الحرب على أوكرانيا وتأثيراتها على المواد البترولية والخبز والطلاب
أميرة عبدالفتاح
قد يكون للحرب في أوكرانيا تأثير مدمر على بعض الدول الإفريقية، حيث تهدد اقتصاداتها وتشهد تعرض الحكومات لضغوط دبلوماسية للانحياز إلى جانب في الخلاف المتصاعد بين روسيا والقوى الغربية.
ربما يعجبك
حرب أوكرانيا وإفريقيا
كما أشار مقال في موقع Daily Maverick الإخباري بجنوب إفريقيا، فإن الحرب في أوروبا البعيدة "ستشعر بها كل قرية وبلدة في جنوب إفريقيا والعالم".
كتب مارك هيوود: "حتى قبل إطلاق الصواريخ الأولى، تسببت هذه الحرب في خسائر مروعة من أنفاف مليارات الدولارات على إعادة التسلح وارتفاع أسعار السلع وضغوط أزمة المناخ المتزايدة في عام حرج".
ماذا كان رد فعل إفريقيا على الحرب؟
دعت جنوب إفريقيا - التي تملك وأحدًا من أكبر اقتصاديات القارة - إلى انسحاب فوري للقوات الروسية من أوكرانيا، قائلة إن النزاع يجب حله سلميا.
وقال بيان حكومي: "الصراع المسلح سيؤدي بلا شك إلى معاناة بشرية ودمار، لن تؤثر آثاره على أوكرانيا فحسب، بل ستتردد صداها في جميع أنحاء العالم، ولا توجد دولة محصنة ضد آثار هذا الصراع".
ويشكل موقف جنوب إفريقيا مفاجئًا لروسيا التي تعتبرها حليفًا رئيسيًا في إفريقيا. تتمتع الدولتان بعلاقات اقتصادية قوية، وكلاهما عضو في بريكس- وهي مجموعة مكونة من الاقتصادات الناشئة في العالم.
وتمتلك جنوب إفريقيا استثمارات في روسيا تصل إلى ما يقرب من 5 مليارات دولار، في حين يبلغ إجمالي الاستثمارات الروسية في جنوب إفريقيا حوالي 23 مليار راند العملة الوطنية الجنوب إفريقية.
لقد ذهبت كينيا - القوة الاقتصادية لشرق إفريقيا، والعضو غير الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - إلى أبعد من ذلك في إدانة روسيا.
وفي خطاب مثير، قال سفير كينيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مارتن كيماني، "إن وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا منتهكة. ميثاق الأمم المتحدة لا يزال يذبل في ظل هجوم قوي من الأقوياء".
كما أدانت غانا والجابون- الدولتان الإفريقيتان الأخريان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- روسيا.
لم تعلن أي دولة إفريقية حتى الآن عن دعم التدخل الروسي، ولا حتى مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تساعد القوات الروسية الحكومات في محاربة التمرد.
وأقيم نصب تذكاري للجيش الروسي في بانجي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى العام الماضي، لكن - السودان كان لها موقفًا لافتًا، حيث وصل القائد العسكري السوداني القوي، الفريق محمد حمدان "حميدتي" داجولو، إلى موسكو مع بدء الحرب في أوكرانيا، وكانت رحلته تهدف إلى تعزيز العلاقات مع روسيا.
في غضون ذلك، قال السفير الروسي لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية، إن موسكو مستعدة لمساعدة الدولة الواقعة في وسط إفريقيا على إنهاء العنف المسلح في شرق البلاد، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي.
كيف ستؤثر الحرب على الأفارقة العاديين؟
قفزت أسعار النفط بالفعل إلى ما بعد 100 دولار للبرميل لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 2014.
قد تحصل ميزانيات البلدان المنتجة للنفط مثل نيجيريا وأنحولا على دفعة من ارتفاع الأسعار، لكن من المرجح أن ترتفع تكلفة النقل بالنسبة للناس في جميع أنحاء القارة. سيكون لهذا تأثير غير مباشر على أسعار جميع المنتجات الأخرى تقريبًا.
قال تشارلي روبرتسون، كبير الاقتصاديين العالميين في رينيسانس كابيتال: "تصبح ضربة مزدوجة لاحتمال ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميًا وأسعار الطاقة المرتفعة التي تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وعندما تستجيب البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة، فإنها تصبح ضربة ثلاثية".
لكن باتريك سميث، محرر مجلة Africa Confidential برينشر التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، قال إن الحرب أتاحت فرصاً هائلة للدول المنتجة للنفط والغاز.
وأضاف: "يتعين على أوروبا أن تجد بسرعة بدائل للغاز الروسي، والبدائل الأكثر موثوقية موجودة في إفريقيا، إنها فرصة عظيمة للدول الإفريقية للتحرك فيها، وإبرام صفقات جديدة بسرعة".
يتزايد القلق بشأن الزيادة الحادة في سعر الخبز، وقال إن الخطر الأكبر الذي تواجهه إفريقيا هو الارتفاع المحتمل في أسعار الخبز، حيث تزود روسيا وأوكرانيا حوالي 30٪ من القمح العالمي.
"كان سعر الخبز قوة دافعة لعدم الاستقرار السياسي، وأدى إلى اندلاع الربيع العربي. ويمكن أن تكون البلدان المغاربية - مصر وتونس والمغرب وليبيا والجزائر، التي تعتمد بشكل كبير على القمح - الأكثر تضررا من تقلص الإمدادات، وزيادة الأسعار".
كما تشعر كينيا بالقلق من تأثير الحرب - والعقوبات المالية على روسيا - على صناعة الشاي الحيوية فيها. تعد روسيا من بين أكبر خمسة مستهلكين للشاي، مما يساعد كينيا على كسب العملات الأجنبية.
كينيا هي مصدر رئيسي للشاي
وقال إدوارد موديبو، الرئيس التنفيذي لاتحاد تجار الشاي في شرق إفريقيا "EATTA": "يتم تصنيف الشاي والمشروبات الأخرى على أنها مواد غذائية ولن تتأثر عادة بالعقوبات المفروضة على التجارة".
ومع ذلك، قال إن بعض التجار قد لا يرغبون في المخاطرة في حالة منع روسيا من أنظمة المدفوعات الدولية.
ماذا عن الأفارقة في أوكرانيا؟
نظرًا لأن لديها رسومًا دراسية ميسورة التكلفة وعلاقات مع إفريقيا تعود إلى الحقبة السوفيتية، تعد أوكرانيا وجهة رئيسية للطلاب الأفارقة، حيث يدرس الآلاف في جامعاتها- وخاصة الطب، يعيش الأفارقة الآخرون ويعملون في أوكرانيا.
مع اندلاع الحرب، تزايدت المخاوف بشأن سلامتهم، وحثت وزارة الخارجية الغانية مواطنيها الذين يزيد عددهم علي 1000 على "اللجوء" في منازلهم أو في ملاجئ مخصصة من قبل الحكومة.
لكن الاتحاد الوطني لطلاب غانا دعا الحكومة إلى الترتيب لإجلائهم، قائلاً: إن الحرب تتطلب استجابة مماثلة لتلك التي تم اتخاذها.
جوجل نيوز
