عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

منال خليل تكتب: "بتول الروح لا رحيل لها"

منال خليل
منال خليل

التقيا بعد غيبة قصيرة.. بليلة سماؤها بلا قمر سوى أنعكاس ضَيّ بعض النجوم على وجنتين دافئتين خجلاً وشوقاً، كانت تُظللها غَيمة حُزن لم يلحظها فيها..  " بتول "  كانت شقراء، مليحة طبيعية الملامح، طليقة الشعر والمشاعر، لا تُخفي منها شيئا كما يهواها تماماً، ذات صوت يُغلِفه عِشق هامس، حاضر مُتأهِب دوماً بدوام حضوره الغامض مثل عينيه الملونتين دَهاءً و مَكر كانت تعلم دائماً ما خلفهم !!  - ولكن ما حيلتها مع العشق.. وقد تمكن. 



كانت تتحرك مُتمهلة برداء لونه غارق بالأزرق الكحيل يظهر منها أعلى الكتفين لتطل علامة الجمال بعظمتي ترقوة كنسل الأميرات الخوالي .. كان رداء مَخمَلي طويل حتي الكعب العالي المُتعالي ، بفتحة جانبية تتخطى متعمدة ما فوق الركبة فتتجلى أستدارة أعلى الفخذ الذهبي المُشمس..  يسبقها أنوثة مُتيقظة  ، تُعطِر الأجواء فتطغى  .. ذات عينان سمراوين  مُعلنة الحب أستسلاماً ..  - تلك الليلة كان يطل من هاتين العينين المحبتين أسئلة  جاحفة الثقة و الصدق، لربما خائفةٌ كانت بعض الشئ من رد فعل بارد كفكر وأحيانا جسد يكسو قلب  " تاج الدين "  ..  فصاغت الخوف و غزلته مع كثيراً من الحب بسؤال مُفاجئ تستدرج فيه "تاج الدين" لتطمأن قليلاً .... - بتول : هل المُحِب .. العاشق يعود مرة أُخرى !!!  - أجابها واثقاً  : لا .... فالعاشق حقيقة لا يرحل أبداً ... - بتول:  و لو بينهم جبال وهمية يُقيمها أي كائن من كان  !!  - تاج الدين : سَيحفُر بأظافر الحب خندقاً .. -  : و ما شأن البحور !!  -  : سيمد جسور الود و العشق حتى يصنع من قلبه زورق و ذراعه مجداف و صدره مرفأ لينجوا معاً .  - بتول تقترب منه بحب :  ماذا إذن لو صادفت منك جفاء أو غدر ما، بيوم ما ؟؟؟ -  رد جاداً   : لا تُصدقيني حبيبتي حين أُقبـِل عَليكِ يَوماً مُتعللاً بعُذر ما للأبتعاد أو الرحيل . ... فهنا يكون الحب هو من رَحَـل .. أو لم أكُن عـاشقاً منذ البـدء ...   - بتول تنظر بعينيه  : ذِدني  .. و ماذا بعد  !! - أجابها  :  لا أعلم حقيقةً …

سوى أني أُحـبك الآن سراً و جَهراً ، عيناً و قلباً..  أحتضن تاج الدين  يداها و كانتا بااردتان غير مستريحتان.. فأنتقل ليبعد خصلات متمردة بشعرها من على كتفها مُتقرباً..  ثم توسد منها القلب مُستكيناً كعادته وقت الصفاء واحتياجه لها،  

 

 

قائلاً : أنا تسافر روحي رغماً عني خلفك لتستكين و تستقر بروح روحك ، ورفع رأسه ليؤكّد لها ناظراً لكامل عينيها متنقلاً بينهما و بين جانب فمها و باطن يدها يطوف بشفاه مُحبه  مُقبلاً عليها بكل جوارحه، 

محاولاً أن يستنشق كل عطر منها  قد يرسله جسدها عفواً ليستكشف  نواياها ، و ما خلف الأسئلة ..  ثم دندن بأذنيها:  أنتِ ملء الدنيا بعيوني ... و لكنه قالها..  مُتردداً بنبرة ما ، فلتت من حنجرته خفية عنه ... واستطرد تاج الدين وهو يقبل باطن يدها :   لكن أذا أصابني يوماً عمى القلب و تَملكني غرور الذَكر، و تناسيت للحظة هَويتي بقُربك و تنائيت مُبتعداً ..    حينها ، حينها فقط .. أطلقي يَد العشق و لا تَتمَسكي بي  ،  سَأكون أنـا هو من ضَّـل الطَـريق عن عِلم و لا أستحق عودة ماااا إلى رحاب قلبك وأمان صدرك . - ثم أعتدل واستقام على كرسيه ليبلغها صراحة... بأنه لن يكون أكثر من حبيب بحب غير مشروط .. لا أكثر . 

 -عقد الذهول لسان بتول من تناقضاته المريضه :  فابتعدت بكامل جسدها أيضاً ..  رافعة رأسها لتطول سماء تتنفس فيها هواء قد استنفذه منها وحبسه بصدرها ووقفت لتغادر دون أن تنطق حرفاً ولا ترسل أتجاهه بنظره ما عندما تولد بداخلها شعور غريب لأول مره بأنه ضعيف ونرجسي بشكل مهين له ومؤذي لمن يقترب منه أكثر مما يجب و كأنك وطأت حافة بركان خامد ،  - كان غريب بشكل وغامض كلما رويته حباً .. يطعمك هو الغدر   ..  

- حاول أن يبرر لها و  يطوق منها الخصر ليستبقيها.. أفلتت منه مبتعدة، صامتة ... عيناها تنظر للاشئ و كأنه كان طيفاً و أختفى..  - أختفت بتول و قد خمدت فيها الأنثى التي أقبلت مُستفسرة ، حتى عطرها تحول لعبق من  الرفض  الأنيق  ،، و أبتعدت مُتيقنة للمره الألف... و قد ألقت القبض عليه مُتلبساً بغدر  وأنانية ذكوريه ذليله أذلية، مْجرده من الأنسانيه و شرف الكلمه و أهانه للوعد .. رأته للمره الأولى وربما ستكون الأخيره بشكل مختلف وكأنه غريب لا تعرفه من قبل …

-  كانت بتول تشعر من بدء الحكايات وهروبه الدائم ... بأنه مراوغ، ولكنها كانت تحبه ذلك الحب الذي يكفيهما معا ويفيض فأعتقد هو أنه بلا حساب ولن ينفد وينتهي ..  - و كانت بتول لربما تعلم أنه لايستحق كل هذا الوقت و التضحيات وكذلك مراره الانتظار، ومهاترات الأعذار وسخف المواقف...  و ضلالاته المستمره كطفل حائر وسط الجموع  .. 

- لربما الحب قدر ليس لنا يد في اختياره .. أو اختبار ما ... ولكن "تاج الدين" حبه كان كالأبتلاء .

- ابتعدت وقلبها غير مصدق .. عقلها بحالة ذهول من كم التناقضات ... فقد  كان جرحة المستتر أعمق و أبعد من أن يحدث منه وقد أعطته كل شئ، كانت تضعه قبلها دائماً على مدار الارتباط .. وبحب وأخلاص شديد ..  فكيف له أن يفكر بها هكذا و يتراجع كطفل مَّل لعبته فكسرها متعمداً .... ومع من؟؟؟ معها هي ،، تحديدا ؟؟   بتول الروح  !!!!!  ...

 " لا لم يكن عشقاً ... كما أنه لم يكن أنسان حقيقي".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز