عاجل
الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
في إِستذكار مُحَقِقْ ( طَبَقات الصُوفية )

في إِستذكار مُحَقِقْ ( طَبَقات الصُوفية )

بقلم : د. طه جزاع

أصبحَ لمقالي الذي لَخَصتُ فيه كتاب ( طَبَقات الصُوفية ) لأبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ ، قصة ينبغي أن تُروى لعموم القراء الأعزاء ، ولاسيما للمهتمين منهم بدراسة تاريخ التصوف والتعرف على رجالهِ وأئمتهِ وشيوخهِ ومشاهيرِه ، فقد حاولتُ وأنا أُلَخِّص الكتابَ البحث عن أيةِ معلومةٍ تَخُص محققه المرحوم الدكتور نور الدين شُريبة أو معرفة سنة ولادته ووفاته على أقل تقدير ، غير أن مُحرك البحث جوجل لم يسعفني في تقديم أي شيءٍ يخُص هذا العالم الأزهري والمحقق الكبير . ومن خلال بحثي المستمر تمكنتُ من الحصول على صفحة في الفيسبوك لولده الدكتور حسين المقيم في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية ، فأرسلتُ له سلاماً بانتظار اجابته ، وقد حصل هذا التواصل بالفعل ، لكن بعد نشر المقال بثلاثة أيام ، مما تطلب مني كتابة هذا المقال للتعريف بالرجل الذي قدم خدمات كثيرة في مجال الدعوة والتدريس والبحث والتحقيق ، غير أن لا أحدَ يذكرهُ بسطرٍ واحدٍ يمكن الرجوع اليه في محركاتْ البحثِ على شبكة الأنترنت !



حسين نور الدين شُريبة من مواليد 1953 متخصص في التخطيط والتنمية وخاصة المشروعات السياحية الكبرى ، وهو الوحيد من أبناء شريبة التسعة ( 6 أولاد و3 بنات ) المهتم بالحفاظ على تراث والده من أوراق ومخطوطات وبحوث ، وكان الأقرب اليه من بقية أخوته يوم كان الوالد يطبع كتبه عند مكتبة ودار نشر نجيب الخانجي بالقاهرة ، فقد كان حسين يتردد دائماً الى الدار لتصحيح البروفات ومتابعة طبع كتب والده وتنفيذ طلباته ، لذلك كان من سروري البالغ أن يخبرني انه مازال يحتفظ الى الآن بموسوعةٍ ضخمةٍ لوالده وبخط يده  لم تطبع حتى يومنا هذا ، هي موسوعة ( أعلام المتصوفة ) التي تضم من 12 الى 14 مجلداً ، ومازال الإبن يبحث عن جهةٍ أمينةٍ بأمانة محمد نجيب الخانجي لطبع هذه الموسوعة التي مضى على زمن انجازها أكثر من أربعين عاماً !

عام 1974 وبالتحديد يوم 9 أبريل منه ، كان الشيخ العالم المحقق نور الدين شُريبة البالغ من العمر 58 عاماً ( مواليد 1916) منكباً على الانتهاء من انجاز مشروعه الكبير ( أعلام المتصوفة ) حين وافته المنية بسبب مضاعفات أمراض السكر والضغط (  وآخر شيء ربنا كرمهُ به هو أكبر موسوعة عن المتصوفة توفي بعد الإنتهاء منها ، ولم أطبعها لحد الآن )  ... يكتب لي حسين نور الدين شُريبة . ويضيف حين أطلب معلومات أخرى عن والده : والدي كان سيلتحق مديراً للمركز الإسلامي في النمسا في العام 1974 لكن قضاء الله كان الأسبق ، وهو من الأصحاب المقربين والصديق الصدوق لشيخ الأزهر وقتذاك مولانا الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله ، وكان والدي يجيد فضلاً عن العربية ، الانكليزية والفرنسية والألمانية والفارسية ، كما إتقن بعض اللهجات الأفريقية المحلية مثل السواحلية حين كان مديراً للمركز الإسلامي في تنزانيا، وكان الى جانب اهتمامه بتحقيق الكتب التراثية المهمة مثل ( طبقات الصوفية ) للسلمي و ( طبقات الأولياء ) لإبن الملقن ، مهتماً بالدعوة الاسلامية ، وقد أسلم على يديه الآلاف وأبرزهم الملاكم العالمي الشهير محمد علي كلاي الذي قال له والدي انه إذا رغب أن يعلن اسلامه فليكن ذلك في الأزهر الشريف ، ومنهم أيضاً إبن وزير الداخلية الأسبق في تنزانيا .

يسترسل الدكتور حسين شُريبة بالكتابة لي عن والده قائلاً : عَرضت عليه جامعة كولومبيا درجة الأستاذية والعمل في الجامعة ، غير أن هدفه كان الدعوة الإسلامية ، وكان يضع المبالغ التي يحصل عليها نظير محاضراته في صندوق زكاة المسلمين ، وحين سُئل عذ ذلك قال : أتيتُ الى هنا داعياً للإسلام وليس جامعاً للأموال . وعندما رجع من زيارة له الى إفغانستان في عهد الملكية، قال لشيخ الأزهر : إنهم شعب طيب ومتدين فلا تتركوا أنصاف المتعلمين يوجهونهم ، وكان ذلك في العام 1965 .

مما يَحِزُ في نفس الإبن حسين نور الدين شُريبة ، ان شخصاً إختلس تحقيقاُ مهماً لوالده وطبعه ونشره بعد أن وضع إسمه عليه ، كما إستولى على مصادر ومراجع والده !  لذلك فإنه حَذِرٌ جداً من تسليم مجلدات الموسوعة الكبيرة ( أعلام التصوف ) الى من قد لايكون أميناً عليها وعلى اسم والده رحمه الله .

 ومازال يحمل على عاتقهِ هذه الأمانة التي تركها والده بعهدتهِ ، ورحل عن دنيانا منذ 41 عاماً !

[email protected]          

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز