محاربات "عطاء السماء" يتجاوزن آلام السرطان بالفن

مفارش بألوان زاهية ولوحات فنية متنوعة وغيرها من المنتجات التي صنعت بحب، يلتف حول مائدة عرضها سيدات يغلب الود على حديثهم، هن محاربات السرطان من صانعات هذه الأشغال الفنية والذين جمعتهم جمعية (عطاء السماء) لدعم مرضى السرطان، والتي تقدم نوعا مهما من الدعم وهو الدعم النفسي والمهني إلى جانب أنشطة الجمعية الأخرى التي تتنوع ما بين العلاجية والترفيهية.

من داخل نادي الزهور وعلى مدار ثلاثة أيام شاركت عضوات من الجمعية في معرض (نقدر)، "بوابة روزاليوسف" التقت المحاربات، ومنهن وفاء الشاذلي والتي قالت إنها تعرفت إلى جمعية (عطاء السماء) من خلال ما تقدمه من خدمات الدعم النفسي؛ وهو ما شعرت باحتياجها له بعد إصابتها بمرض السرطان مرتين.

 وأضافت: "كنت في حاجة للتواصل مع من يشبهوني، وعندما نصحت بممارسة الأشغال اليدوية لم أعرف قيمتها الحقيقية إلا بعد ممارستها؛ لأنها أشعرتني بالسعادة والطاقة الإيجابية، لاسيما وأنني لم يكن لدي فكرة مسبقة عنها وبعيدة عن مجال عملي كمهندسة معمارية".

تضيف، أنها تحرص على نقل تجربتها لمريضات أخريات، وهو ما يهون علينا آلام المرض ومعاناة جلسات العلاج الكيماوي.

سحر سيد، واحدة من المحاربات في جمعية (عطاء السماء) وقفت لتعرض إنتاجها وهي أطقم الملايات المزينة بتطريز مميز قالت إنها رسوم ذات طراز ياباني، وهي معلمة ولم يكن لها خبرات سابقة مع الأشغال اليديوة، وقالت إنها تعرفت إلى الجمعية بهدف الحصول على الدعم النفسي، ولكن أصبحت تشارك في أنشطة أخرى منها محاضرات التنمية البشرية والرحلات الترفيهية، وورش العمل الخاصة بالتعريف بمجالات مختلفة من العمل اليدوي من خلال مدربين محترفين في مجالات عدة منها الديكوباج والتفصيل والكروشيه والجلود.

وأضافت أن المشاركة في المعارض هي المتنفس الوحيد أمامهم، ويحرصون على عرض منتجاتهم، وخاصة أن بعض المحاربات تعتبر هذه المنتجات مصدر رزق لها، وقالت رغم ما نعانيه نتمسك بالحياة بكل ما فيها.  

  تشارك جمعية عطاء السماء أيضًا في معرض (ديارنا) الذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي حاليا في أحد مراكز التسوق في التجمع الخامس، سحر فودة، رئيس مجلس إدارة الجمعية قالت ل"بوابة روزاليوسف"، إن الفكرة نابعة من الألم مشيرة إلى أنها تجربة مرض شقيقتها بالسرطان واحتاجت إلى الدعم النفسي وكان للأشغال اليدوية أثر إيجابي عليها، وتأسست الجمعية عام 2013 وتولت فودة الإدارة عام 2017، ولديها فرع في المقطم مشغل وأكاديمية للتدريبات والندوات ومشغل، وفرع أخر في المهندسين مخصص لتقديم الخدمة العلاجية ويحمل اسم دكتورة هبة خفاجي رحمها الله، وهي من أبرز أطباء قسم علاج الأورام في مستشفى القصر العيني، وكانت لها جهود خيرية هامة.

بحسب سحر فودة يقدم المركز العلاجي عدة خدمات منها العلاج الطبيعي لمرضى السرطان؛ لعلاج الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج من الأورام، وأشارت إلى وجود شراكة مع الهيئة الدولية لقرى الأطفال (SOS) بهدف تقديم برنامج رعاية للأطفال فاقدي الرعاية الوليدية، يقدم عدة خدمات منها تعديل سلوك من خلال الفن وتوعية قانونية وغيرها من الخدمات.

ولفتت إلى أن الأشغال اليدوية الهدف منها ليس فقط لفائدتها النفسية والمعنوية للمحاربات ولكن أيضًا لكي تكون مصدر رزق لهم، ولكي توفر مصدرا لتمويل الخدمات الطبية التي تقدمها الجمعية، كما أن البعض يتبرع بخامات والفنانون والمدربون يتبرعون بوقتهم لتدريب محاربات السرطان على مختلف الحرف اليدوية والأشغال الفنية، أما عن التسويق يتم من خلال المعارض وتتمنى أن يكون لهم مقر دائم لتسويق أعمالهم.