحب وود وصفاء ونقاء، فهو مشروعها الرابح في جميع الأحوال.. تحملت الكثير لتربية أبنائها، دون النظر لأي مقابل، ولو حتى كلمة شكر، رغم تحملها من مصاعب وآلام.

لقد جعل الله، عز وجل، للأم مكانة عظيمة، فالجنة تحت أقدامها، وجعل سبحانه وتعالى رضاه مربوطًا برضاها، فهنيئًا لمن ترضى عنه "أمه".. فكم أعد له الله من عطاء وجزاء.. وويل للعاق بأمه، فلن ينال أبدًا رضا الله.

 

"الأم".. لها حق الرعاية والعناية في كل وقت وحين، وهي تتفوق بهذا الحق على كل من نعرفه، ونتعامل معه حتى على الأب نفسه.. فإن كان حق الأب رعاية واحدة، فللأم ثلاثة أضعاف هذه الرعاية، جزاء لها عما ضحت به من أجل إسعاد أبنائها.  

 

رضا الأم ودعاؤها.. شيئان لا يبلغهما، إلا الابن البار، الذي يعرف حق الله في أمه فيؤديه على أكمل وجه.. تعبها وفضلها لا يمكن أن يقدم مثله أحد، فهنيئًا لمن كان بارًا بأمه، فهو بهذا ينال رضا الله سبحانه وتعالى، ورضا رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، وبرضاها عن ابنها، يحوز خير الدنيا والآخرة. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز