عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هند جلال تكتب: أبناء ولكن...

هند جلال
هند جلال

يظن الأب أنه يحمي أبناءه بتصرفاته غير المبررة، وكذلك الأم، لكن الأبناء لا يترجمون تلك التصرفات على أنها حماية، بل يرونها قسوة وتحكما غير مبرر في حياتهم، وبالتالي يأتي رد فعلهم على عكس ما يتوقع الآباء، ولا يفهم أي من الطرفين ما يدور داخل الآخر، بسبب عدم وجود وسيلة صحيحة لتوصيل المشاعر المخفية، واتخاذ الآباء وسيلة وحيدة لحماية أبنائهم، وهي التصرفات الخالية من التبرير، فكان الرفض التام من الأبناء وبالتالي تصرفاتهم الحادة، وفي بعض الأحيان الإهانة.



ومعظم الأمراض النفسية ليست بيولوجية أو جينية فقط، بل هناك عشرات من العوامل الأخرى التي تتداخل مع بعضها وتؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية، وطريقة التربية من أهم العوامل، وأيضاً المعاملة والرسائل المرسلة إلى الأبناء وتأثيرها، وتأكيدها وتكرارها حتى تتحول إلى جزء لا يتجزأ من التكوين النفسي للأبناء.

 

وقد نؤذي أغلى ما نملك دون قصد، فبعد فترة زمنية قصيرة يصبح الطفل مقتنعا تماماً بما يتصف به دائما، مثل "مش هتقدر"، "أنت مقصر"، "أنت متستاهلش"، وغيرها من الصفات غير الحميدة التي تصبح جزءا من شخصيته.

 

وفي الحقيقة فإن العنف الأسري والحدة في تربية الأطفال، والتشدد في معاملتهم، تؤثر سلباً على صحتهم النفسية والعقلية، وتجعلهم عرضة للخوف والعجز والفشل، وتقلل من قدرتهم على مواجهة المواقف الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى الانطواء والسلوك العدواني.

 

ولهذا علينا أن نبدأ بتسليط الضوء على كل ما هو جميل داخل أبنائنا، وأن نردد كلمات الشكر والتقدير لهم، وأن نكون إلى جانبهم دائماً كي يصل إليهم ما في أرواحنا من حب واهتمام، وعلينا أن نذكرهم دائما أنهم يمتلكون القدرة على النجاح، حتى إن أخفقوا مرة تلو الأخرى، كما أن علينا أن نزرع الثقة داخلهم، وأن نعلمهم أن النجاح يأتي بعد مجموعة تجارب فاشلة قادت إلى التفوق والتميز.

 

ومن هنا سيفيض هذا النبع الصغير بالحياة الكريمة السوية، فيضاً لا يجف منبعه.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز