عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الليبيون يتمسكون بتقاليد عيد الفطر رغم الأزمة السياسية والاقتصادية

العيد في ليبيا
العيد في ليبيا

يحتفل الليبيون هذا العام بعيد الفطر في ظل أزمة سياسية واقتصادية تعاني منها البلاد، وبالرغم من هذه الظروف، يتمسك الليبيون بعادات وتقاليد في ليلة العيد وصبيحة أول أيامه، حيث تستعد الأسر الليبية قبل العيد بيومين لصناعة الحلويات المنزلية وتحضير الأكلات الشعبية الموروثة التي أصبحت جزءا من البيت الليبي في كل عيد.



 

أكلات ليبية في العيد
أكلات ليبية في العيد

 

تتميز ليبيا بتنوعها الثقافي والحضاري، الذي ينعكس على الحياة اليومية، وتحديدا في الأعياد، حيث يظهر هذا التنوع الكبير في العادات والتقاليد السنوية، ابتداء من الأكلات والحلويات ووصولا إلى الملابس التقليدية.

 

وتعتبر الحلويات والأكلات جميعها من الأصناف التي تعد في المنازل خلال الأيام التي تسبق حلول العيد.

 

وتجتمع العائلة الليبية في بيوت الأجداد لتناول طعام الغداء، الذي يكون ضمن أطباقه الرئيسية لحم الخروف.

 

وتحضر القهوة العربية ضمن مشاهد الاحتفال خاصة لدى الليبيين، لتكون جنبا إلى جنب مع الحلويات كالمعمول بالتمر والكعك المالح والغريبة والمقروض والبقلاوة.

 

كما أن العصيدة وفاصوليا كرشة الخروف أو البقر والمقطّع والمبكبكة  “المكرونة”، والحرايمي والفتات وغيرها من الأكلات، تكون حاضرة طيلة أيام العيد وبعده.

أما حلويات العيد، فإن الغريّبة والمقروض، والكعك، والفطائر تعتبر أساسية في وجبة أول أيام عيد الفطر المبارك، إضافة إلى عدة أنواع أخرى في المدن والمناطق الأخرى.

 

ويحتفل الليبيون هذا العام بالعيد في ظل أزمة سياسية وانقسام بين المؤسسات والأطراف الليبية المتصارعة على السلطة، بالإضافة إلى أزمة ارتفاع الأسعار التي سبقت دخول شهر رمضان، وبخاصة أسعار المواد الغذائية وملابس الأطفال والألعاب وغيرها، ما أثر سلباً على السوق، بالترافق مع شح السيولة في البنوك الليبية. ورغم ذلك، يبقى للاحتفال بعيد الفطر مكاناً خاصاً في نفوس الليبيين.

 

وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة أريج خطاب، أستاذة اللغة العربية في جامعة عمر المختار شرقي ليبيا: "لدينا عادات وتقاليد نحترمها، وهي حاضرة معاً منذ الطفولة، ففي صبيحة العيد، تبدأ مراسم توزيع العيدية، التي تم تجهيزها مسبقا، على الأطفال بدءا بأطفال البيت ثم الأطفال الذين يأتون مع الزائرين المعايدين".

 

وأضافت أنه: "بعد صلاة العيد، تبدأ عادة إعداد أكلة “العصيدة” حسب ما تم توفيره مسبقا استعدادا لطقوس العيد، وهي عبارة عن عجين مطبوخ ومسبوك بشكل نصف دائري تأتي مسقاة بالزبدة محلية الصنع مُحلاة برب الخروب “دبس الخروب” والعسل الجبلي وأحيانا بالسكر كُلٌّ حسب إمكاناته وذوقه".

 

وأوضحت أن: "الحلويات الليبية مختلفة الأذواق، لكن الكعك والغريبة والبسكويت، من الأصناف التي يتم تحضيرها قبل العيد بأيام قليلة، لأنها تأخذ وقتا في التحضير، وخاصة أننا نقوم بتجهيز كميات مناسبة حتى تقدم للزائرين المعيدين يوم العيد كالجيران والأقارب والأصحاب".

 

أطعمة ليبية في العيد
أطعمة ليبية في العيد

 

وأضافت خطاب أن "بعض الناس يعدون وجبة ”المقطع”، هناك في بيت جدتي كانوا يعدون المقطع صبيحة العيد، وهو عبارة عن عجين مقطع بشكل طولي ومطبوخ في لبن مع قليل من الملح، ثم يسكب وتضاف إليه الزبدة محلية الصنع. وهذه هي الأكلات التي تكون صبيحة العيد في كل منزل ليبي، خاصة في شرق ليبيا".

من ناحية أخرى، قالت يسرا الشريف، من العاصمة الليبية طرابلس، إن "عادات وتقاليد الطرابلسية مختلفة قليلاً عن الشرق والجنوب، وكل منهما له طقوسه الخاصة باستقبال عيد الفطر".

وأضافت: "طبعا في طرابلس أول شيء يذهب الرجال إلى صلاة العيد ويأخذون معهم الأطفال الذكور، مرتدين الزي الطرابلسي “التقليدي” الذي يسمى الكاط. وبعد رجوعهم من الصلاة، يذهبون إلى بيت الجد ويعيدون عليه ويتناولون الفطور معه".

وأضافت أن "الفطور أو الأكل الليبي صباح العيد هو عبارة عن الفطيرة بالعسل أو العصيدة بالعسل، وتقدم مع صحن الحلويات المقروض والبقلاوة الطرابلسية وغريبة الحلقوم".

حلويات ليبية
حلويات ليبية

 

وذكرت الشريف أن "وجبة الغداء في يوم العيد في البيت الطرابلسي هي عبارة عن وجبة من الفاصوليا باللحم الضأن أو طبيخة البطاطا، أو البطاط المبطن المحشي باللحم، وجبة الغداء في طرابلس".

 

من ناحية أخرى، أكدت فاطمة محمد، وهي ربة بيت من سبها، جنوبي البلاد، أنه "خلال السنوات الأخيرة، أصبح الشباب يرتدون أزياء غير ليبية، ما يعد طمسا للهوية ودخولا لثقافات أجنبية على الجنوب".

 

وأضافت أن: "البعض يرتدي الأثواب العمانية والإماراتية، وبعضهم يرتدي أزياء من دول إفريقية كتشاد والنيجر، وهي دول جوار وتربطها حدود مع الجنوب الليبي. أما التبو والطوارق فيكاد لباسهم متسقا مع بني جنسهم في بقية دول الصحراء". وتابعت فاطمة: "يوم العيد صباحاً، يخرج الأهالي بهذه الأثواب حتي تضفي جمالية على المنظر العام لشوارع المدينة، لا يقل عنه جمالية ما تشاهده المنازل، من مباركات النساء".

 

وذكرت أنه "كانت نساء العرب الأقل تمسكا باللباس التقليدي في الأعياد، فظهرت الفساتين الخليجية والمغربية والتونسية، وإن شهدت الفترة الأخيرة عودة للزي التقليدي، وهو عبارة عن الرداء بأنواعه المختلفة، في حين لا تزال نساء الطوارق والتبو أكثر تمسكا بلباسهن التقليدي".

 

وأوضحت أن "الحلويات لدى البيت الليبي في الجنوب تشمل حلو المقروض والكعك المخمر والكعك السوادني والبسبوسة والكعك المالح والحلو".

 

وتختلف عادات الأكل في عيد الفطر المبارك في ليبيا بين مدينة. وأخرى فهناك من يعمل على إعداد طبق السمك، وطبيخة البطاطا، و في الجنوب يُقدّم طبق أساروف، "وتعني طلب المغفرة عن أي زلات بدرت)، وطبق التارويث، وهو عبارة عن طبق من عشبة الملوخية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز