عاجل
السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
معرض الكتاب.. إبهار وتخليد ونفاذ 

همس الكلمات

معرض الكتاب.. إبهار وتخليد ونفاذ 

لم يكن من اليسير أن تمر فترة إقامته مرور الكرام، وهي التي استمرت على مدى 10 أيام، جذبت خلالها نحو 3 ملايين زائر، وشارك في الفعاليات 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا، وتوكيلًا من 51 دولة.. ودون إبراز إبداعاته التي تمت للمرة الأولى وأبهرت الزوار، إنه معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي أقيم في دورته الـ53 برعاية رئيس مجلس الوزراء، تحت شعار: "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل".



وفي البداية لا بد من توضيح أن العدد الضخم والاهتمام من جانب الزوار بزيارة المعرض، يكشف حقيقة مهمة تتمثل في مكانة القراءة لدى المواطن المصري، وأن الكتاب الورقي المطبوع لا يزال يشهد إقبالًا ولم يندثر، مثلما يرغب البعض في ذلك.

 

 

هذا إلى جانب العديد من الإبداعات الجديدة التي شدتني خلال المعرض، وتستحق أن نتوقف أمامها ونقوم بسردها، ومن بينها: 

 

 

أول نسخة من المصحف الشريف بطريقة "برايل" لذوي الهمم، والذي طرحه جناح الأزهر الشريف بعد عام كامل من الإعداد والتجهيز، كنسخة تجريبية لإبداء الرأي فيها، استعدادًا لطباعة نسخ أكثر وتوزيعها بالمجان، والمصحف مكون من 5 أقسام يضم كل منها 6 أجزاء من القرآن الكريم، ويتميز بكبر الحجم مقارنة بالمصحف التقليدي، وبالورق المقوى السميك حتى تكون الحروف بارزة وواضحة يمكن قراءتها بسهولة ويُسر.

 

 

كما شدني أيضًا في جناح الأزهر الشريف ليس الكعبة المجسمة فقط، ولكن لفت انتباهي طفلة صغيرة ترتدي ملابس بيضاء، مثل ملابس الإحرام، وتضع الطرحة فوق رأسها، وتقف بجوار والدتها لالتقاط صورة لها وهي تدور حول الكعبة المجسمة التي جاءت في طول الفتاة الصغيرة تقريبًا، وهو ما يبشر بجيل يعلم تعاليم دينه، ويحرص على أدائها.

 

 

كما شدني بصورة مؤثرة الأطفال في جناح الأزهر الشريف، وقد وقفوا في صف واحد رافعين لوحة ورقية مكتوب عليها "في القلب يا ريان" تخليدًا للطفل المغربي، شهيد البئر، ولوحة أخرى مرسوم فيها قلب بداخله اسمه. 

 

 

كما لم ينسوا أطفال سوريا، وخصصوا لهم لوحات مكتوبًا عليها "أطفال سوريا في القلب"، تضامنا معهم في محنتهم. 

 

 

إضافة إلى توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لأول مرة داخل المعرض، من خلال تقنية الهولوجرام والنظارات المجسمة لقصص الأطفال.

 

 

ومن بين الأمور التي تعجبت لها وتساءلت: هل من المعقول أن يظل كتاب ألف ليلة وليلة- الذي ظهرت نسخته الأولى والثّانية في القرن الثّامن الميلاديّ، ويضم 12 مجلدًا- هو الكتاب رقم 1 بين رواد المعرض، وأن تنفد جميع نسخه بجناح دار الكتب والوثائق القومية، وهو ما يؤكد أن الفكر الثقافي الأصيل يستمر مهما طال الزمان.

 

 

كما أنه من الأمور التي تستحق الإشادة، إطلاق اسم المشير حسين طنطاوي، رحمه الله، على جناح القوات المسلحة، وحرص الجناح على نشر الوعي والثقافة العسكرية من خلال إصدارات متنوعة تتناول التاريخ العسكري المصري.

 

 

واحتوى جناح وزارة الدفاع- الذي تشرف على تنفيذه هيئة البحوث العسكرية- على مجموعة من أبرز الأبحاث والرسائل المقدمة في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وكلية الدفاع الوطني، والنشرات الدورية لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، وعرضًا للوثائق التاريخية من المخططات والكتب والمطبوعات والصور النادرة والأفلام الوثائقية التي أنتجتها إدارة الشؤون المعنوية، وإصدارات هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، وإدارة المساحة العسكرية، وإدارة التعليم والتدريب المهني، وإدارة الحرب الكيميائية، كما قدمت إهداءات ومزايا لروادها تشمل سلسلة كتيبات تحكي معارك وبطولات القوات المسلحة، وعددًا من الهدايا التذكارية والعينية.. وغيرها من الأمور المهمة التي تم التركيز عليها خلال المعرض، وأصبحت محل الاهتمام من جميع الزوار.

 

 

أولستم معي، أن الثقافة الهادفة لديها دور كبير في توجيه المجتمع نحو الأساليب الحياتية السليمة، والحفاظ عليه من أي تجاوزات، وأن العمل الجيد يعيش على الدوام، ويصبح دائمًا في حاجة ماسة إلى الدعم؟  

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز