منذ أيام قليلة، انتهت فترة معرض "الوعي وبناء الإنسان"، وهو شعار معرض مكتبة الإسكندرية الدولى فى دورته السابعة عشرة، الذي أقيم بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب، وكعادته سنوياً كان بمثابة مهرجان ثقافي تضمن 75 حدثًا ثقافيًا، بمشاركة أكثر من 300 متحدث ومحاضر.
ورغم الإقبال الكثيف من جانب الزائرين بفئاتهم العمرية والثقافية المختلفة، على مختلف الأجنحة المشاركة فى المعرض من دور النشر والطباعة من مصر والدول العربية، وغيرها، إلا أن أكثر ما شد الانتباه ولفت الأنظار إليه من أجنحة المعرض، كان جناح الأزهر الشريف.
وليس ذلك من قبيل التحيز، لكن ما قدمه الجناح من أنشطة كان بمثابة جواز مرور لمشاركة أكثر نجاحاً وتميزاً.
جاءت فى مقدمة تلك الأنشطة وكانت مبعثًا للفخر، تخصيص ركن للخط العربي، والذي شهد إقبالًا كبيرًا من الزوار لكتابة أسمائهم بالخطوط العربية المختلفة، والاستماع إلى شرح واف لأنواع الخطوط، وتنظيم ورش تدريبية للخط العربي للزوار.
ولم يكتف جناح الأزهر بالتدريب على الخط العربي فقط، لكنه شهد تجمعًا كبيرًا من الأطفال للاستفادة من الورش الفنية التي نظمها لتدريب الأطفال على الرسم والتلوين، وغيرها من المهارات الفنية التي تستهدف تنمية الفكر والموهبة.
وشد الانتباه بصورة ملحوظة، اكتشاف المواهب، وإعطاء الفرصة لهم، ومنهم الفتاة النابغة التي أتقنت لغة الفن التشكيلي، وعبرت عن الأخوة الإنسانية من خلال رسم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان.
أيضا ما لفت الأنظار داخل جناح الأزهر الشريف، متحف المخطوطات، الذي عرض لأول مرة مجموعة جديدة من اللوح والمخطوطات النادرة، مثل عمل الفنان المصري علي لطفي الذي جمع المصحف كاملا فى عدد ١٩ ورقة، واستمر في كتابته حوالي ٤ سنوات كاملة، بالإضافة إلى إحدى النوادر، وهي مخظوطة ابن سينا في الطب، بالإضافة لغيرها من المخطوطات.
كما استحوذ ركن الفتوى بجناح الأزهر على إقبال الزوار بالإجابة على استفساراتهم وأسئلتهم الدينية، وبصورة خاصة فى قضايا الزواج والطلاق .
أولستم تتفقون معى، أن كافة الأجنحة المشاركة فى أى معرض للكتاب، أصبح من الضرورى عليها أن تخرج من النطاق التقليدى بعرض الكتب والقصص، إلى أجواء الابتكار وعوامل الجذب من خلال أفكار غير تقليدية، بحيث يقبل الزائر عليها بشغف، ولتحقيق الاستفادة المرجوة بتثقيف أجيالنا القادمة.



