عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

من الطفولة إلى صيد الأسود..

تفاصيل حياة محاربو قبيلة "الماساي" الإفريقية

قبيلة الماساي
قبيلة الماساي

- يحق للرجل الزواج من 70 امرأة.. وجيرانهم يتجنبون الدخول معهم في صراعات   



"الماساي"، من القبائل النيلية الممتدة من الكونغو مرورًا بأوغندا وكينيا وتنزانيا، وتعمل تلك القبائل بحرفة رعي الأبقار، وهم محاربون أولو بأس شديد على ما تفرضه طبيعة المكان بمنطقة السافانا بالبحيرات العظمى، حيث تكثر الأسود المفترسة التي تعلموا صيدها بشجاعة، دفاعًا عن أبقارهم، ولهذا يخشاهم جيرانهم الرعاة من قبائل الكيكويو والباري، ولا يدخلون معهم في صدامات خاصة عند تماس مناطق الرعي "الساڤانا". 

 

كما يشتهر "الماساي" بشرب دماء البقر، التي يرون أنها غنية بالبروتينات أكثر من اللحم واللبن، ويدفع "الماساي" مهر الزوجة أبقارًا، ولهذا شكلت الظروف البيئية جانبًا كبيرًا من أسلوب حياتهم.

 

وتعتبر "الماساي" أن صيد الأسود دليل على الشجاعة، وكان على الشاب في القبيلة مطاردتها بشكل فردي وصيد أحدها حتّى ينال لقب "مُحارب"، وليُمنح في مقتبل حياته بقرة وشاة وماعز، أو أدوات حرب تكون نواة لثروة، ولمحاربي "الماساي" رقصة خاصة بهم، وفي المناسبات السعيدة تظهر قوة تحملهم من خلال رقصة تعتمد على قفز اثنين يحملان حرابهما لأعلى برتابة معينة، وسط دائرة بقدر ما يستطيعان وأيديهما للأسفل، وتسمى رقصة "أديومو". 

 

وهذه القبيلة منتشرة في دولتي كينيا وتنزانيا، ويتحدث أبناؤها اللغة السواحيلية ولغة السامبورو والشاموس، ويتميز زعيم القبيلة- عن غيره- بارتداء قبعة من لباد الأسد (كما هو الحال في كينيا)، أو وضع قناع ريش النعام الأسود على الوجه (كما في تنزانيا) للدلالة على مكانته الاجتماعية وشجاعته ونفوذه. 

 

وتميز نساء القبيلة الحلي المصنوعة من الخرز على شكل حلقات بيضاء توضع على الرقبة، كما أنهن حليقات الرأس وحافيات الأقدام وآذانهنّ مثقوبة من الصيوان. 

 

ويتميز رعاة الماساي بقبعات مصنوعة من جلد العجل، فيما ترتدي النساء رؤوسًا من جلد الغنم، ويزين أعضاء قبيلة الماساي هذه الرؤوس بالخرز الزجاجي، وتظهر العديد من النساء بملابس شبه عارية.

 

ومساكن قبيلة الماساي الإفريقية عبارة عن أكواخٍ مرتّبة بطريقةٍ دائرية، ويتكون السياج المحيط بالأكواخ من أشواك السنط التي تمنع الأسود من مهاجمة الماشية، ويقع على عاتق الرجال حماية المكان من هجوم الحيوانات المفترسة، بينما تتحمَّل النساء مسؤولية صنع المنازل وتوفير المياه وجمع الحطب وتربية الماشية والطهي، ويتولّى الأولاد عادةً مسؤولية رعي الماشية. 

 

وكثر الكلام عن عدد زوجات الرجل من قبيلة الماساي حتى بالغ بعضهم قائلًا إنه يتزوج 70 امرأة، ولا شك في كثرة زواج الرجل في هذه القبيلة، ودائمًا ما نجد الزوجات أصغر كثيرًا من أزواجهن، ويمكن أن يحجز الرجل فتاة بعينها لتكون زوجة له في المستقبل، وذلك عن طريق منح هدية لأهلها قبل بلوغها، وعند ذلك لا يجوز لها أن تتزوج بآخر.

 

ويتم في احتفال الزواج حلاقة شعر العروس تمامًا، في إشارة للولاء لزوجها، وتحمل معها عقودًا عكفت على صنعها منذ صغرها أو تجهزها لها أمها، وكذلك خبزًا خاصًا يصنع من الدقيق والعسل، بالإضافة لهدايا من أهلها وأصدقاء أسرتها، وتغادر إلى منزل زوجها رفقة أمها وأخواتها، وإذا ما طرأ مشكلات بين الزوجين قد يكون أكبرها عدم مقدرة الزوجة على الإنجاب- لا يعترف الماساي بأن العيب يمكن أن يكون في الرجل- عندها يجتمع مجلس أعيان القبيلة للنظر في المشكلة، ولا يكون الطلاق واردًا لتداخل العوائل وتمازجها داخل القبيلة، ويخضع المولود الذكر- مع بدايات الوعي- لدروس قصصية مكثفة عن تاريخ الماساي، ويعد ذلك إعدادًا خاصا لأن يكون محاربًا، وبالمقابل تخضع الأنثى لدروس عملية في العناية بالوالدين، والتعامل مع الأبقار ومنتجاتها وأيضًا الطهي.

 

وتنظم قبيلة الماساي احتفالات بالختان ومناسبات الزواج، وتبدأ حياة طفل القبيلة الذكر باختبار مؤلم في سن الرابعة، حيث يتم خلع أسنانه القواطع السفلية بسكين، وعندما يكبر يتم رسم الوشم المميز للقبيلة على الجلد أعلى المعدة، وكذلك الذراعين.

 

ولا يدفن عدد كبير من قبائل الماساي، خاصة من تبقى من الجيل الأكبر سنًا، موتاهم، فهم يعتقدون أنّ الدفن يضر بالتربة، ويعتقدون أن أي شخص مات فهو بالضرورة قد أنهى رحلته، ولهذا يلطخون جثته بدم أو دهن حيوان، ثم يتركونها في الأدغال لتتغذى عليها الحيوانات المفترسة، لكن البعض في "الماساي" يمارسون عادة الدفن، وبعض رجال هذه القبيلة دخلوا الإسلام.

 

-أستاذ مساعد بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز