عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
النقد السيبراني

النقد السيبراني

ظل مفهوم النقد معروفًا، كما تم الإصلاح عليه في مفاهيم النقد الأدبي والفني، مثل نقد الشعر والسرد، والمسرح والسينما والفنون التشكيلية.



إلى أن ظهر مفهوم بازغ للنقد مع تأكيد ظهور العصر السيبراني، نسبة إلى عالم الاتصالات والحضور عبر الشبكة الدولية للمعلومات، وما هو متصل به من علوم الكمبيوتر والأقمار الصناعية والروبوت وغيرها من العوالم الافتراضية التي أصبحت قوة تشغيل، واقعا معاصرا موازيا للواقع الحقيقي، بل أضحت الآن قوة يمكن لها تغيير الجنس البشري.

إذًا يمكننا ملاحظة حضور الوكلاء الافتراضيين.

ومع تعدد مجالات الإنثربولوجيا في دراسة المجتمعات البشرية المعاصرة والتاريخية، ودراسة التفاعلات الثقافية والأخلاقية والفنون والآداب، تعد الإنثربولوجيا (علم الإنسان) منهجًا نقديًا مهمًا معاصرًا في إطار النقد الثقافي.

إنها تنفتح الآن كمنهج معاصر على عالم التكنولوجيا، حيث ولأول مرة يتم تعريف الإنثربولوجيا في أدبيات العلوم الإنسانية بصيغة مدهشة، حيث يظهر مفهوم الإنثربولوجيا السيبرانية.

وهي تهدف لتحليل العلاقات المتبادلة بين الواقع والواقع المحاكي للحياة، وفهم التقدم السيبراني الناتج عن عالم الكمبيوتر والتكنولوجيا.

مما يجعلنا نصف عالمنا المعاصر بالعالم السيبراني.

هذا وتهتم الإنثربولوجيا السيبرانية بدمج العالمين، الواقعي والاصطناعي بواسطة الخيال البشري.

وترصد معدلات التوافق بين الناس والحياة الرقمية، مما يجعلها في أحد أهم عناصرها تدرس العلامات والإشارات، فهي سيميولوجية تبحث عن الدالات الجديدة ومدلولاتها الجديدة أيضًا، الناتجة عن التفاعل بين العالم الواقعي والعالم الاصطناعي، وواحدة من أهم مجالات الدراسة هي البيئة النفسية التي تحتوي الإنسان في دمج واقعه الحقيقي بالمحاكاة التكنولوجية للحياة. مما يجعل الأمر وبشكل جاد هو عملية متطورة لإعادة تعريف الثقافة.

إذًا يتم النظر للمفهوم المطور حديثًا للثقافة على أنه جزء أساسي من الإنثربولوجيا السيبرانية مع التركيز على القضايا الأساسية التالية:

أولًا: الأسئلة الأخلاقية مثل ماذا وإذا كان ممكنًا استخدام الأدوات التكنولوجية لحل المشكلات البشرية.

ثانيًا: التبعات النفسية والإدراكية لإدماج أحدث التقنيات في حياتنا اليومية.

مما يجعل دراسة التفاعلات الثقافية تهتم بالفرد والمجموعات الفعالة في التعامل مع التكنولوجيا.

وفي هذا الصدد يمكن تمييز مجموعات فعالة، وأخرى مستقلة، وأخرى تميل للإدمان، بمعنى الإدمان على التكنولوجيا.

وفي هذا يتم رصيد كفاءة الأفراد والمجموعات المرتبطة بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.

إذ تحدث العديد من عمليات التفاعل الثقافي والإدراكي والمعرفي، عندما يعيش الإنسان منخرطًا في بيئة محاكاة، ليعيش العوالم الاصطناعية في عالم بشري.

مما يجعل هدف تلك الدراسات النقدية هو تزويد الناس بالمعرفة الضرورية للاقتراب المناسب من الابتكارات العلمية.

خاصة مع التوترات الحادثة في أنحاء العالم الأربعة الناتجة عن وباء كوفيد19، وظاهرة التباعد الاجتماعي، مما يجعل الإنسان مضطرًا لا مختارًا للتفاعل مع العوالم الاصطناعية والواقع التكنولوجي الموازي للواقع البشري.

مما يجعل المجتمع البشري الرقمي حاضرًا بوضوح في جميع مجالات الحياة اليومية، وفي أوضح المجالات إعادة إدماج الفنون الإنسانية، لتصبح فنونا إنسانية رقمية، مما يجعل الأنثربولوجيا السيبرانية، أى علم دراسة الإنسان في مجتمع بشري رقمي علمًا حاضرًا في النقد الثقافي والدراسات النقدية الاجتماعية والنقدية، وأيضًا السلوكية الحسية المتربطة بالحواس، التي تضطر للتفاعل مع تلك العوالم الاصطناعية، ومن هنا ينشأ موضوع جديد للدراسات النقدية للفنون والآداب وحركة الثقافة الإنسانية يمكن تسميته بالنقد السيبراني أو النقد الرقمي، في عالم أصبح يتحول إلى تلك الرقمية، التي أصبحت ضرورة وليست أمرًا متعلقًا بالرفاهية أو الترفيه.

مفاهيم النقد الرقمي تحضر بشدة في المشهد الثقافي والإنساني المعاصر، وعلى الدراسات والنقاد في مصر والعالم العربي الاستعداد لهذا الدور النقدي الجديد.

أنه إذًا النقد السيبراني.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز