خبير أسري: "خلي بالك من زيزي" يدق ناقوس الخطر حتى لا يتحول أبناؤنا لـ"زيزي"
منذ اللحظات الأولى لعرض مسلسل "خلي بالك من زيزي" نجد أنفسنا نعيش دراما واقعية بمشاهد اجتماعية تتضمن أحداثاً ومواقف وأسلوب وأداء يؤكد أن المسلسل سوف ينافس وبقوة ضمن قائمة الأعمال الدرامية هذا العام.
وقام كتاب السيناريو بنقل الشخصيات إلى أحداث عصرية، وقصة مختلفة في بدايتها وتداعياتها.
زيزي أو "أمينة خليل" تحب زوجها كثيراً، ولكن كان لديها مشاكل في الإنجاب، ولعاطفتها القوية بإحساسها أن تكون أم ، قررت أن تذهب إلى معمل التحاليل لعمل حقن مجهري، وفي مشهد ظهر لنا أن زيزي تلقت مكالمة من المعمل، فألقت بسماعة التليفون وتذهب مسرعة حتي تطلع على نتيجة اختبار "الحمل المجهري" الذي يأتي بنتيجة سلبية، فيجن جنونها وتهرع بتوتر متزايد إلى الجامعة الخاصة التي يعمل بها زوجها هشام "علي قاسم" أستاذاً للهندسة، وتقتحم عليه قاعة المحاضرات بدون أي إكتراث بوقع ذلك عليه ولا بصورته أمام طلابه، ثم تطلب منه أن تتكلم معه، فينهي المحاضرة من أجلها، لتخبره بأن عليهما إعادة الاختبار للمرة الخامسة، ويبدو أن الزوج منزعج من تصرفاتها وضاق صدره، فيخبرها بأنه يرفض إعادة التجربة، بل إنه يفكر في الانفصال عنها، فتعتدي عليه وتحطم زجاج سيارته وتنصرف غاضبة!
يقول أحمد عبد الفتاح، خبير العلاقات الاجتماعية والأسرية، أن زيزي شعرت بأنها تفيض من مشاعر الأمومة ما يجعلها تحاول أكثر من مرة دون أن تكد أو تمل، ترغب في أن يكون لها طفل وهذا بالفعل مقبولا جداً، ولكن عندما ندقق في شخصيتها نجدها تعاني من اضطرابات نفسية، حيث ظهرت لنا متسرعة، عنيدة، ما تريده يجب أن ينفذ في الوقت دون النظر إلى العواقب، لا تستطيع أن تأخذ قرار حاسم بمفردها بل شخصية اعتمادية، تعتمد على بنت خالتها نيللي "نهى عابدين"، في كل شيء، بالفعل امرأة طفلة عشوائية التصرفات، مضطربة أغلب الوقت، لا تهتم بشيء إلا تحقيق رغباتها فوراً، وترى نفسها ضحية مجتمع، وزاد الأمر تعقيداََ، تصرف زوجها وعدم تقبله لفكرة إعادة التحليل، لأنه شعر سمة استحالة الإنجاب، وعدم امتلاكه الأداة أو الوسيلة التي تجعله قادر على التعامل مع زوجته، والشعور بها، واحتوائها والتخفيف عنها؛ ورد فعله بحتمية إنهاء العلاقة الزوجية بينهما، جعلها تشعر بالخذلان؛ فقامت بالاعتداء عليه، وحطمت زجاج سيارته في مشهد أشبه بالبلطجة، ولأنها لا تحسب عواقب مافعلت، رجعت إلى المنزل بعد كل ماحدث؛ فما كان من زوجها إلا أن منع دخولها.
وأوضح أحمد عبد الفتاح أن تطور تصرفاتها والتي لا يصدقه عقل، ليس وليدة اليوم؛ بل نتيجة مشكلة نفسية منذ كانت طفلة، وبتشخيص أخصائيين علم النفس، نجد أنفسنا أمام حالة "ADHD" بمعني نقص انتباه مع فرط الحركة، والسبب في ذلك الأب والأم لإهمالهم الحالة التي كانت عليها زيزي؛ فمعظم الآباء يعتبرون التصرفات الزائدة عن الحد "شقاوة"، ودائما ما ينتقدون التصرفات دون توجيه، إلى أن يصل الأمر لعدم الاكتراث والعشوائية وعدم تحمل مسؤولية أي شيء.
ولفت إلى أن براعة المؤلف تكمن في تجسيد حقيقة لابد أن ننتبه إليها، وإلا سوف نجدد 1000 زيزي بيننا؛ فالتركيز والاهتمام بأطفالنا ومراعاة الحالة النفسية لهم ضرورة، فالأم حينما أهملت أبنتها، تفاقمت المشكلة لدى البنت؛ فالطفلة تيتو تحب اللعب كثيراً ولا تنتبه لدروسها، وتحصل على درجات أقل من زملائها في المواد الدراسية، إلى أن عانت تيتو من التشتت، وعدم التركيز، وتنمر زملائها عليها في الفصل؛ فأصبح الأمر مرعب للأم فانتبهت لحالة أبنتها، وبدأت على الفور من عرض أبنتها على طبيب نفسي، ومعالج سلوكي، ومدرس متخصص للتعامل مع حالة تيتو في المدرسة، وممارستها للرياضة لإفراغ طاقتها، وتنمية المهارة التي تميل إليها، كل ذلك لتحسن حالة البنت النفسية، واستعادة ثقتها بنفسها مرة أخرى، ولكن كل هذا يحتاج أن صبر من الأم أثناء العلاج للحصول على نتيجة مرضية.
العلاج الكيميائي والسلوكي:
وأكد خبير العلاقات الاجتماعية والأسرية على ضرورة انتباه الآباء لتصرفات الأطفال في سن ما قبل المدرسة أو الأصغر سنًّا والذين يشتبه في إصابتهم باضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، من المرجح أن يحتاجوا إلى التقييم من قبل اختصاصي، مثل اختصاصي علم النفس أو طبيب نفسي، أو اختصاصي في نمو الأطفال، وهذا ما يعني أن العلاج قد يشتمل على أدوية كيميائية منشطة "المنبهات النفسية"، والتي تعزِّز مستويات المواد الكيميائية في الدماغ وتُسمى الناقلات العصبية وتوازنها، أو يكون سلوكياً؛ فعلى المعلمين وأولياء الأمور تعلُّم استراتيجيات التحفيز وتعديل السلوك، مثل أنظمة المكافآت الرمزية، وذلك للتعامل مع المواقف الصعبة، وتدريب الأطفال على المهارات الاجتماعية التي تساعدهم على تعلُّم السلوكيات الاجتماعية المناسبة، كذلك تلقي الآباء للدورات التدريبية المناسبة التي تؤهلهم من تطوير طرق التعامل الصحيحة لفهم وتوجيه سلوك طفلهم.
العلاج النفسي :
وقال عبد الفتاح أن العلاج النفسي يُتاح للأطفال الأكبر سنًّا المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة من قبل المتخصصين النفسيين للتحدث عن المشكلات التي تزعجهم دون الشعور بالخوف، واستكشاف أنماط السلوك السلبية وتعلُّم طرق التعامل مع أعراضهم.
لذلك سنجد الفرق واضحا ونشعر بأفضل النتائج عند استخدام نهج الفريق، المعلِّمون وأولياء الأمور والمعالِجون والأطباء معًا.



