عاجل
الأربعاء 1 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الكتاب الذهبي
البنك الاهلي

الزهوة

رسم: سوزى شكرى
رسم: سوزى شكرى

أأنت مرضية يا مستكة؟ بنت البلد التي جفت يداها بالتعب، لم تعرف يومًا رطبًا. والحياة التي ماجت بك هنا وهناك، أي هناء رست بك بعد شقاء، ها أنت تدخلين ذاهبة للعمل من مدخل أثير، الكل فيه منمق بكل موضع وبشر. والأصوات الغليظة غابت، كلها أصوات رقيقة منعمة، لذاك وجوب عليك أن تتجنبي ذلك الصوت الذي، وإن حسبتي أنك ولدت به سقيمًا بالشدة، فإنه آن لك أن يلين في هذا المكان، مكان عملك الجديد، مع أصحاب البذلات السود الأنيقة هنا وهناك بلا ارتياب.



نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021
نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021

 

أنتِ اليوم يا مستكة، تلبسين ملبس خصوه لكِ في العمل كمثل الزمالة التي هنا، بينكم المساواة كفريق. ستطوفين تقدمين الشاي والقهوة للعاملين كلما حل بهم مزاج، وأنتِ تلبين المطالب في ابتسامة بشة، يحفظون هنا كرامتك، كم هم مهذبون. والراتب آتيك آخر الشهر، يدفع عنك شيئًا من حاجيات الأولاد ممن أمرهم في رقبتك مصون من بعد رحيل الزوج الأمين.

لكنك يا مستكة، ما أن تصعدي بكوب القهوة المنمق هذا إلى الطابق العلوي، حتى تلقي الفتاة الثلاثينية العزباء التي لطالما خجلت كلما سئلت عن اسمها، بأنه للغرابة في الصدفة، كانت إن سئلت عن اسمها ردت بأنهم ينادونها بـ"سوسو" في ضحك وخفة، فإن طال السؤال أوشت عنه باسمها النادر المطابق لاسمك "مستكة"، معللة غرابته بأنه على اسم جدتها الأكبر، وأنها وصية لها بأن تحمل الحفيدة الأكبر اسمها.

قدمي لها القهوة، ولا تطيلي الوقوف عند مكتبها، مستكة تلك، الموظفة عالية المقام في الزي الأسود الرسمي المنمق، وحديثها الناعم البهيج الذي تشوبه نبرة الملل من التكرار، والموظفون من حولها ما بين معجب بها وما بين معتاد عليها، هي في المنتهى ليست أنتِ.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز