صعيد مصر يزخر بمشروعات سياحية عملاقة.. وعاد السياح إلى أرض الأجداد

عادت حركة السياحة إلى محافظات الصعيد، خاصة بالمناطق الأثرية الضاربة في تاريخ تحكي الأجداد، جاء ذلك  نتيجة المشروعات العملاقة في قطاع السياحة والآثار، والتي بلغت مليارات الجنيهات بدأ العمل بها عقب استقرار أوضاع وأحوال البلاد، في أعقاب اندلاع ثورة 30 يونيو، عام 2012، مشروعات محافظة المنيا عروس النيل، وستضع تلك المشروعات المنيا على خريطة السياحية العالمية، وتجعلها محط أنظار العالم خلال الأعوام القليلة المقبلة.

 

متحف ملوي 

أبرز تلك المشروعات كان إحلال وتجديد متحف ملوي، حيث تعرض المتحف للاقتحام علي يد الجماعات الإرهابية والمتطرفة خلال أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة في عام 2013، وطالت يد المخربين المتحف بالحرق والسلب والنهب، ونجحت جهود الدولة المصرية في إعادة جميع القطع التي تم نهبها في الوقت الذي كانت تجري فيه أعمال إحلال وتجديد المتحف ليكون قبلة سياحية مشرفة لمحافظة المنيا، وصعيد مصر.

تطوير تل العمارنة

ومن بين المشروعات تطوير 4 مناطق سياحية هي: «تل العمارنة، حيث المدينة التي أنشأها الملك أخناتون لعبادة الاله أتون وتضم تلك المنطقة آثار فرعونية متنوعة، وهامة لهذه الفترة من حكم الأسرة الثامنة عشرة.

وتم أيضا تطوير لمنطقة الأشمونين بملوي، وتونا الجبل، التي شهدت عدة اكتشافات اثريه هامة خلال الثلاث سنوات الماضية وتم تطويرها وخاصة مقبرة الأميرة ايزادورا شهيدة الحب.

رحلة العائلة المقدسة

كما تم تطوير دير السيدة العذراء بجبل الطير، والمدرج ضمن مسار رحلة العائلة المقدسة، ويعد مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة بمنطقة دير جبل الطير بمركز سمالوط، من أهم وأكبر المشروعات السياحية في المنيا، خاصة وأنه مدرج بمسار الحج المسيحي، ومن المقرر أن يشهد توافد آلاف الزوار خلال العام الواحد، مما سيجعل محافظة المنيا، في مقدمة المحافظات التي تشهد رواجا سياحيا، ويضم دير العذراء كنيسة أثرية أمرت ببنائها الملكة هيلانة أم قسطنطين الأول حينما علمت بأن العائلة المقدسة مكثت 3 أيام في تلك المنطقة هربا من بطش الرومان.

كما تجرى أعمال تطوير المرحلة الثانية من مشروع أحياء رحلة العائلة المقدسة بالمحافظة على قدم وساق، والتي تشمل عمل مدخلين للمنطقة الأثرية، بالإضافة إلى تشجير وأعمال لاند سكيب على جانبي الطريق المؤدى إلى الكنيسة الأثرية، كما تشمل المرحلة الثانية عمل لوحات إرشادية تعريفية للمنطقة.

 

وأشار إلى أنشاء استراحة سياحية ومركز زوار لاستقبال السياح الوافدين لزيارة المنطقة الأثرية، مع عمل أرضية من البازلت بطول 500 متر من الاستراحة السياحية وحتى الكنيسة الأثرية مع دهان واجهات المقابر على جانبي الطريق المؤدى إلى الكنيسة.

وقد تم حفر المعمودية في منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، ويقع اللفان اتجاه الباب الغربي في منتصف أرضية الصحن ويغطيه باب خشبي أما الهيكل فهو عبارة عن حجرة منحوته في الصخر وبها المذبح، ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان.

وتعتبر المغارة هي المكان الذي أقيمت به العائلة المقدسة أثناء رحلتهم في مصر لمدة ثلاثة أيام، وهي ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية، وكانت تلك المغارة غير معروفة في الثلاثة قرون الأولى إلى أن حضرت الملكة هيلانة بعد أن تم اكتشاف الصليب المقدس.

 

آثار بهنسا  

 

ومن أهم المشروعات السياحية في المنيا، تطوير منطقة آثار البهنسا الإسلامية بمركز بني مزار، وتلك المنطقة تضم مئات من الأضرحة والقباب لأولياء الله الصالحين، ودفن بها مئات من الصحابة البدريين، الذين شاركوا في الفتح الإسلامي لمصر. وسوف تشهد هذه الأضرحة التطوير بناء على ما نادى اليه مؤخرا السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير كل أضرحة أولياء الله الصالحين.

 

المتحف الآتوني

 

 المتحف الآتوني وهو واحد من المشروعات القومية العملاقة التي تشهدها أرض محافظة المنيا، ذلك الحلم طال انتظاره والذي اقترب على الانتهاء بسواعد مصرية، المتحف الآتوني بمنطقة شرق النيل، يعد أحد أهم المشروعات، التي تم استكمال العمل فيه حاليا بعد توقفه لسنوات طويلة.

 

ويتكون متحف أخناتون من 14 قاعة للعرض المتحفي، وقد يصل عدد القطع الأثرية المقرر عرضها عند افتتاحه إلى 10 آلاف قطعة أثرية.

وستضم القاعة الرئيسية تاريخ مدينة المنيا عبر العصور المختلفة أما باقي القاعات فتحتوي على قطع اثريه تسرد تاريخ وفن الفترة الآتونية، إضافة إلى مسرح وسينما وقاعة مؤتمرات تسع حوالي 800 فرد ومكتبة اثريه ومنطقة بازارات بها 19 بازارا، و5 بحيرات صناعية تطل على النيل، وعددا من الكافيتريات، إضافة إلى مبنى إداري به مركز لتدريب العاملين وآخر لإحياء الصناعات والحرف التراثية. 

 

 السياحة إلى بلد موحد القطرين 

وفي محافظة سوهاج كان الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، قد افتتح متحف سوهاج كواحد من أهم المزارات السياحية على مستوى الجمهورية، والذي ظل سنوات طويلة ينتظر عملية التطوير وشهدت أيضا محافظة سوهاج عدة مشروعات للجذب السياحي.

 تطوير معبد أبيدوس

من أهم المشروعات، أيضًا، كان مشروع خفض منسوب المياه بأبيدوس في البلينا سوهاج يستهدف المشروع سحب المياه الجوفية من المعبد نظرًا لأنها تمثل خطورة على النقوش الجدارية للمعبد وذلك من خلال بناء مجموعة من الخنادق العميقة لسحب المياه، بتكلفة 42 مليون جنيه.

 

 وتقع ضمن الإقليم الثامن من أقاليم مصر العليا، وأطلق عليها اسم "تا ور" أي الأرض العظيمة، وسميت أيضًا "آب جو"، ومنه اشتق اسمها الحالي "أبيدوس". وكانت مركزًا لعبادة المعبود "خنتي أمنتيو" قبل أن تصبح مركزًا رئيسا ً لعبادة "أوزير". تعتبر أبيدوس من أغنى المواقع الأثرية في مصر، حيث إنها تحوي معبد الملك سيتي الأول، الذي يعد أحد أهم المعابد المصرية نظرًا إلى تخطيطه المعماري الفريد، وجمال نقوشه وروعة ألوانها، بالإضافة إلى احتوائه على عدد كبير من المناظر المتفردة.

 

أما غرب المعبد فيوجد الأوزوريون الذي يعد ضريحًا رمزيًا لأوزير إله البعث والخلود والعالم الآخر، وينخفض الأوزوريون عن منسوب أرضية المعبد بنحو ١٨م. كما تضم المنطقة أيضًا معبد الملك رمسيس الثاني الذي كرس لعبادة أوزير والذي صورت على بعض جدرانه مناظر لمعركة قادش. تحوي المنطقة أيضًا عدة مواقع أثرية مميزة مثل مقابر ملوك الأسرتين الأولى والثانية، وشونة الزبيب، وجبانة الصقور، وكوم السلطان، وأم الجعاب. بتكلفة ٤٢ مليون جنيه.

  متحف سوهاج القومي 

     يقع على مساحة 8700 متر مربع، ويضم 6 قاعات للعرض ونحو ألف قطعة أثرية وهذه القطع الأثرية ما بين مومياوات وتوابيت خشبية وتماثيل وأحجار ثقيلة وعُملات ذهبية وبرونزية وقطع أثرية صغيرة ثمينة" فرعوني- إسلامي- قبطي- يوناني- روماني- بطلمى"، بالإضافة لساحة كبيرة بينهما، وسيغطيها هرم ممثلا في تمثال لرمسيس الثاني الضخم، أما القاعات الـ6 فتمثلها الملكي، حيث خرجت ملوك الأسرة الثانية من محافظة سوهاج، ويعبر عنها قطع أثرية مختلفة كتب عليها أسماء هؤلاء الملوك، وأيضًا مدينة أخميم والتي اشتهرت عبر العصور بنسيجها، لذا اهتموا باختيار قطع أثرية تمثل ذلك التاريخ من صناعة النسيج عبر العصور، وأيضًا الأسرة الصعيدية بفكرها المختلف وتميزها بعادتها وتقاليدها المختلفة، وماذا عن الحياة اليومية لتلك الأسرة، من مأكل ومشرب أو ملابس أو صناعة أو غيرها، ثم التراث الشعبي لمحافظة سوهاج، والذي تم اختيار قطع أثرية تمثله عبر العصور.

 

تم بناء المتحف على بدروم ودور أرضي، وبدأ العمل فيه عام 1993 وتوقف عام1996، وعقب ذلك تم إسناده لجهاز الخدمة الوطنية عام 2004 إلى عام 2010، وتم استئناف العمل به في منتصف عام 2016، وافتتح في 12 أغسطس 2018. بلغت التكلفة الإجمالية للمتحف 72 مليون جنيه.

 

وهناك عدة مشروعات سياحية أخرى بتكلفة بلغت 14 مليونا و768 ألف جنيه تضمنت إنشاء وتطوير منطقة آثار الحوا ويش، بتكلفة 9 ملايين و600 ألف وإنشاء وتطوير منطقة آثار أتريبس بمركز سوهاج بتكلفة 4 ملايين و700 ألف وتطوير مرسى ناصر السياحي بتكلفة 468 ألف جنيه.

  محافظة الأقصر 

شهدت الأقصر حدث عالمي بافتتاح الأقصر طريق الكباش وعيد أبوت بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ولفيف كبير من الشخصيات العامة والفنانيين العالميين والمصريين في احتفالية ترويجية حضارية تهدف إلى الترويج السياحي لمدينة الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم وإبراز المظاهر الجمالية والحضارية لها، بالإضافة إلى إبراز ما بها من مقومات سياحية وأثرية متميزة ومتنوعة خاصة في ظل الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالمحافظة وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها.

 

وتم الانتهاء من أعمال تطوير وإعادة تهيئة مرسي وزارة السياحة والآثار، للفنادق العائمة بالأقصر.  بدأت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ مشروع تطوير مرسي الأقصر في نوفمبر ٢٠١٩، وتم تسليمه أول أكتوبر ٢٠٢١. ينقسم المرسى إلى قسمين، الأول بطول ٤٥٠ متر ليسع عدد ٥ أرصفة لرسو الفنادق العائمة، والثاني بطول ٧٣٠ مترا ليسع عدد ٦ أرصفة لرسو الفنادق العائمة به، كما يشمل المرسى عدد ٦٩ محلا. إن مشروع التطوير تضمن عمل شبكة خاصة بالصرف للمراكب النيلية بطول المرسى، بالإضافة إلى عمل شبكة خاصة بالحريق، وتم تبليط الأرضيات باستخدام الرخام والجرانيت والبازلت الأسود وعمل أحواض زراعات تحتوي على أشكال متنوعة من الزرع، بالإضافة إلى تزويد المرسى بعدد ١٧ برجولة خشبية و٦ أكشاك لخدمة المواطنين مزينة بنقوش تحمل طابع الهوية البصرية المميز لمدينة الأقصر.

وتم تجميل المرسى بعمل جداريات من الفنون الجميلة تعتمد فكرتها على الدمج بين الخط العربي، وصور الرجل والمرأة المصرية من مصر القديمة ومن صعيد مصر مع توظيف المناظر الطبيعية الخلابة ورموزها الجميلة كالنخيل والمراكب الشراعية.

 

كما تم عمل جداريات البوليستر، التي تصور بشكل أساسي مشاهد من حياة المصري القديم في الحضارة الفرعونية وهي مزودة بإضاءة لإبراز جمالها ليلاً.  تم رفع كفاءة البنية التحتية من طرق وأرصفة، وكذا أعمال الزراعات والأشجار والنخيل وأحواض الزرع الموجودة على طول طريق الكورنيش والميادين، ورفع كفاءة وتطوير السوق السياحي.

وتم دهان الأسوار وأعمدة الإضاءة وواجهات البازارات السياحية الواقعة على الطريق وتجميل اللوحات الإرشادية بالشوارع، لتحقيق مظهر حضاري للمنطقة بأسرها.

 

 وتم أيضا مشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة إلى 14 عمودا بمعبد الأقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ"طريق الكباش".

ولقد حققت هذه الفاعلية هدفها بشكل كبير أعاد لها أهميتها ورونقها الذي تستحقه، كأهم مزار في السياحة الثقافية على مستوى العالم.