عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

التونسيون يحتفلون بـ"يوم الشهيد" .. النبتة الأولي للخلاص من الاحتلال

   في تاريخ الشعوب مواقف وأحداث لا تنسى، تبقى باقية تتوارثها الأجيال بفخر، تنظر إلى الوراء بعزة واعجاب لما فعله أجدادهم من أجل الأرض والوطن، ومن هذه الأيام الخالدة في ذاكرة الشعب التونسي يوم التاسع من إبريل 1938 وهو اليوم الذي أطلق عليه "يوم الشهيد" حيث صار النبتة الأولى في طريق الخلاص من الاحتلال الفرنسي. 



ويحيي التونسيون ذكرى أحداث 9 إبريل 1938 الخالدة والتي شكّلت منعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني بل كانت مرحلة هامة لها من الفضل الكثير في الإعداد لمحطات سياسية متعاقبة أدت في النهاية إلى نيل الاستقلال في 20 مارس 1956 ثم إعلان النظام الجمهوري في 25 يوليو 1957.

واليوم أيضا يُعرف باسم "ثورة تسعة إبريل"، حيث قام مجموعة من المتظاهرين في العاصمة التونسية (تونس) بالمناداة بالحرية للشعب التونسي.

المتظاهرون التونسيون طالبوا خلال التظاهرات بـ "برلمان تونسي" و"سقوط الامتيازات"، ومنذ شهر إبريل 1957 قرّرت حكومة الاستقلال أن يكون يوم 9 أفريل يوم عيد وطني رسمي يتمّ الاحتفاء به في جميع أنحاء تونس، ثمّ إقراره يوم عطلة رسميّة مدفوعة الأجر.

وسبق أحداث التاسع من إبريل 1938 مجموعة من الأحداث التي مهدت له، حيث شهد يوم الرابع من إبريل اعتقال اثنين من الرموز الوطنية هما، يوسف الرويسي وسليمان بن سليمان إثر قيامهما بحملة دعائيّة بمدينة سوق الأربعاء، فانطلقت مظاهرات ضخمة بوادي مليز وسوق الأربعاء احتجاجا على اعتقالهما مع عدد من الوطنيين، وتم في اليوم نفسه واعتقال صالح بن يوسف من قبل قوات الاحتلال الفرنسية.

وفي يوم السادس من إبريل 1938 تم اعتقال الهادي نويرة ومحمود بورقيبة، وفي يوم الثامن من إبريل اندلعت الأحداث بخروج الشعب التونسي بكل شرائحه وفئاته وأجياله للمناداة بالحرية وتحديدا بـ"برلمان تونسي" بالعاصمة التونسية، حيث خرجت إحداهما من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والأخرى من رحبة الغنم قادها المنجي سليم، وكانت المرأة التونسية قد خرجت في تلك المناسبة للتظاهر لأول مرة. وفي يوم الشهداء الموافق 9 إبريل 1938 تم اعتقال علي البلهوان وجلب إلى المحكمة للمثول لدى حاكم التحقيق، فأثار ذلك غضب المتظاهرين وخرجوا بأعداد غفيرة للتّظاهر، فتمّ إعلان حالة الحصار ووقع قمعهم واعتقال مجموعة مناضلين من بينهم الحبيب بورقيبة، وبلغ عدد الاعتقالات حينها ما بين الألفين والثلاثة آلاف، وتمّت إحالة المعتقلين إلى المحاكم العسكرية، كما سقط نحو 22 شهيدا و 150 جريحا برصاص الاحتلال الفرنسي وأعقبت ذلك حملة قمعية واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية.

علي البلهوان ذكر في خطاب له أمام الجماهير في الثامن من إبريل قبل اندلاع الأحداث بيوم واحد "أنتم الوطنيّون الدائمون في بلادكم وهم الدخلاء عليكم".

لقد خلقت خطبة علي البلهوان اللحظة الفارقة وحولت السبات إلى حركة وألهبت حماس الشعب لتصنع من عجز المهمشين وأنين الجياع وزفرات المرضى ودموع المحرومين قوة كبيرة في مقاومة الاحتلال، فنطقت حناجرهم هاتفة تطالب بالحرية.

يوم الشهداء في الجميلة تونس هو نتاج نضال لمجموعة من الرجال أحبوا وطنهم وأرادوا له الخلاص من الاستعمار، هؤلاء لم يتركوا فرصة إلا ودعوا الناس فيها لمواصلة النضال والعمل والاجتهاد في مقاومة الاحتلال، ودعوا إلى أهمية التعليم والتخلص من وباء الأميّة، وحثّ الأثرياء على التبرّع للمحتاجين بالمال حتى يتمكن الفقراء من مواصلة دراساتهم، داخل تونس وخارجها، ولا أدل على ذلك النداء الذي توجه به علي البلهوان، في جريدة "الزهرة" سنة 1947 لمؤازرة الطلبة التونسيين حتى يكملوا تعليمهم، بمناسبة تنظيم "يوم الطالب" بجمعية قدماء الصادقية بعنوان مؤثر: "جودوا على العلم"، جاء فيه قوله: "العلم غذاء النفوس، والأمة الجاهلة جسد بلا روح، وآلة مسخرة، الجهل عبودية ورق" .

اليوم الرئيس التونسي قيس سعيد شهد موكب إحياء الذكري الرابعة والثمانين لعيد الشهداء، بروضة الشهداء بالسيجومي بتونس العاصمة، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء، ليرسخ قيمة الوطن وما قدمه الشهداء من أجل استقلال تونس على مر السنوات ليبقي في أذهان الأجيال الجديدة علامة على أهمية الحفاظ على كل المكتسبات الوطنية التي تحققت على مدى التاريخ.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز