السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الدين الحنيف كرم الأم .. والصحابة ضربوا أروع الأمثلة للبر

بر الوالدين - ارشيفية
بر الوالدين - ارشيفية

كرم الدين الحنيف الأم وجعل الجنة تحت قدميها لما تلاقيه من آلام ومشاق في الحمل والولادة، ولما تقدمه من تضحيات من أجل أبنائها، وقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في البر.

ونجد الإسلام لم يحدد يوما واحدا لبرها والاحتفال والاحتفاء بها بل طالب ببرها في كافة الأوقات من العام لما لها من شأن عظيم.

في البداية أكدت الدكتورة أماني عبد الصمد أستاذ مساعد في الشريعة والقانون وعضو المكتب الفني لأمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن الأم مصدر الحب والحنان، وأيقونة الهدوء والاطمئنان، تعطي بلا حدود، وتمنح بلا مقابل، حبها صادق، وودها دافئ، وحزمها دافع، وخوفها رافع وشافع، تصبح الحياة بابتسامتها جميلة، نتذوق طعم الحياة بين يديها، ونستريح إذا كنا أمام ناظريها، فهي أصل الحسنات ومصدر الرحمات، كيف والجنة تحت أقدام الأمهات؟.

قالت عبد الصمد أن   الشرع الحنيف أولي  الأم عناية كبيرة ومكانة رفيعة؛ لما تلاقيه الأم من آلام ومشاق في الحمل والولادة، ولما تقدمه من تضحيات من أجل أبنائها، فنرى أم هانئ ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم التي ضربت أروع مثال في الاهتمام بالأبناء والتضحية من أجلهم؛ لما أسلمت وفرق بينها وبين زوجها لعدم إسلامه، تقدم لخطبتها النبي صلى الله عليه وسلم فرفضت؛ خشية أن تقصر في تربية أبنائها، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ، وَلِي عِيَالٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ» و «أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ» "صحيح مسلم".

وهل هناك تضحية أكبر من تلك التي ضحت بأن تكون أما للمؤمنين من أجل رعاية أولادها؟؟.

وقالت الدكتورة أماني أن الأمومةِ أهمّ دور في المحيط الأسري؛ وهو دور محوري في نهضة المُجتمع والحضارات والأمم، فدونه لا يُمكن أن يكون لدينا علماء وعُظماء يمنحون الحياة التّغيير ويُساهمون في تغيير الواقع بما يفيد الإنسانية ويتعدى دورُ المرأة من كونه مجرّد عاطفة أمومة إلى كونه إعدادًا لجيلٍ نافع في المجتمع، يُحسن التعامل ويقدر قيمة العطاء، فتُقدّم الاستقرار العاطفي والنّفسي لأبنائها، وتغرس فيهم القيم والأخلاق، فتصنعُ منهم أشخاصًا أصحاب قيمٍ وأخلاقٍ يرتفعُ بهم المجتمعَ.

وكما يقول الشّاعر: الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها  ..  أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ

وتضرب لنا الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ مثالًا رائعًا في الهمة في تربية الأبناء وتنشئتهم على تعاليم الدين؛ فكانت تدرب أبناءها على الصوم، فإذا بكى أحدهم على الطعام تعطيه اللعبة المصنوعة من الصوف ليتلهى بها، فعلمت تلك الصحابية أن ما بين يديها من أبناء هم عماد الأمة وأملها فكانت مدرسة عظيمة تعد النشء إعدادًا سليمًا على منهج نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هكذا كان الحرص على إعداد الأبناء لقيادة الأمة.

من جانبه أكد الشيخ فوزي عباس القوصي مدير أوقاف حجازه بقنا أن الإسلام كرم الأم تكريم الإسلام فقال تعالى" أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما" ثم أوصى بهما رب العزة خيرا حتى ولوكانا مشركين فقال" فان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا" لافتا إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم أوصى بحسن صحبه الأم ثلاث مرات ثم قال أبوك وعندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستشيره في الخروج للغزو في سبيل الله فقال هل لك أم قال نعم فقال صلى الله عليه وسلم/ فلزمها فإن الجنة تحت قدميها.

كما أن بر الأم في أسباب دخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم،" لن يدخل الجنة عاق" وقال صلى الله عليه وسلم," إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات" ورأى صلى الله عليه وسلم في رحله الإسراء والمعراج عندما دخل الجنة رجل يقرأ القرآن فقال من هذا فقيل له هذا حارثه بن النعمان فقال كذلك البر أي هذا جزاء البر بآلام فانه كان ابر الناس بأمه وعندما جاء رجل إلى عمر بن الخطاب وقال له لي أما بلغ منها الكبر ما بلغ فأنا الذي أقوم على خدمتها حتى أنها لا تستطيع قضاء حاجتها إلا وظهري لها مطيه أي دخول دوره المياه فهل أكون قد أديت حقها فقال عمر ولأزفره من زفرتها أي ولأطلقه واحده يوم ولادتك فقال الرجل ولم لا فقال عمر لأنها كانت تصنع بك ذلك في صغرك وتتمنى لك الحياه أما أنت تصنع بها ذلك وتتمنى لها الموت.

ويستكمل مدير أوقاف حجازه بقنا الأمثلة لبر الوالدين ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أويس بن عامر القرني من اليمن وكشف عن سناء منزلته عند الله تعالى وأنه مستجاب الدعوة وطلب ممن يلقاه من الصحابة أن يسأله الدعاء وكل هذا كان سببه أنه كان بارا بأمه حتى أنه أمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقدم المدينة للقائه حتى لا يترك أمه بلا من يخدمها ويعولها فكان الجزاء من جنس العمل حفر أسمه على جبين التاريخ مع الصالحين حتى يلقى رب العالمين.

ويذكر القوصي أن النماذج في بر الأم في التراث الإسلامي كثيره وعظيمه نذكر منها العابد والفقيه كهمش كان يتأخر عن مجلس علمه بعض الوقت فسل عن ذلك قال خدمه أمي فأرسل إليه سليمان بن على الهاشمي صره من المال وقال له اشترى خادما لأمك لتتفرغ للدروس والعلم فرد عليه المال وقال له أين نحن من بر الأمهات.

 وتأخر الأمام البخاري عن مجلس إملاء الحديث فسل عن السبب فقال كنت في جنه ربى فتعجب الطلاب من جوابه فقال ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم" الجنة تحت قدميها/ لقد كنت اغسل قدمي أمي".

أما محمد بن سيرين فكان يكلم أمه كما يكلم الأمير  أما على زين العابدين بن الحسين كان مع شده بره بأمه ليأكل معها فسئل عن ذلك فقال أخشى أن تسبق يدي عينها في لقمة فأكون قد عققتها.

أما طارق بن حبيب كان يقبل رأس أمه ويدها كل يوم ولا يمشى فوق ظهر البيت وهي جالسة أسلفه إجلالا لها  وكان حيوة بن شريح الفقيه صاحب أشهر حلقه علم في زمانه تنادى عليه أمه وهو في حلقه العلم وتقول/ ياحيوه قم فالق الشعير للدجاج فيقوم عن طيب خاطر ويترك مجلس العلم.

وأبو حنيفة كان يحمل أمه على حماره ويذهب إلى مجلس عمر بن ذر ليسأله عن مسألة تريدها أمه كراهية أن يرد قولها فيقول له عمر كيف ذلك وأنت سيد الفقهاء والكل بالنسبة لك في الفقه عيال فيقول أبو حنيفة هي أمرتني بذلك فيقول له فما الجواب عن المسألة فيجاوب أبو حنيفة ثم يتقدم عمر بن ذر فيقول الجواب لأم أبو حنيفة فترجع راضيه فإلام في الإسلام مكرمه في كل وقت وأن حتى ولو كانت كافره وليس تكريمها قاصرا على يوم واحد بعينه يقدم فيه الأولاد هدايا ماديه لأمهاتهم وينسون مالهن من حقوق طول العام كما في الفكر الغربي.

تم نسخ الرابط