عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

أدركت “حواء” أن الحزن لا يغير من الواقع شيئًا لكن الابتسامة تفتح واقعا جديدا، فابتسمت حتى تذيب الهموم والأحزان وتوقظ السعادة من سباتها العميق، ابتسمت بالرغم من مرضها، ابتسمت في وجه من تحب حتى لا يشعر بألمها.. كادت أن تفقد الأمل لولا أنها وجدت اليد التي تحنو عليها.. فاطمأنت أنها ليست بمفردها، كانت في ضعفها بحاجة الى من يقويها، فوجدت في شريك حياتها السند والحب وكل ما تحتاج اليه في تلك الأوقات العصيبة.



 

انها حكاية السيدة “سارة حمام” طبيبة الأسنان التي تعاني من مرض مزمن اسمه “الذئبة الحمراء” وهو عبارة عن خلل في المناعة الذاتية.. هاجمها هذا المرض بعد زواجها بعدة أشهر وظلت تعاني منه لمدة 5 سنوات، وكانت تضطر بسببه الى دخول المستشفى عدة مرات نتيجة ارتفاع درجة حرارتها واصابتها بألم شديد في المفاصل، وعندما استقرت حالتها لفترة قصيرة، رزقها الله بطفلين مما زاد من حجم المسؤولية عليها، لكن “سارة” كانت دائما راضية وسعيدة لأن زوجها كان يساندها ولا يجعلها تشعر بأنها مريضة بل كان يحاول دائما التخفيف عنها، انه رجل بمعنى الكلمة ولا تتخيل “سارة” حياتها بدونه فهو على حد تعبيرها “ابن أصول” فهو يرافقها دائما عند زيارة الأطباء وأكثر حرصا منها على أن تتلقى العلاج في ميعاده.

 

هذا الزوج أحبها بصدق فلم يحاول أن ينتقدها وكل همه هو أن يسعدها، لذا فهو يقوم بترميم كسورها وأوجاع روحها حتى يجعلها تتصالح مع الحياة. لا شك أن وجود مثل هذا الزوج في حياة “حواء” هو بمثابة رزق من الله، فهناك رجل يجعل زوجته ملكة، فتبدو صغيرة في السن وهناك رجل يقهر زوجته ويجعلها تشيخ قبل الآوان بسبب قسوته وجبروته.. لكن الرجل الحقيقي يا “حواء” هو الذي يجعلك تعشقين نفسك وأنتى معه..إياكى أن تبحثي عن حبيب بل ابحثي عن رجل وستجدين فيه الحبيب والصديق والأخ.

 

ابحثي عن رجل تستطيعين معه أن تكوني على طبيعتك، ويكون مؤمنا بأنه لا امرأة ستكون امرأته سواكي شرعا وقانونا وعشقا! وتأكدي يا عزيزتي أن هذا الرجل لن يجعل قلبك ينام باكيا. كما يجب أن تأتي أفعاله سابقة لكلامه، فكم من وعود زائفة أفسدت علاقتنا ودمرت حياتنا.. فيا عزيزي الرجل لتعلم جيدا أن الرجال قوامون برجولتهم لا بذكوريتهم.

 

فالرجولة هي ذلك الحائط الصلب الذي تختبئ وراءه المرأة وهي واثقة أنه لن يسقط عليها أو يؤذيها مهما حصل. فلا تنخدعي يا “حواء” بالمظاهر، فليس كل جميل الشكل جميل العشرة وليس كل جميل القول جميل الفعل.. فالرجولة الحقيقية صارت نادرة وتتطلب مواصفات صعبة جدا لا يحتملها أي ذكر! فالرجل الحقيقي هو الذي يكون لكي الكتف والسند والأمن والأمان.

 

وفى النهاية، ان عشق الرجل لحواء والرفق بها واهتمامه بكل تفاصيل حياتها من أعظم صفات الرجولة.            

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز