
ليليث

قصة: ريم ذكرى
كانت ليليث تجرى كالمجنونة بالشارع بملابسها الداخلية والدماء تنزف من يدها ووجها وتوجهت مباشرة لقسم الشرطة لتقدم بلاغًا ضد زوجها بالاعتداء عليها بالضرب، وتم القبض على زوجها وهو مذهول؛ حيث اتهمه الضابط بقيامه بالاعتداء على زوجته بالضرب وكذلك تبديد منقولات الزوجية وبعدم سداد الكمبيالة للمذكورة ليليث عادل المصري، كان مراد غير مصدّق ما يحدث، وقال لم يحدث أى شىء سوى أننى ضربتها بالفعل، وذلك لأنها قامت بشتمى وسبّى لذلك لم أتمالك أعصابى.
قام ضابط الشرطة باستدعاء ليليث وذلك لأخذ أقوالها بأقوال زوجها، بكت ليليث بكاءً هستيريًا وأخذت تقص ما حدث: لقد تزوجته فى أسبوع فقط لم أكن أعرفه واتفق مع أبى أن يتحملنى شهرين حتى أعتاد عليه، إلا أننى فوجئت من اليوم التالى باعتياده على ضربى وإطفاء السجائر بجسدى.. وشمّرت ليليث للضابط عن يديها ليرى يديها محروقتين ومليئتين بالكدمات ثم أكملت: إن جسدى كله هكذا، لقد اعتدت على الضرب إلا أنه فى أحد الأيام وجدته قد دخل المنزل ومعه فتاة ليل وعندما صحتُ فيه قام بضربى وأدخلها غرفة نومنا، لكن الله انتقم منه بعد ذلك بيومين كسرت يده وخسر ماله فأتى إلىّ يبكى وطلب منّى أن أعطيه مجوهراتى عندها قلت إنه قد ينصلح حاله، ولكن اشترطت عليه أن يوقّع على كمبيالة بمبلغ المجوهرات حتى أضمن حقى، وذهبنا عند محل للمجوهرات وقمنا ببيع المجوهرات، وهناك ذكرته بوعده فانتفض وكان سيتهجم علىّ هناك لولا تدخّل صاحب المحل وقام بالبصم على الكمبيالة أمام صاحب المحل؛ لأن يده كانت مكسورة، وشهدعلى تلك الكمبيالة صاحب المحل وابنه، هاهى صورة من الكمبيالة ولك استدعاؤهم.

ثم بعد ذلك بيومين فوجئت أنه أحضر بعض الأشخاص وقاموا بتحميل أثاث المنزل بأكمله، وعندما وقفت له قام بضربى أمام بواب العمارة، ولك سؤاله، ورُغم كل ذلك صبرت معه إلا أننى فوجئت ليلاً بأنه أتى وأراد التهجم علىّ وقتلى فهربت منه وأتيت على هنا. صمت الضابط قليلاً ثم أردف: ما دليلك على تلك الأقوال؟
ردت ليليث: شهادة الشهود والكاميرا، إنه ركّب كاميرا بالمنزل لتصوير ما يفعله بى إنه شخص مريض كما أن فتاة الليل اسمها مبروكة محمد وتعمل ببار فرونيكا هو من أخبرنى بذلك. قام الضابط باستدعاء الشهود والذين جميعهم أكدوا كلام ليليث، وأخرج شريط الفيديو الخاص بالكاميرا وقامت ليليث بإعطائه وصلاً يدل على شراء مراد للكاميرا، عندها قام باستدعاء مراد ثانية وواجهه بالأدلة والذي أنكرها تمامًا وأنكر أنه قد اشترى كاميرا من الأساس ولا يفهم كيف أن الجميع شهدوا عليه وكيف تواجد فى تلك الأماكن وكيف ظهر فى الكاميرا وكيف تتواجد بصمته على تلك الكمبيالة.
انهار مراد عندما أخبره المحامى أنه لا مَفر إلا أن تتنازل ليليث عن تلك الاتهامات. ذهبت ليليث لمراد بالحبس وأخبرته أن يطلقها وأن يسدد الكمبيالة وسوف تتنازل عن كل الاتهامات الموجّهة ضده من زنى وضرب وتبديد وكل شىء، وسألها عن قيمة الكمبيالة أخبرته أنها أحد عشر مليون جنيه، صدم لأن هذا نصف ما يملكه ولكنه وافق مرغمًا على مطالبها خوفًا من الفضيحة واسمه وقام بتطليقها.
مساءًً ذهبت ليل إلى أيهم حبيبها والذي رفض أهلها تزويجها إليه والذي حاول الانتحار يوم زفافها وقابلته والذي سألها عن سبب تحمّلها ما قام به مراد فى حقها، ابتسمت ليليث، وقالت هو لم يفعل شيئًا مطلقًا؛ بل كان يعاملنى كجوهرة، اللهم المرّة الأخيرة التي ضربنى فيها ولآخر لحظة لم يخبر الضابط عن سبب ضربه لى.
بدأت فى سرد ما حدث: حسنًا مراد كان يحتسى الخمر كثيرًا وأثناء سُكره كان يتباهى بأفعاله الشريرة العديدة ومن تلك الأفعال لفت انتباهى موضوعان، أحدهما أنه قام بضرب فتاة ليل وجعلها قعيدة الفراش شهرًا مما فعله بها وأنها مثلى بيضاء ذو شعر أسمر وتقريبًا فى نفس الوزن ولم تستطع الإبلاغ عنه بسبب شغلها، وثانى أمر أنه كان يعرف شخصًا يشبهه كثيرًا لكنه ليس مثله تمامًا فى الشكل العام عندما كان يريد أن يفعل أمرًا غير قانونى كان يجعله كحُجة غياب يجعله يتواجد بأى مكان به كاميرا تظهره من بعيد فيظهر أنه مراد ولكنه فى النهاية غدر به وورّطه فى قضية وأمضى سَنة بالسجن.
المهم ذهبت لهم واتفقت معهم أن يساعدونى للانتقام من مراد ويكسبوا بعض المال. ذهبت أولاً لشبيه مراد ووافق على الفور ولكننى اشترطت عليه بمجرد أن يحصل على المال يسافر ويختفى. ابتسمت ليليث: أنت تعلم أننى درست المؤثرات بكلية الفنون الجميلة لذلك بالمكياچ وبعد القطع من الماسكات التي أصنعها أصبح مثل مراد تمامًا، أخبرته أن يذهب إلى شراء كاميرا وأن يختلق أى مشكلة تجعل الرجل يتذكره، وبالفعل فعل ذلك وأخبرته أننى كلما اتصل به يحضر المنزل ويفعل أمره به فى الهاتف.
طبعًا كنت اشتريت هاتفًا شبيهًا بهاتفى تمامًا هو الآن بقاع النيل تمامًا وكنت أتصل بمراد فى كل مرّة أتصل بشبيهه حتى لا يشك أحد بشىء. وكان يأتى ويقوم بضربى وبإطفاء السجائر بيدى وجسدى وسحلى من شعرى ولكن كل شىء يهون لأجلك والباقى أنت تعرفه، كل ما حدث عند بائع المجوهرات وأثناء بيع المنزل الشبيه هو من كان معى وليس مراد والشبيه الآن بفرنسا تأكدت من رحيله بعد أن قبض ماله. نأتى لفتاة الليل ذهبت لها واتفقت معها ولكن ما كان يشغلها أن تتهم بقضية زنى، لذلك زوجتها لأحد الأشخاص لحين انتهاء القضية حتى لا يستطيع أحد اتهامها، فزوجها له الحق فى التنازل عن تلك القضية، وفى ذلك اليوم خرجت أنا ومراد واشتريت لها فستانًا شبيهًا بفستانى وجعلتها تقوم بتسريحة شعرها بنفس الطريقة وأن تنتظرنى فى جراج العمارة التي نقطن بها وعندما عدت كنت قد وضعت لمراد فى المياه نوعًا من المخدر لا يجعله فى وعيه أحضره لى شبيهه، وطوال الوقت هى معه وأنا ذهبت باكرًا للمنزل، وأنت تعلم البقية، هى حضرت وكل من رآنا معًا من بعيد اعتقد أنها هى التي كانت معه وليس أنا. هذا ما حدث وخسّرت أبى ومراد نصف مالهم؛ لأن أبى كان شريك مراد من الباطن لأنك تعرف مكانة أبى فى الحكومة. ذهل أيهم مما سمع ولكن كانت هناك جزئية حيرته فكيف وصلت بصمة مراد على الكمبيالة! ابتسمت ليل وقالت: الكمبيالة كانت ورقتين فوق بعضهما إحداهما أقصر من الأخرى، كانت الأولى تنتهى عند توقيعى وبصمة مراد والثانية كان بها توقيع صاحب محل المجوهرات وابنه، وعندما عدت للمنزل قمت بإزالة الورقة العليا ووقعت وبصمت مراد عليها وهو نائم دون أن يشعر.
صمت أيهم كثيرًا وقال لها: حقيقة أصبحت أخاف منك ولم أعد أثق بك ثانية ولا أستطيع الارتباط بك. صدمت ليليث مما سمعت من أيهم وتركته وركبت سيارتها وانهارت، هل حقًا فعلت كل شىء لأجله وهو يتركها ويخاف منها، ألا يعرفها، ألا يفهم أن ذلك ليس بطبيعتها ولكن حسنًا كل سيدفع الثمَن.. وابتسمت.