هند عزام
أعز الولد
الخطاب الديني والقوى الناعمة، المتمثله في الإعلام والفن، ثالوث لمواجهة التطرف الفكري ومساعدة النشء في تكوين الشخصية، بالاضافه إلى توعية الأسر على كيفية حل المشاكل، والعديد من المسائل الحياتية والاجتماعية.
طال الحديث عن ضرورة تجديد الخطاب الديني مع محاولات البعض، إلا أننا نحتاج وقتا للوصول إلى الهدف المنشود .
كما يحاول الإعلام أن يقوم بدوره، من خلال ما يقدمه من برامج، ومؤخرا من دراما ناجحه تحاكي الواقع، والتي لاقت استحسانا وإقبالا جماهيريا في مقدمتها قصص حكايات "إلا أنا" عن نماذج للمرأة في الحياة اليومية، وناقشت بعض المشكلات في قالب درامي جذب المشاهدين.
ونرى أن السينما بدأت في السير على نفس النهج بمناقشة مسائل جادة بقالب كوميدي وأبرزه فيلم "أعز الولد"، بطولة الفنانات القديرات ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز وأنعام سالوسة وشيرين.
الفيلم حقق ميزتين، الأولى بمناقشة شكل العلاقات الاجتماعية بين الأزواج، فنجد الزوج المتسلط بآرائه وأسلوبه وأفكاره وطريقة معيشته التي تتسم بالقسوة والزوج ضعيف الشخصية أمام والدته، فانهارت حياته الزوجية، والجدة التي تعاني مع ابنتها لرفضها أنفصالها عن والدها وزواجها المتكرر فتحرمها من حفيدتها، والجدة المتحملة مسؤولية حفيدها لسفر والديه لتحقيق طموحهم.
نماذج قدمتها النجمات ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز وأنعام سالوسة وشيرين، وإلى جانب وتلك الميزة الثانية ظهور نخبة من النجوم الشباب كضيوف في العمل الفني، وهذا لا نراه كثيرًا في مقدمتهم الفنانة منى زكي، التي ظهرت في مشهد واحد فقط، والمخرج عمرو سلامة والفنان عمرو يوسف ومحمد شاهين والفنانات ريهام عبدالغفور وأمينة خليل وأروى جودة، إلى جانبهم عدد من الأطفال الذين برعوا في أداء أدوارهم.
هذا المزيج أحدث حالة في العمل الفني، مناقشة القضايا الاجتماعية والأسرية في قالب كوميدي يلبي احتياجات الجمهور الذي يتعطش إلى التفاؤل والترفيه، في ظل انتشار فيروس كورونا وتأثيره على المزاج العام.
واتسمت الأعمال السينمائية الكوميدية الأخيرة بالقضايا الإنسانية والأخلاقية، ومنها فيلم "وقفة رجالة"، بطولة الفنانين بيومي فؤاد و ماجد الكدواني وسيد رجب وشريف الدسوقي، الذين قدموا عملا فنيا متميزا عن مجموعة من الأصدقاء يساندون صديقهم ويسعون لانتشاله من حالة الحزن جراء وفاة زوجته.
















