السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عيد تحرير سيناء.. شاهد عيان يروي أحداثًا عمرها 40 عامًا (صور)

المستوطنة الاسرائيلية
المستوطنة الاسرائيلية مدمرة

كان يومًا مجيدًا، كان يوما عظيما، وظل محفورا في الذاكرة على مدار أكثر من 40 عامًا، حيث ارتبطت به بعد مجيئي إلى العريش في شهر سبتمبر عام 1980، وكنت أحد أعضاء لجان استلام المديريات والمواقع من سلطات الاحتلال الإسرائيلي والإدارات المعنية، حيث تقرر الانسحاب الكلى من سيناء في 25 إبريل عام 1982 "وهى المرحلة الأخيرة التي تشمل مركزي الشيخ زويد ورفح"، وكان تحرك اللجان يتم من نقطة العبور حينئذ التي كانت موجودة أمام مبنى محافظة شمال سيناء الحالي بالعريش، حيث كانت تنتظرنا السيارات بحراسة سيارة جيب إسرائيلية ترافقنا من العريش إلى رفح ، وكان الطريق يومئذ محفوفا بالمخاطر، وكانت تلازمنا سيارة الجيب العسكرية الإسرائيلية من العريش إلى رفح، حيث كنا نلتقي في مدرسة التعاون برفح التي كانت تعد ملتقى للجان المصرية الإسرائيلية.

 

كنا نلحظ غصة وبهتانًا في قلوب ووجوه القوات الإسرائيلية 

 

لقد قضينا أياما عديدة في تسلم الإدارات المصرية، وكنا نقضي الأيام من العريش يوميًا إلى رفح، حيث كانت سيارات الإدارة المصرية تقطع المسافة يوميا من العريش إلى رفح وسط حراسة من الدورية الإسرائيلية، وكان الأهالي يستقبلوننا استقبال الفاتحين بتقديم المشروبات والحلوى، وكنا نرى الأعلام المصرية على الطرق وفي كل موقع نصل إليه، وكنا نلحظ غصة وبهتانا في قلوب ووجوه القوات الإسرائيلية التي كانت ترافقنا إلى كل مكان نصل إليه.

 

ومن بين ما شاهدنا إغلاق الكثير من المدارس التي كانت لا تعمل طوال فترة الاحتلال، وكذلك الوضع بالنسبة للوحدات الصحية والاجتماعية ومراكز الشباب التي لم تكن موجودة، بخلاف تدمير العشرات من آبار المياه واقتلاع أعمدة الكهرباء، وكذا تدمير الكثير من المستوطنات التي أنشأها الاحتلال وغيرها من المعالم التي أقامها لخدمته مثل المعبد اليهودي والمصانع بمستوطنة "ياميت" والكثير من أماكن التدريب ودور الحضانة، كما تم حرث الأراضي الزراعية وتفجير آبار المياه.

 

وكان السير في طريق واحد ضيق لا يتسع للسيارات المارة من العريش حتى رفح، إلا أنه كان محاطا بالعديد من زراعات الخضر والفاكهة.

 

وهكذا، استمر الوضع في تسليم وتسلم الإدارة المصرية للجهات المختلفة وملفات العاملين بها حتى 25 إبريل 1982، ذلك اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد صراع طويل بينها و بين إسرائيل، وكان 25 إبريل هو تاريخ رحيل آخر جندي إسرائيلي من مصر، وتم رفع العلم المصري على مدينتي رفح وشرم الشيخ في ذلك اليوم واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير ممثلاً في مشكلة طابا التو أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف.

 

ولاحظنا جميعا مدى تمسك الإسرائيليين بـ"ياميت" في أبو شنار برفح قبل الانسحاب، حتى أن مجموعة من الإسرائيليين رفضوا الانسحاب حتى الساعة الثانية عشر ظهر يوم 25 إبريل.

 

 فما كان من أعضاء الإدارة المصرية المدنية إلا أن طاردوهم، فاضطروا إلى الهروب عبر الطائرات العسكرية الإسرائيلية التي أقلتهم قهرا وعنوة إلى إسرائيل.

 

وقطعنا شوطا كبيرا في ترتيب الإدارة المصرية في مختلف قطاعات المرافق الخدمية برفح والشيخ زويد من حيث تسليمها وهياكلها، والعمل على تطبيع الإجراءات وتقديم الرعاية والخدمات وفي مقدمتها: خدمات السجل المدني ومجالس المدن وتراخيص المرور وخدمات مديريات التربية والتعليم والشؤون الصحية والاجتماعية والزراعة والطب البيطري والتموين والقوى العاملة والشباب والرياضة والأوقاف، تحديد بيان بالخدمات المقدمة من كل جهة وأنواع الرعاية المقدمة منها للمواطنين.

 

وعلى الفور، بدأت الإدارة المصرية في تفعيل ما سبق الإعداد له وتجهيزه من إجراءات لأبناء الشيخ زويد ورفح في مختلف القطاعات، ولم تتوان الإدارة المصرية في إعادة توصيل الكهرباء وتغذية الشيخ زويد ورفح بها بعد أن فصلتها سلطات الاحتلال فور الانسحاب، وكذلك تشغيل آبار المياه لتغذية المنطقة بمياه الشرب والاستخدامات الأخرى اللازمة ، كما بدأت المرافق الخدمية من مدارس ومستشفيات ووحدات صحية واجتماعية ومراكز شباب في التعامل مع المواطنين وتقديم الخدمة اللازمة على أكمل وجه حتى لا يشعر المواطن بأي نقص فيها، وكان آداء الخدمات وأعمال الرعاية للمواطنين يعتمد على دعامتين أساسيتين هما:

 

 أولا: المنشآت والمعدات والأجهزة والأثاثات اللازمة لآداء الخدمة من حيث الكم والنوع. ثانيا: القوى البشرية الجاهزة والمدربة لآداء هذه الخدمة.

 

لقد بدأ تشكيل مجموعات عمل في كل من الشيخ زويد ورفح، ونتج عن ذلك إقامة العاملين بالمدارس لممارسة العمل وتقديم الخدمات للمواطنين في مختلف المجالات.

 

ومن هذا المنطلق كان للتقسيم الإداري وتطويره بانشاء وحدات محلية جديدة أهمية خاصة لكفاءة تقديم الخدمات واتساع نطاقها وزيادة قدرتها لا على الآداء والنمو، ولذلك صدر قرار المحافظ بإنشاء عدد 6 قرى جديدة في مركز ومدينة الشيخ زويد، وهي قرى: الجورة والظهير والشلاق والخروبة والقريعة، وكذا إنشاء عدد 5 قرى جديدة في مركز ومدينة رفح، وهي قرى: المطلة ونجع شبانة والبرث والوفاق وأبو رعد.

 

وقد أنشئ مركز ومدينة رفح عند العودة في 25 إبريل 1982، حيث كان قبل ذلك يدخل إداريًا ضمن مركز الشيخ زويد، وبدأت فيه أعمال التعمير فور العودة، وخصص له في الموازنة مبلغ 7.5 مليون جنيه من أجل إقامة المنشآت الحديثة والمشروعات الاستثمارية، ومن هذه المنشآت: مبنى مجلس المدينة واستراحة مجلس المدينة والسوق التجاري ودورة مياه عامة.

 

ومنشآت تعليمية: منها مدرسة ثانوية 27 فصلا ومدرسة تعليم أساسي ومدرسة ابتدائية بقرية المطلة. ومنشآت زراعية وبيطرية: منها تفتيش زراعي برفح ووحدة بيطرية برفح. وفي مجال الرعاية الشبابية: أقيم مركز شباب رفح.

 

وفي الآبار والخزانات: أقيم بئرين لتغذية مدينة رفح بمياه الشرب، وحفر وإعادة تشغيل عدد 16 بئرا لتغذية توابع المدينة وامتدادها حتى قرب مدينة مدينه الشيخ زويد، 3 خزانات علوية للمياه، إلى يجانب مد شبكة مياه جديدة بمدينة رفح.

 

وأقيمت منشآت تموينية وتخزين: منها إقامة ثلاجة سابقة التجهيز ومخبز نصف إلى ومصنع ثلج، إلى جانب إدارة تموين رفح، وتم استخراج البطاقات التموينية المؤقتة والدائمة لصرف المقررات التموينية. وفي المنشآت السياحية: أقيمت 10 شاليهات سياحية في أبو شنار بالإضافة إلى المخيم السياحي وكافتيريا سياحية و10 شاليهات سياحية على شاطئ رفح.

 

وفي مشروعات الإسكان: أقيم عدد 208 وحدات إسكان إداري وشعبي وبدوي وتوزيعها على المواطنين. وأقيمت منشآت خدمية أخرى، منها: مركز إعلام رفح، قسم شرطة رفح، نقطة شرطة الماسورة، مكتب بريد رفح، ونقطة مرور الماسورة، إلى جانب إقامة ميناء رفح البري مع غزة.

 

وفي القوى المحركة: تم مد شبكة إنارة جديدة لمديمة رفح، واستكمال خط أبو شنار الرئيسي وخط السادات. وفي مجال الرعاية وتقديم الخدمات: تم استخراج عدد 684 بطاقة شخصية و1357 بطاقة عائلية و757 بطاقة بدل فاقد أو تالف بإجمالي 2798 بطاقة.

 

كما قامت الوحدات الصحية أيضا باستخراج شهادات الميلاد وسواقط القيد لاستخراج شهادات الميلاد وسواقط القيد لاستخراج البطاقات.

وفي مجال الرعاية الصحية: أعيد العمل بالوحدات الصحية التي كانت قد أغلقت خلال فترة الاحتلال بعد دعمها بالأدوية والأطباء وعيدها 3 وحدات في رفح وتل رفح والماسورة، كما زودت وحدة رفح بعيادة أسنان حديثة، وأنشئت أيضا نقطة طبية في الجورة. وفي مجال الرعاية الاجتماعية: قامت وحدتي رفح والماسورة بتقديم الرعاية الاجتماعية المتنوعة.

 

وفي مجال مشروعات الرصف: تم إنشاء ورصف طريق رفح / البحر بطول 3 كيلو مترات، وإنشاء ورصف امتداد شارع صلاح الدين برفح بطول 6 كيلو مترات، وكذا إنشاء ورصف طريق رفح / المنفذ بطول 3 كيلو مترات. وفي مركز ومدينة الشيخ زويد سار العمل بنفس معدل التنفيذ في مركز ومدينة رفح، حيث تم تقديم الخدمات والمنشآت والمشروعات بقدر كبير من النجاح، ومنها:

 

منشآت رئاسية كمبنى مجلس المدينة واستراحة مجلس المدينة ودورة مياه عامة بالشيخ زويد، إلى جانب المنشآت التعليمية كمدرسة ثانوية تجارية ومدرسة ثانوية عامة ومدرسة الخروبة الابتدائية ومدرسة ابتدائية بالسلام ومدرسة ابتدائية بقبر عمير ومدرسة تعليم أساسي بالشيخ زويد ومدرسة ابتدائية بالكراشين.

 

وفي المنشآت الزراعية والبيطرية: أقيم تفتيش زراعي بالشيخ زويد ووحدة بيطرية ومخزن رئيسي لبنك الائتمان الزراعي ووحدة بيطرية بالخروبة.

 

وفي المنشآت الشبابية: أقيم مركز شباب الخروبة. وفي المنشآت التموينية: أقيمت إدارة تموين الشيخ زويد ومخبز نصف آلي ومنفذ للأمن الغذائي. وفي المنشآت الصحية: أقيمت وحدة صحية بالشيخ زويد ووحدة صحية بالجورة وأخرى بالخروبة ووحدة صحية بأبو طويلة، بالإضافة إلى 6 نقاط طبية في شبانة والظهير وأبو العراج وأبو سنار والجورة والقريعة.

 

 

كما تم مد شبكات كهرباء في مدينة الشيخ زويد والقرى ومد شبكات مياه جديدة وربطها بالآبار التي تم حفرها. وهناك منشآت حديثة أخرى: حيث تم إنشاء مكتب عمل وتدريب مهني بالشيخ زويد ومكتب بريد. ومن مشروعات الرصف: تم رصف طريق الشيخ زويد / البحر بطول 2.5 كيلو مترًا، ومدخل المدينة لازدواج الطريق بطول كيلو مترين، إلى جانب شق طرق جديدة داخل المدينة القديمة وتغطيتها بالتربة الزلطية.

 

وفي مشروعات الإسكان: تم أنشاء عدد 32 وحدة إسكان إداري بالخروبة، 96 وحدة إسكان إداري بأبو طويلة، و32 وحدة أخرى إسكان إداري بالجورة.

 

وفي المنشآت التموينية: تم أنشاء عدد 4 مخابز نصف آلية وعدد 4 منافذ للأمن الغذائي. وفي مشروعات المياه: تم إحلال وتجديد شبكة المياه وتنفيذ عمليتي البئرين رقمي 12 و13، وتنفيذ عملية مياه صغرى على ساحل البحر وتنفيذ وتشغيل 4 وحدات لتحلية مياه الآبار قدرة 1600 مترا مكعبا في اليوم.

 

وهناك مشروعات سياحية تمثلت في تنفيذ عملية 48 شاليها وكازينو ودورات مياه على الشاطئ. وحاليا تتضاعف المشروعات والإنجازات كل عام لصالح المواطنين، حيث أصبح في كل قرية أو تجمع مركزا للشباب ومدارس بأنواعها وأقيمت المعاهد الأزهرية لأول مرة والوحدات الصحية والاجتماعية، فضلا عن حفر الآبار وإدخال الكهرباء وأنشاء الطرق وغيرها.

 

تم نسخ الرابط