

د. أماني ألبرت
سيدة المعادي
"أوجيني أسامة" سيدة مصرية أصيلة تعمل في معمل تحاليل بالمعادي، شاهدت عبر الكاميرات شخصًا يتحرش بطفلة صغيرة خارج الباب، فلم تستطع السكوت. لم تفكر، لم تتردد، لم تحسب العواقب لكنها خرجت مندفعة لتنقذ طفلة بريئة من براثن ذئب بشري.
لم تكتف بتعنيف المتحرش ومنعه من مواصلة تعديه، لكنها نشرت الفيديو ليكون عبرة لغيره، لربما يساهم في إنقاذ ضحايا آخرين غير معلومين، وما إن نشرته عبر "فيس بوك" حتى انتشرت عاصفة غاضبة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي ليتم القبض عليه في أقل من 24 ساعة.
"أوجيني أسامة" امرأة بألف رجل، قررت أن تقف وتقول "لا".. "لا" على كل ظلم وتوحش وتجاوز.. وكم يحتاج كثيرين لمثل هذه الشجاعة في مواجهة مواقف مشابهة في زمن أصبح التستر فيه على الخطأ "عادي"! ووجد فيه من يبرر للمتهم جريمته! ولكنها لم تستطع أن تتجاوز الموقف وكأنه شيء عادي بل قررت المواجهة والتصحيح.
ربما خرجت من بيتها في يوم عادي آخر لها بالعمل، ولكنه لم يكن كذلك، فقد صنعت فيه تحولًا عظيمًا. لم يعد اليوم عاديًا. فبنهائيته عادت منتصرة للحق والصواب والقيم، ربما لم تكن تعرف أن اختيارها وقرارها بالنشر سيصنع كل هذا الزخم والتأييد المجتمعي ولكنها خاطرت لتكشف المجرم.
ربما نشكو من الانحدار الأخلاقي، ولكنه لن ينصلح إلا لو وقف كل شخص منا مثلها ليقول "لا" ضد كل أوضاع خاطئة. لو فعلنا وكنا إيجابيين سنساهم بشكل سريع في تغيير سلبيات مجتمعنا.
"أوجيني أسامة" امرأة عادية ثارت بجسارة ضد انتهاك حقوق المرأة لتصبح بطلة اليوم العالمي للمرأة. ربما كانت هذه هي اللحظة التي عاشت من أجلها لتصنع التغيير. وما أحوجنا لمثل هذا التغيير.